09-03-2013 11:42 AM
بقلم : منال العبادي
قال تعالى في كتابه العزيز "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا" وقال رسوله الكريم ( كما تكونوا يولى عليكم )
ملاحظة واحدة من بين مئات الملاحظات التي عصفت أعصابي في جلسة (المسدس) والتي كشفت عن أي منحدر سحيق ومستوى وضيع وصلنا إليه نتيجة لرداءة السيناريو الذي أنتج ذلك المجلس المسلح ، ما شدني وصعقني كلمة قالها رئيس الوزراء معاتبا النائب (البلدوزر) خليل عطية لسماحه لنائب آخر بتوجيه النقد لدولته ( مع أن ما حصل في الجلسة هو تحقيق لكامل أهدافها الخفية ) المهم .... لقد قال دولة الرئيس // أنا لا أسمح بكلام كهذا بحضرتي // وانا إذ أتسائل .. أولست موظف عمومي ؟؟؟ أولست تأخذ معاشك ومخصصاتك من محصلات الضرائب ؟؟؟ فإن أنت ووزراءك تعيلون أسركم من أموال ضرائب الشعب فلم الترفّع ؟؟؟ وماذا تقصد ( بحضرتي ) وأكيد بأنك لا تقصد حضرة إلاهيه ولا حضرة سمو ملكية ولا تقصد بأنك تملك سطوة الدكتاتورية ، فلم هذا الترفع الواهم ؟؟؟ وبخاصة أن أقل ما يوصف به ذلك الذي وجه النقد إليك بأنه ( ممثل للشعب ) أي ممثل عمن يدفعون لك أجرك للتجبر عليهم وتحرمهم من أبسط ما يحتاجون ( والكلام يشمل وزرائك الأشاوس ) والذين تحولوا الى ( بودي جارد ) لإخراجك من المجلس .... مجلس الشعب ، الشعب الذي أنتم لكرامته تهينون وبصبره تتجبرون .
بدأت نتائج إبداعات (الحكام بأمر الدوار الرابع) السادة رؤساء الوزراء من خلال قانون الصوت الواحد بالعرض على شاشات التلفزيون ليستمتع بها العالم بأسره ، فرئيس وزرائنا دولة عبد الله النسور ذاق ما كان في الماضي يحاربه ولما لاحت له الفرصة طبقه وروج له ، فلا أدري هل كان الشعب يتوقع أفضل مما حصل ؟؟ لا أتوقع ومن ظن غير ذلك فقد وهم ، وبعد ... لا ندري ما قد يحصل من مفاجئات أو( مسخرات ) ليتمم مجلس الخمسينيات ما لم ينهيه مجلس المكسرات .
أولئك الذين لا يسعنا إلا تسميتهم نواب هم عصارة قانون الصوت الواحد (وقيّحه) ونزفه ، ولا أتوقع لسياسي محنك مثل دولة فايز الطراونة كان يغفل ذلك ، بل وكان قاصدا إخراج وتتويج أشخاص بتلك الصفات ليشغروا مقاعد المجلس !!! وكيف لا ونحن ننظر ونتحسر ونشاهد أفعالهم و( فزعاتهم ) .
فلم يكن كافيا في المجلس السابق العدد القليل من نواب ( الكنادر الطائرة ) فإستوجب لهذا المجلس إكمال العدد بنواب (المسدسات) (والمكتات) وكما أسلفنا في مقالات سابقة لا نستبعد التهديد ( بالار بي جي أو الدبابات ) .
وصلت الأمور برئيس وزرائنا في جلسة ( المسدس ) بالصلاة على سيدنا عيسى ، وليس في الخطأ الديني ذلك اللفظ ولكن في الدليل الدامغ على ( معرفته للحقائق ومن ثم الإلتفاف حولها ) وتلك هي طبيعته ، فهو يعرف الصواب فهو بالغ،عاقل،راشد،بلغ من العمر عتيا ، ويعلم هو وتعلم كل شيبة في رأسه ظلم ما يقوم به من رفع ورفع وتحرير وإفقار للشعب ، فهو يستغل الواقع ويعالج بغير واقع ، فإن فرضنا نظريا حرصه على معالجة الأزمة التي نعيش ، فكان أوجب عليه فتح الشباك الآخر لكي يسمح للهواء بالدخول ، فلو فرضنا أن الأزمة داخل غرفة مغلقة ، والهواء بإتجاه غربي فإن دولة الرئيس قد فتح النافذة الشرقية ( على شرّاعها ) آملا بتهوية الغرفة ، ومن هنا نرى نقصان حيلته وسبب سخط الناس عليه ، فمن باب أولى عليه فتح النافذة الغربية إن هو أراد ( أو إستطاع ) تهوية الغرفة ، والنافذة الغربية تمثل محاسبة الفاسدين والمسؤولين عن إهدار ثروة الوطن وبالتالي إسترجاع ما نهب وما هدر وما إختلس بلا رقابة أو حسيب ، ودليل عجزه عن ذلك ( انه يقول لمن يشير الى فساد ماضي ، أئتني بالأدلة والوثائق وأنا أريك ما سأفعل ) فماذا يفعل هو بالموظفين الحكوميين ودوائر الرقابة وهيئات المكافحة اليس عندهم عمل وواجب لرصد تلك الأمور ؟؟؟ ولكن الذي يحدث في محاسبة الفاسدين هو مثل ( أهل كبسة الزر ) إن لم يرضوا عن أحد كشفوا سوءاته وإن إلتزم وإنصاع لأمرهم فتبقى ملفاته في الأدراج ( وهات مين يدوّر ) .... .
فأقول لنادي المعجبين بالرئيس ، نحن لسنا ضده كشخص ( فعل أو سيفعل ) ولا يهمنا سوى ما يخصنا كشعب ، فنحن شعب مظلوم لا نريد إلا من يحارب من أجلنا ومن أجل رخائنا ورفع الظلم عنا ، نريد رئيسا يمسك العصى من الوسط ، فإن جار على العباد فلا مانع ، طالما هو يجور على من سرق العباد أيضا وبذات المستوى ، فذلك أولى وأحق .
وإلا فتلك صناعته ومن سبقه من الرؤساء الذين سبقوه ، دونهم من في المجلس يُسمعونه ووزراءه ما لا يريدون ، ويسقطوا عنهم ذلك القناع الرفيع ، والذي ظنوا أنهم تمكّنوا منه سواءا مقاما أوصنيع .