02-03-2013 03:50 PM
بقلم : سليمان الطعاني سليمان الطعاني
المتقاعدون العسكريون تحية لهم وقد باتوا محل احتفاء وتكريم من قبل مؤسسات وطنهم المختلفة تجسيدا للنهج الذي اراده جلالة القائد الأعلى في إعطاء المتقاعدين العسكريين وعائلاتهم كامل الرعاية والاهتمام ، هذا النهج الذي ترجم بمجموعة من المبادرات الملكية تجاههم والتي كانت أوسمة ملكية زينت هاماتهم ومفكرتهم العسكرية وعلى رأسها اليوم الوطني للمتقاعدين العسكريين باعتباره شكلاً من أشكال الوفاء لهذه الفئة من العسكريين الذين قدموا الجهد والصدق والتضحيات وكانوا منارات في الفداء والرجولة خدمة لقضايا امتهم وحفظاً لأمن الأردن واستقراره ودعما لمسيرة التنمية خلال العقود الماضية.
امانة عمان تلتقط الدرس وهي تحتفي بالمتقاعدين العسكريين، إنما تؤكد على صور النزاهة والإخلاص التي تمتلئ بها مفكرتهم وذاكرتهم العسكرية، إنهم ولدوا من رحم الأردن وطنهم الغالي الذي أقسموا يوم اختاروا طريق الشرف أن يفدوه بالمهج والأرواح، وأن يكونوا السياج المنيع له ، تجسدت بهم كل معاني المواطنة التي قبضوا عليها بجمر الصبر وهم يتمثلون مبادئ الشرف العسكري الذي ما يزالون يحافظون عليه, هذه الفئة غير قابلة للتهميش او الإقصاء او الاستثناء، لأنها تربّت على منظومة مُثُل وتقاليد وقيم وسمو أخلاق كونت في مجملها شخصيتهم العسكرية المتكاملة سلوكا وانضباطا واحترافا وخلقا ، كان الإخلاص والتفاني في أداء الواجب شعارهم وعنوانهم، ونكران الذات سمة بارزة في شخصيتهم جسدها المتقاعد العسكري قولا وعملا داخل وخارج حدود الوطن وهو يحمل تحت لواء قيادته الهاشمية أنبل صفات الإنسانية.
الاحتفاء بالمتقاعدين العسكريين في أمانة عمان كان له شكل مختلف من خلال الكلمات المعبرة لأمين عمان والمتقاعدين والأهازيج والترويدات التي نسجت على العسكري والتغزل وببندقيته، أكدت كلها على أن حياة هؤلاء المتقاعدين كانت أكثر بكثير من كونها وظيفة أو وسيلة لكسب العيش، كانت عبارة عن تضامن نفوس طامحة في اندفاعها نحو هدف سام، كانت حياتهم عبارة عن مجموعة من الفضائل العسكرية المتمثلة في التدريب والتضحية والرجولة، قوامها الشجاعة وروحها التقشف، تزينها النزاهة وروح الجماعة، يعيشون قيماً يجسدونها في سلوكهم عطاء وتضحية وإيثار في كل زمان ومكان.
مبادئ الولاء للوطن وقيادته تتعالى لدى هذه الفئة فوق كل الانتماءات ،... لا يعرفون إلا ولاء واحداً هو الولاء للأردن وطناً لكل أبنائه، ولقيادته الهاشمية. قسمهم المحافظة على قيم الشرف العسكري والالتزام بتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية .
الاحتفاء بهم، بيومهم الوطني ما هو الا تأكيد على وجههم الوضاء بالكرامة والأنفة والذي لن تزيده وقائع زمن التقاعد وحيرته الا كرامة على كرامة، لأنهم مصرَون أن يبقوا على قيد الحياة تنبض قلوبهم حبا للوطن وقيادته ومصرَون أن يبقوا على ذات القسم الذي أقسموه ، وعلى ذات القيم التي تربوا عليها ،
المتقاعدون العسكريون تحية لهم كنز يستحقون كل تكريم إكراما لدورهم و بما أنجزوا وقدموا لوطنهم في ظروف غاية في الصعوبة، فلقد كانت حياتهم رسالة تخلو من المادة وزخارف الحياة وزينتها التي تطبع حياتنا هذه الأيام، كانت رؤيتهم وتطلعاتهم وأمانيهم وغاياتهم تختلف كليّا، لا يعرفون معنى الثراء ولا العقارات ولا الحسابات في البنوك، ولا التجارة، تطلعاتهم وطموحاتهم بسيطة في شكلها، عميقة في مضامينها، لا تعدو عن كونها أحلام بالكرامة والشرف والاستماتة من أجل الوطن، تحية وألف تحية لهم.