14-03-2013 04:55 PM
بقلم : فراس عوده حجازين
لم يخطر بالبال في يوم من الايام ان نسمع صوت مواطن اردني ومن داخل الاردن يفترض به الانتماء والولاء لتراب هذا الوطن مهما كانت صفته او منصبه او موقعه يطالب ويدعو الى تفجير دائرة المتابعه والتفتيش او اي مكان اخر على التراب الوطني حتى لو كان بيت شعر منصوب في بوادينا وقرانا هكذا وبهذه البساطه وبدون رادع اخلاقي او وطني نابع من الخوف على مستقبل الاردن وامنه واستقراره وايضا القضية الفلسطينية الشغل الشاغل والهم الاكبر للدولة الاردنية والتي تحتل مساحة واسعه من اهتمام جلالة الملك في المحافل الدولية او في اي اجتماع او لقاء في الداخل او الخارج وخاصة في مراكز صنع القرار الدولية والتي تعتبر دائرة المتابعه والتفتيش على تماس مباشر بها وبشكل يومي.
ولكن ها هو النائب في البرلمان الاردني محمد الحجوج يتجرأ اخيرا ومن مجلس النواب بيت الشعب واعلى واهم سلطه في الدولة الاردنية السلطه التشريعية بدعوته الى تفجير دائرة المتابعه والتفتيش بالديناميت اي ان سعادته وامام رئيس الحكومه المكلف بدعوى انها لا تحترم حقوق الاردنيين من اصل فلسطيني على حد تعبيره وهذه ليست المرة الاولى التي يهاجم بها هذا النائب دائرة المتابعه والتفتيش ولكن بالكلام فقط ام الان فهو يهاجم بطريقة مختلفه جدا وغريبة على مجتمعنا الاردني ويبدو ان سعادته متأثرا جدا الى ما يجري في العراق وسوريا مؤخرا باستعمال المتفجرات بانواعها المختلفه ضد اهداف حكومية من وزارات ومؤسسات من منطلق المحافظه على حقوق فئه معينه من الشعب الاردني يدعي هو وعدد اخر من النواب بتمثيلها في البرلمان الاردني على طريقة المحاصصه الطائفية والاقليمية البقيضه وهو ايضا وبهذا التوصيف يبدو انه متأثرا بالحالة اللبنانية التي تعيش على وقع المحاصصة بين مختلف الطوائف .
اعتقد جازما ان سعادته لا يملك ادنى فكره عن طبيعة عمل تلك الدائرة الوطنية بامتياز والتي تعتبر اخر خطوط الدفاع وأهمها على الاطلاق والتي تعمل بكل اخلاص وتفاني ووطنية رائعة وتقف سدا منيعا في وجه المخططات الصهيونية والتي بدأت منذ زمن بعيد منذ ان حطت اقدامهم القذرة ارض فلسطين عام 1948 والى الان وبدون توقف الى تهجير ابناء فلسطين بشقيه الضفة والقدس الى خارجها والعمل بكل الوسائل الى سحب الهويات الفلسطينية من اصحابها سواء بالضغط او بالقانون وأحيانا بالترغيب لتفريغ الارض من اهلها الاصليين تمهيدا لإحلال المستوطنين مكانهم ومحاولة توطين اللاجئين في دول اللجؤ وإلغاء حق العوده ولا ادري هل سعادته يعلم ام لا أنه وبدعوته الى تفجير دائرة المتابعه والتفتيش انما يدعو الى تفجير كل جهود الاردن القائمه على تثبيت ابناء الضفة والقدس على ترابهم الوطني والمحافظة على هوياتهم الوطنية ومستقبل ابنائهم وحقهم الطبيعي في الحصول على الهوية الفلسطينية وخاصة من يقيم منهم خارج فلسطين سواء بالأردن او خارجه وهذه الفئة هي التي تستهدفها دائرة المتابعه والتفتيش بالمتابعة الحثيثة والرقابة الصارمة من اجل دفعهم الى المحافظه على تصاريحهم وهوياتهم او اضافة ابنائهم الى الهوية الفلسطينية او فصلهم بهويات منفصلة طبقا للقوانين الاسرائيلية والتي وضعت اصلا لدفع هؤلاء الى فقدان كل ما يملكون وقد كان لي شرف الخدمه في هذه الدائرة الوطنية بامتياز واعلم مدى اهمية وخطورة العمل الذي تؤديه في خدمة القضية الفلسطينية .
وسؤالي الى سعادته هل يعتبر تحويل اي مواطن اردني يحمل هوية فلسطينية ( حملة البطاقات الصفراء) الى دائرة المتابعه والتفتيش يعتبر انتقاصا من قدره او كرامته لا سمح ألله وهل سؤال الدائرة للمراجع عن هويته وتصريح الاحتلال الذي يخوله العوده الى فلسطين بكل حرية وهل اضاف ابنائه الى هويته الفلسطينية او هل حصل ابنائه على هويات منفصله تعطيهم الحق مستقبلا بارضهم ووطنهم يعتبر انتهاك لكرامه المواطن او انسانيته او هل يعتبر ذلك قلة احترام لحقوق الاردنيين من اصل فلسطيني كما يدعي سعادته ام انه يعتبر حفاظا على كرامتهم وحقوقهم؟ ولو افترضنا جدلا ان الحكومة اغلقت دائرة المتابعه والتفتيش او تم تفجيرها حسب طلب سعادته من هي الجهة التي ستراقب احوال ابناء الضفه والقدس من حملة الهويات وما هي النتائج المترتبه على ذلك جميع هذه الاسئله المهمه اضعها امام سعادته لعلى وعسى ان اجد الاجابة الصادقة ، وكان الأولى بسعادته قبل ان يدعو الى تفجير دائرة المتابعه والتفتيش ان يسأل عن عشرات الالاف من ابناء الضفه والقدس الذين فقدوا حق المواطنه او الذين سحبت هوياتهم الفلسطينية وتصاريحهم باهمالهم وتكاسلهم او عن عدد الاجيال التي لم تحصل على هويات فلسطينية بسبب اهمالهم ابائهم وامهاتهم او عن اعداد ابناء القدس بالتحديد الذين حصلوا على الجنسية الاسرائيلية او الامريكية مقابل تنازلهم عن هوية القدس والتي ستفرغ بالكامل من اهلها بعد سنوات قليله اذا استمر الحال على ما هو عليه الان وسؤالي الى سعادته ما هو برأيك موقف الاردن من كل هذا الذي يحصل وهل يبقى مكتوف اليدين وهو يرى ان مئات الالاف من فاقدي حق المواطنه بالضفة سيستقرون في نهاية الامر عندنا هنا بالاردن وماذا سيسمي سعادته هذه الحاله عند اذن ؟.
ولكن دعوة سعادته بتفجير هذه الدائرة تتلاقى وبشكل كبير مع الدعوة التي اطلقها البعض هنا في عمان من احد الفنادق بإجراء تعديل على قانون الجنسية الاردني بما يسمح بتجنيس ابناء المرأة الاردنية وزوجها فكلتا الدعوتين يذهبان الى نتيجة واحده وهو التوطين واستبدال الهوية الفلسطينية بالرقم الوطني وإلغاء حق العوده ضمنيا عن طريق منح الجنسية للاجئين الفلسطينيين المقيمين بالأردن وبالتالي نكون قد ساهمنا بشكل او بأخر في مساعدة اسرائيل على تنفيذ مخططاتها ، ومؤخرا بدأت بعض القنوات الفضائية الاردنية الخاصة تعزف على نفس اللحن بتشويه صورة هذه الدائرة الوطنية عن طريق بث برامج تأخذ طابع الكوميدي والسخرية في طرح كل ما يخص عمل دائرة المتابعه والتفتيش ، اذن نحن امام حملة غاية في الخطورة تهدف الى زعزعة الاستقرار الوطني بإحداث تغيرات كبيره في الديمغرافيا الاردنية بالدعوة الى المحاصصه بالمناصب من قبل بعض النواب او تفجير دائرة المتابعه والتفتيش او بالدعوة الى التجنيس وبالمختصر تعددت الدعوات والهدف واحد والمستفيد الأول اسرائيل.