11-03-2013 11:04 AM
بقلم : سميح علوان الطويفح
كانت هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي عندما قام الشعب وأظهر غضبه وسخطه على ما يحدث من فساد وتدهور الحياة الإقتصادية في البلاد نتج عنه حراك سياسي وغليان شعبي سمي بالثورة تلاه تتابع قيام حراكات سياسية مشابهة في دول عربية أخرى سميت بالربيع العربي حيث ثارت به الشعوب على حكامها وحكوماتها المستبدة ، بدأت إنطلاقته الأولى من تونس الخضراء وذلك عندما قام الشاب التونسي محمد بو عزيزي حرق نفسه إثر مصادرة عربته لبيع الخضار والفواكه حيث إشتعلت الشرارة الأولى بإندلاع المظاهرات العارمة في تونس العاصمة ومعظم مدن تونس تنادي بإسقاط النظام إحتجاجاً على سوء الأوضاع الإقتصادية وتفشي البطالة بين مختلف أبناء الشعب التونسي ، وغياب العدالة الإجتماعية وكبت للحريات ، حيث بعدها تحولت تلك المظاهرات إلى ثورة حقيقة إستمرت 24 يوماً لحقت بها مختلف طوائف الشعب التونسي ، ولم يستمر هذا الوضع طويلاً وذلك لهروب زين العابدين بن علي من تونس بعد إلقائه كلمته المشهور " أنا إفهمتكوا – أيوا أنا إفهمتكوا – العطال والبطال وكلكم أنا إفهمتكوا" ، نعم لقد فهم الرئيس مطالب الشعب وأدرك ما يريده المتظاهرين فإتخذ الإجراء الأسهل والأسرع لإنهاء معاناة شعبه لفترة حكمه التي دامت 24 عاماً ، فكان قراره بالهروب حكيماً وسليماً لصالح تونس وشعبها وبذلك حفظ ماء وجه وعمل علي صيانة إنجازات ومقدرات تونس العامة والخاصة من الخراب الدمار وبالتالي صيانة أرواح أبناء شعبه من المدنيين والعسكريين ومنع إراقة الدماء الزكية من الهدر والسيلان ، فهنا نستطيع أن نقول أن ثورة الشعب التونسي كانت هي الجزء الأول في أحداث الربيع العربي وأن الشعب التونسي كان المنتصر على جلاده ليحكم مصيره السياسي والإقتصادي والإجتماعي بنفسه ، ويرسم طريق المستقبل لتونس حسب رؤيته الإصلاحية في مختلف مجالات حياته والتي نذر نفسه من أجلها .