12-03-2013 11:42 AM
بقلم : المحامي ابراهيم النوافلة
حينما يكون الحلم عاقرا ما من شيء ينجبه الضعفاء...زماننا متهدج بخيباته وأحلامه لن يكتب لها أن تصل إلى سن الرشد. المسؤول في وطننا هو قبلة أوجاعنا ومؤسسات الوطن غدت ملاه ٍ للألم .
جراح الوطن أدمنت ملحها، وليس ثمة من يجتاز متاريس الملح في قدر هذا الوطن المستتر. وفي وطني أصوات الليل تشبه حكايات خرافية كانت ترويها الجدات للأحفاد، وأصوات النهار كأثواب تشرى لعرائس عنيدات.
أصبحنا نمشي فوق الجمر ومع ذلك فنداءاتنا خفية في متاهات النائمين. حواس الناس ضجت بهم، أيكذبون أعينهم ويصدقون حكايا الزيف التي يرويها من يقرأون على الحياة فاتحة الموت؟! أيطلب من الشعب أن يمشي في ملابس العشاق وقد أدمن ارتداء أكاليل الجنازات؟!.
تجاربنا السياسية حذو للنعل بالنعل، وحذو للحافر بالحافر. ولقد بات من سوء المآل أن يطلب من الفرد إعالة الدولة حتى سميت الحكومات بحكومات الاوكتان والغاز ومجددا الكهرباء ...ولا نستبعد أن تكون من بين الحكومات القادمة حكومة الوئيد، وذلك عندما يُطلب من أرباب الأسر التخلص من بعض الأبناء. وثمة تساؤل بريء: من يدير الوزارات أهم الوزراء أم الأمناء العامون اللذين يجثم أحدهم على كرسيه عقودا ويردد مقولة: يا سيدي أنت لست أول وزير أعمل معه فقد عاصرت النائم والجالس والواقف ومن مر وألقى السلام وودّع ؟! ماذا قدم هؤلاء للوطن ما داموا ذوي خبرة ودراية وأحدهم هو الوزير الحقيقي؟!
نشكو فقر الدولة ولا نسمع شكوى فقر الشعب. كيف للدولة أن تشكو الفقر وهي مرافئ للكنز؟! كيف للدولة أن تشكو الفقر وقد حباها الله بكل الثروات ؟! أليس الله يحب العبد الشكور؟! دورة الدخل بين الدولة والشعب كورقة نقدية تعطى لصغير غير مميز وما هي إلا لحظات لتستبدل بربع درهم ليس إلا لأنه غير جدير بحفظها أو لأنها أكثر من حاجته في الوقت الذي هو بحاجة لأكثر منها. أليست الضرائب ومخالفات السير وحدها كافيه لرفاه الدولة وموت المواطن؟!
والحريات وأدها جهابذة الفكر ودهاقنة الإمامة والحرية هي مطية ولاة أمرنا يطوعونها كيفما شاءوا...... المحبة والمودة والرحمة في بلدنا نواقل حركة مات موردها ومنع من بعده الترخيص.... والشعب رضي أن يشهد خيباته بنفسه ورضي أن ينكأ دمامله بمسامير صدئة ، كيف لا وهو من يخذل نفسه بنفسه عند ممارسته لحقوقه الدستورية وعند كل مشاركاته السياسية.
أزمتنا الأخلاقية والاجتماعية والجيوبوليتيكية ....بحاجة لوقفة وتدبر ... يجب أن نتخندق حكومات وشعب على كلمة سواء وهي وقف نزيف الوطن ورتق جرحه، وإلا ستبقى حكوماتنا في غفلة مدلهمة ويبقى شعبنا في بيداء اليأس والوطن واقع لا محالة في السياج.
وأخيرا لدي متسع من قول الحق لأقول لكل أفاك أثيم:ألا كفى ...ارحموا هذا الوطن ليرحمكم الله، فمن مثله في الأوطان يحتوينا ومن مثله في الأوطان يقوى على تحمل آثامنا.
حفظ الله الأردن من كل سوء