بقلم : مصطفى خليل مصطفى بكر
قبل مدة شاهدت احد الافلام الغربية والتي تدور حول اسير امريكي لدى قبائل الساموراي كان يعمل مدربا لدى الجيش النظامي الياباني كمرتزقة حيث وقع اسيرا بيد قائد الساموراي الذي كان يتمتع بخلق كبير..جوهر الصراع بين الحكومة اليابانية وبين هذا القائد كان اساسه انه منع من حمل سلاحه الذي يعتز به الى داخل قاعة البرلمان مما جعله يعتبرها اهانه له ولشعبه ولكن القانون الياباني الصارم لم يتوانى عن محاربة اكثر الرجال اخلاصا للامبراطور تنفيذا للقانون لتنتهي القصة نهاية مأساوية لهذا الرجل.
جل ما اعرفه عن مجلس الشعب (البرلمان) ان له حرمة عظيمة وان له هيبة لا يستطيع اي فرد مهما كان مركزه ان يمسسها بسوء..فاحترام المجلس احترام للامة واهانته اهانة لها..فاذا شتم او تلفظ بعبارات نابية فانه شتم الامة ..لانه ممثل لها, ولان لسانه يتحدث بلسانها ..ليس هذا مكان المسيئين والمستهترين والفوقيين والعنجهيين ..لان مجلس الشعب مكان يجتمع فيه صفوة الشعب يتداولون ويتشاورون في امورهم ويشرعون القوانين التي تخدم الشغب وتحميه ليس ان يكون ميدانا لاستعراض الاسلحة أو اطلاق الشتائم او التعصب القبلي الجائر الذي يضيع حقوقهم حيث تنطوي ملفات قضاياهم المهمة لتفتح ملفات جديدة ليس لها اساس ولا داعي..فيضيع المواطن بين حانا ومانا..ان تداول القضايا في هذا المجلس(الموقر) ينبغي ان يكون في جو من التعقل والمنطقية والموضوعية في نطاق خلقي مميز ودون تجاوز حدود الادب ..وذلك لابراز هموم المواطن ومعالجتها ضمن المنطق والمعقول مما لا يتعارض مع مصلحة الدولة..وان لا يكون هناك مبدأ (جماعتك وجماعتي) فكلنا جماعة هذا الوطن..ولا يكون هناك مبدأ (محسوب عليك ومحسوب علي)..لأننا كلنا محسوبون لهذا الوطن فنحن جزء من ارقام الاحصاء لا يستطيع احد ان يخفينا ..جميعنا جزء لا يتجزأ ولا يفنى من جسد هذا الوطن..الخباز والبقال والجندي والوزير والطالب ....لا احد يستطيع ان ينكر وجودنا..
وانت ايها لنائب :فأن (عطوفتك) مجرد موظف في هذا المكان العظيم وقد تم تعيينك من قبل المالكين لهذا الموقع (الشعب) والطابو موجود في مكتبة التاريخ..فلا تسيء الى هذا المكان الذي وضغت فيه والى الجهة التي قامت بتوظيفك فيه..بعد ان وضعت ثقتها فيك ..لتلتحق هناك وتكون محترما انيقا لبقا وحكيما..لا متمردا (لمن يسئ فط) وعصبي المزاج .
ان مجلس الشعب لم يستولد حديثا ولم يصنعه اناس معاصرون ..مجلس الشعب موجود قبل الميلاد..في اليونان القديمة وروما وبلاد فارس..كان له رجالاته فمنهم من كان من النبلاء ومنهم من كان من الرعاء والمزارعين والصناعيين..لانه يمثل كل شرائح المجتمع..فيه كانت تقرر الحروب والغزوات ..وفيه كانت تناقش امور العامة..لذلك فان لهذا المجلس قدسية وعراقة اكبر من ان يدنسها ايا كان ..ومجلسنا الكريم فيه الكثير من المثقفين والحكماء..فلماذا لا نعكس الصورة الجميلة لشعبنا العظيم..في ظل هذه الاجواء المشحونة في المنطقة..الصراخ والشتم والتحقير لا يرفع مستوى المجلس ولا يليق بموظفيه فلنكن اكثر تهذيبا ولياقة .
استميحكم عذرا سادتي النواب فأن قلبي يدمع لما اراه ويراه الكثيرين في هذا العالم ..فأرجوكم(خلوا الطابق مستور) واعكسوا صورا جميلة عنا ..والمسوا باناملكم جراحنا ..ضمدوها بدلا من أن تفتحوها وتتضعوا فيها ملحا اجاجا.