بقلم : أحمد محمود سعيد
اولا لأنّ من اسمه نتمنى ان الله يعوّضنا فيه خيرا عمّا سبق من رؤساء وان يكون خير خلف لمن سبقوه وانا اقول ذلك ليس تملّقا او انتظارا لمكافأة لأن الامر حتّى الان بيد صاحب الامر وانا لا ادّعي انّه الانسب فقط لأنّه يحمل شهادة عليا لأنّ غيره حملها من السابقين وكذلك ليس لأنّه من الجنوب فغيره من الجنوب تقلّدوا نفس المنصب ولا اقول ذلك لانّه بعيد عن شبهات الفساد فمن السابقين من كانوا كذلك وكذلك ليس لأنّه لم يأتي بالوراثة فغيره اتى بغيرها واخيرا هو ليس من نادي اصحاب الدولة السابقين وكذلك جميع الرؤساء لم يكونوا في ذلك النادي عند تكليفهم لأوّل مرّة .
تلك مميّزات لا ينفرد بها معالي نائب الرئيس وزير الداخليّة ولكن وحيث انّنا في بلد تميّز بكثرة التغيير وسرعة التبديل وثمّ تليها سرعة الإتهام عند اي محطّة يقف فيها الرئيس دون رغبة مجموعة من المواطنين ويبدأ الحراك يأخذ دوره في الإنتقاد واللوم والإتِّهام وغيرها ولكن حيث انّنا على منعطف خطير في الوطن الغالي والحديث في الإصلاح يدور حول مشاركة المواطنين بصنع القرار والإستئناس برأي ممثّليهم المنتخبين في شخصيّة رئيس الحكومة التي سيكلّفها سيّد البلاد بتشكيل حكومة تستمرُّ لاربعة اعوام هي عمر مجلس النوّاب وكما تتناول بعض وسائل الإعلام ان معظم الكتل النيابيّة او ما تبقّى منها خلصت الى التوصية باسماء شخصيّتين اردنيّتين احدهما معالي السيّد عوض خليفات وانا هنا ليس قي دور التهليل والتلميع للسيّد خليفات فهو معروف للاردنيّين من شمال الاردن لجنوبه كما ان شهادتنا نحن الكتّاب غالبا ما تكون مجروحة ومشكوك فيها .
إنّ بلدنا بحاجة للقوي الامين واقول القوي على التحدّيات واهمّها مكافحة الفساد والوقوف بوجه الفاسدين لمحاسبتهم وعقابهم وإسترداد ما سلبوه وذلك هو المقياس الأوضح لمدى قوّته كذلك القويْ في إعطاء الاولويّة لصالح الاردن ومواطنيه في أيّْ قرارات او مفاوضات في المنتديات والمحافل السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة وغيرها وخاصّة فيما يتعلّق بسيادة الاردن وصون حدوده واراضيه وثرواته .
كذلك الرئيس القويْ هو من يقول الحقّ لمواطنيه خاصّة فيما يتعلّق بحياتهم ومقدّراتهم وغذائهم
كذلك قوّة الرئيس تكمن في جرأته باتحاذ القرارات المصيريّة بالتعاون مع النوّاب ومجلس الأمّة بعد ان يشرح بصدق للمواطنين ما سيلحق بهم ولأيّ مدّة ضمن ارقام صادقة ووضع ملموس فهم يعلمون ضيق الحال الذي يرزخ فيه وطنهم من قلّة المال والماء والموارد ولكن بالإنتماء المخلص وحسن الإدارة وسعة الإطّلاع والقرب من الناس ومزيد من الصبر نجد الحلول لمشاكل الفقر والبطالة .
الرئيس القويّْ هو من يقوى على الحراميّة الذين يمصّون دم الشعب ويأكلون الأخضر واليابس كالجراد ويجعل المواطنين يلمسون توجّه الحكومة بهذا المجال قبل ان يُحمّل المواطنين اعباء إضافيّة ويجعل نبراسه المواطن الفقير الذي لا يجد قوت يومه وليس الوزير او النائب او من هم على شاكلتهم اصحاب الدخول الفلكيّة .
أمّا امانة الرئيس فتكون بنظافة جيبه وبيته وحساباته البنكيّة من المال الحرام وان لا تُغريه اموال الدولة ومقدّراتها وان تكون عينه مليئة بالقناعة ونفسه مُتخمة بالحلال وقلبه مليئ بالإيمان وعقله متفرّغ لخدمة الاردن واهله .
الرئيس الأمين هو من تملئ جوارحه وضميره اخلاقيّات المساواة والعدالة والتكافل الإجتماعي بين المواطنين ويستبعد من امامه الشلليّة والمحسوبيّة بل يعمل على مكافأة المبدع والمبادر والمتميّز ويعمل على تكريس ثقافة العمل الجماعي والتعاوني بدلا من العمل الفردي ونشر المحبّة بين الناس لكي يشعر المواطن انّه شريك في هذا البلد في افراحه واتراحه في اوقات البحبوحة والاوقات الصعبة وتكريس ثقافة التكافل والايثار بين افراد الشعب الواحد فيأخذ من الغني والمقتدر ليساعد الفقير والمحتاج كما يُكرّس في نفس الوقت ثقافة العمل واستبعاد ثقافة العيب من خلال برامج تدريب لكافّة الاعمار القادرة على العمل .
والرئيس القادم يجب ان يضع امام ناظريه السير الحثيث بمسيرة الإصلاح والتغيير والتجاوب السريع والامين مع توجيهات قائد البلاد التي ترد في كتب التكليف السامي والرسائل الملكيّة العديدة والتي تركّز في معظمها على نقطتين رئيستين هما نهج الإصلاح والتغيير وثانيهما إجتثاث الفساد من المجتمع ونرجوا الله ان يثبت معالي عوض خليفات في حال تكليفه او اي شخص اخر قدرة على تحمّل المسؤولية والقيام بالواجب الموكل اليه خير قيام .
لذلك فإن مهمّة رئاسة الحكومة هي تكليف وجهود جبّارة ومثابرة حثيثة وصبر وكفاح للوصول إلى الأفضل وهي فعلا معاناة للشخص الذي سيحظى بثقة القائد بتشكيل الحكومة لأنّه سيتولّى أمانة صعبة يجب ان يحاول القيام بردّها لأصحابها وهم الشعب والقائد على خير وجه لذلك يجب ان يتحلّى الرئيس القادم بالقوّة والأمانة وحمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة .
{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين}صدق الله العظيم