04-03-2013 10:30 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
كنت أسمع جدي( رحمه الله ) دائما يردد مقولة عنوانها (أظفر سلاخ )بتشديد اللام وسألته يوما عنها ليشرحها لي فأجابني بأن هذه المقولة تطلق على الشخص الذي يعتدي على حق شخص ما... تحت أي ذريعة كانت .....ويقوم الشخص المعتدي على حقه بالصمت والمجاملة ولكنها تفهم بالخطاء من المعتدي ويقوم بالاعتداء أكثر و أكثر والتطاول أكثر ....وهكذا تماما عندما يأتي رجل ليسلخ الشاة (الذبيحة ) بعد ذبحها فيعمل مدخل بسيط تحت جلدها بحجم أظفر يده بعدها يبدأ بمد الأظفر حتى تتبعه اليد وبالتالي ينهي واجبه بسلاخة جلد ( الذبيحة) .....واذكر هذه القصة الطريفة هنا لأن تصرفات الحكومة الأخيرة برفع الأسعار أقصد أسعار المحروقات ..وتحت أي ذريعة كانت ما هي إلا اظفر سلاخ بدأت الحكومة بالرفع أول مرة .... ثم توالت بالرفع وسوف تتوالى حتى تنهي واجبها كما ينهي السلاخ واجبه اتجاه ((ذبيحته ))وان كان الهدف برأيهم نبيل لكليهما ....فالحكومة ممثلة بدولة الرئيس تهدف لخدمة المواطن ومحاولة إنقاذ الاقتصاد الأردني والموازنة من العجز الذي أصابها ....والسلاخ أيضا ينوي سلخ ذبيحته ليسارع إلى طهيها ليقدمها مأدبة لذيذة لأهل بيته وضيوفه .....وا تسائل هنا إن من يقدم على سلخ ((الذبيحة )) يدرك تماما انه لن يصادف شئ يمنع اظفر يده من التوغل تحت الجلد أكثر و أكثر .....وبالتالي يقدم عليه بأمان ....أما الحكومة عندما تقوم برفع الأسعار بهذه الطريقة ....هل هي أيضا مدركة بأنه لا يمكن أن تجد ما يمنع أظفرها من الامتداد أكثر وأكثر وهي تسلخ جلد المواطن بقرارات رفع الأسعار المتتالية ....
وهنا اعتقد أن جدي غاب عن ذهنه ما لم يغب عن ذهن الحكومة وهو أن من تذبحه بدون مقاومة يسهل سلخه أيضا بدون مقاومة ....
فشكرا حكومتنا ورحم الله جدي وان كانوا جميعا ينظرون إلى سلخ الشئ بنفس الطريقة ولكن