بقلم : هاشم الخالدي

هذه المرة سأخرج من إطار النقد إلى إطار النصيحة .

فليس لزاما علي أو على أي كاتب أن يستمر فقط بتوجيه سهام النقد إذا ما وجد فرصة كي يثني على قرار جيد أو وزير يستحق الإحترام .

منذ سنوات وأنا أتابع الرجل .. أتابع كل قراراته وأعلم بالتفصيل عن حجم الضغوطات التي تمارس عليه من أجل تغيير قراراته الصارمة بإتجاه المواطنين ... ولطالما غضب واشتدت أعصاب وجهه كلما حاول " فاسد " أو هامور إقناعه بتغيير موقفه القاضي بإغلاق مؤسات ومطاعم كبرى ثبت بالوجه الشرعي أنها كانت تطعمنا " الزباله " ...

نعم .. فمن أتحدث عنه هو وزير الصحة الحالي الدكتور عبداللطيف وريكات الذي أثبت بحق أنه رجل في وقت قل فيه الرجال ... وصاحب موقف في زمن باع فيه الجميع مواقفهم مقابل أثمان بخسة .
حين جلس على كرسي الوزارة قال في قرارة نفسه أنه يريد أن يعمل لمصلحة المواطن ، وحين أعطى الضوء الأخضر للفرق العاملة معه في المؤسسة العامة للدواء والغذاء اكتشفنا ننا كنا نأكل "القمامة" على حساب أثراء الهوامير من أصحاب المولات والمطاعم الضخمة ذات الأسماء العالمية اللامعة .

لم يتزحزح عن موقفه وبقي ثابتاً كالطود أمام كل الضغوطات التي مارسها هؤلاء ، ورفض أن ينصاع لرغباتهم في إعادة فتح مولاتهم ومطاعمهم إلا بعد أن يتقوا الله في هذا الشعب .

أصبح الوريكات في نظر الكثيرين بطلاً وطنياً حرص رئيس الوزراء الحالي على إبقاءه في وزارته لأنه يعلم أن الصحة هي أساس التكوين السليم لمجتمع تذوق كل أنواع المرار.

هنا أجد من الواجب أن أقف إحتراماً لهذا الرجل وأن اؤدي له تحية عسكرية " بحكم النشأه والمولد " لأنه أصبح إرهابياً بنظر هوامير الفساد وبطلاً وطنياً بنظر هذا الشعب الطيب .

بسطرين آخرين لا بد أيضاً أن أعرج للحديث عن وزير الأشغال العامة يحيى الكسبي الذي ربما لم ألتقيه ولا مرة واحدة على الإطلاق ، لكنني حين تتبعت مايفعل الرجل في وزارته وقضايا الفساد التي قضى عليها في أهم مؤسسة تتبع وزارته وهي " العطاءات الحكومية " في حقبٍ سابقة حتى أنه سمي " بالمقصلة " لأنه كان وما زال يكافح الفساد .

أجد لزاماً أن اؤدي لهذا الرجل تحية مماثلة على قراراته التي أوقفت هدراً مالياً بمئات الملايين وعطاءات كانت تذهب لمتنفذين دون حسيب أو رقيب .

د . عبداللطيف وريكات .. المهندس يحيى الكسبي .. شكراً لكما .. بإسمنا جميعاً ...
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com