10-03-2013 03:17 PM
بقلم : حاتم الشولي
عندما استيقظ العالم على نبأ موت الزعيم الفنزويلي هوجو تشافيز ، بدأ الشباب العربي عبر شبكات التواصل الاجتماعي بنشر صور تشافيز مع شعبه ، وذكر بطولاته والحداد عليه ، في لحظة ما تشعر ان تشافيز جندي مصري يحارب على الجبهة ، او سياسي محنك من سوريا يدافع عن حقوق المواطنين ، وتارة اخرى تحس انه فلاح او عامل من احد بيارات نابلس ، ومرة اخرى تشعر انه رجل اردني مرموق.
‘‘ هل يحب العرب تشافيز اكثر من قادتهم ؟ ‘‘
كيف يمكن ذلك ؟ "مستحيل" اقل كلمة يقولها شخص عربي مغيب فكريا وسياسيا وحقوقيا ، لا يعرف هوجو تشافيز ، وبنفس الوقت لا يعرف من هوزعيم بلاده.
حب العرب لتشافيز لما يأتي من فراغ ، حبهم له نابع من مبدأ الانسانية لشخصية حاربت من اجل الانسان ، لشخصية كادحة ظاهرة من عرق عمال فانزويلا ، شخصية اذابت الطبيقة الاجتماعية وساوت الناس ، شخصية تتكلم اللغة الاسبانية -هي لغة فنزويلا الرسمية- بطلاقة تامة دون ان يتعثر باحرف اللغو البسيطة.
ملايين الفنزويليين شيعوا جثمان قائدهم ، الذي كان ينزل للشارع ويقبل ايادي شعبه ، في صورة اخرى تجد زعيم عربي من الغرب العربي يلبسه مرافقيه الحذاء ، اي زعيم هذا لا يعرف ان يلبس حذائه بنفسه ، فهل يستطيع ان يقود بلد مثل المغرب ؟ تشافيز الغير مسلم تشعر وكأنه الاسلام بعينه دون ان يؤمن به رسميا ، تشافيز العروبة دون ان يتعلمها ، تشافيز القوة والشجاعة دون ان يكون له عرق عربي .
"الريس مبعوث من عند ربنا" ، "الله يخليلنا سيدنا" ، "الزعماء يحرقون شعوبهم ونحن نحرق نفسنا لاجلك" وكثير من الجمل والمصطلحات التي تبين ان حب الزعيم هو –حب غبي- نابع من خوف ومن جهل ، دول ترى الرئيس مبعوث من عند الله ، فتشعر ان العصور الوسطى التي كانت الكنيسة تضطهد بها العباد عادت ، ولكن هذه المرة على شكل "الجماعة".
بكى العرب تشافيز لانهم تمنوا للحظة ان يكون هناك من يقول لهم "ارفع راسك يا اخي فقو ولى عهد الاستعباد" تمنوا عبد الناصر ان تبقى انفاسه في كاركاس ، تمنوا ان يبقى لهم جيفارا جديد يكتب ويصرخ لعرق العمال .
وانا اكتب هذه الكلمات لم أتمنى ولو للحظة ان يكون تشافيز عربيا ، او قائدا عربيا ، او مناضل عربي ، تمنيت فقط لو عاش اكثر واكثر واكثر ليشعر الكادحين والمضظهدين في هذا العالم ان هناك احد يلبي صراخة ندائهم ولو بصورة اخرى .
نعم احب تشافيز اكثر من كل القادة العرب
حاتم الشولي
صحفي