04-03-2013 04:47 PM
بقلم : محمود أبو هلال
أيها المتباكين على الدم السوري ولوم السوريين لانحرافهم عن مسار السلمية تبا لكم، وهل حدثت ثوره من غير دماء؟! من أين أتيتم بسلمية؟! من أي تاريخ ؟وأين قرأتم عن ثوره حدثت من غير دماء ؟ ما حدث في مصر وتونس ليس ثوره وإنما هبه شعبيه أطاحت بحاكمين تفاجئوا بشيء لم يعهدوه ولم يتخيلوه فارتعدت أوصالهم وكان ماكان وبقيت الدولة العميقة بكل ما فيها.
الثورة هي الثورة، الثورة هي تلك التي تقتلع كل من يقف ضدها، هي التي تكتب أسفارا لعهد جديد كالثورة السورية .
كل ثورات الدنيا كانت خشيه إملاق وجوع إلا في سوريا كان الجوع للحرية وللكرامة ،ربما لم يقرأ السوريون لينين وروزا لوكمبرغ وروسبير ،ولكن قرأوا جيدا مقوله ابن الخطاب متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
المتأمل في الثورة السورية منذ اليوم الأول لكيفية تطورها، ومستوى التحديات التي واجهتها، وكيف أنها تغلبت على كل محاولات إجهاضها، لا يملك إلا أن يقول بثقة إنها ثوره عظيمه ، لا بل إنها ثوره كبرى فالثورة لا تعني تغير الرئيس أو نظام حكم بقدر ما تعني ثوره على كل أركان الدولة الاستبدادية والفاسدة وطغاتها الذين كانوا يعتبرون الدولة هم وهم الدولة واستبدالها بأخرى صالحه وعادله.
في سوريا الآن الحرية في عين وقلب الثوار ، في سوريا الثورة في كل الأرجاء شمالا وجنوبا شرقا وغربا ،في سوريا ثوره بحق فلم تكن مجرد مليونيه في ساحة العباسيين أو ساحة الأمويين.
إن الحرب ضد الشعب السوري بدأت منذ اليوم الأول ولم تقتصر على الاعتقال ، بل تعدتها إلى القتل بالجملة ، والتهجير من قبل نظام مجرم وبعض المسمين زورا وبهتانا بأصدقاء الشعب السوري، مرتزقة، إيرانيين ولبنانيين وعراقيين وروس للقتال معه أو الاستعانة بخبراتهم ضد الشعب فالقوه التي استخدمها النظام في سوريا قوة غير مسبوقة لم نشهدها حتى في الحروب التقليدية.
إن مهاجمة الشعب بصواريخ «سكود» أمر لا يمكن إلا أن يقف المرء عنده متأملا ليس الوحشية بذاتها، بل متأملا انعدام الحدود في الوحشية، وكيف أن الوحشية المستخدمة من قبل النظام مرتبطة ببنيه طائفيه وعرقيه وبشبكة مصالح دولية وإقليمية هدفها الأول والأخير هو ضرب سوريا بالسوريين، والخروج ببلد ليس فقط يعاني بنيويا واقتصاديا، بل يعاني اجتماعيا أكثر من خلال الفتك بأهله ، والذي وضع الثورة السورية في حالة شد وشد مضاد، مما شكل عبئا كبيرا عليها لم يكن له مثيل .
ستنتصر الثورة و هذا ليس كلاما عاطفيا و ليس تمنيا، و إنما هكذا يعلمنا التاريخ القريب و البعيد،
ستنتصر الثورة ، لأن دماء الشهداء من الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال و الشباب تخنق النظام حتى تكاد أن تغرقه، و تزيد الثورة و الثوار عزيمة و تصميما على النصر
فعندما تمتلك الشعوب الإرادة لتغيير واقعها و مصيرها يستحيل أن تقف أي قوة في وجهها، وعندما يختلط الخبز والدم بالتراب تنبت سنابل العز فيكون الخبز بطعم الحرية ويكون النصر بإذن الله .