14-03-2013 05:35 PM
بقلم : تمارا الدراوشه
جلس منفردا على الأريكة في بيته وكعادته عند تشكيل الحكومة ....أي حكومة على أمل أن يكون احد أعضائها وكان فارض حالة الطواري في بيته ويده تمسك جهازه الخلوي ينتظر عسى أن يرن جرس هاتفه ليحمل له خبرا طال انتظاره ,وبقي ينتظر وهو يتأمل ....
وخلال ذلك وإذا بهاتفه الخلوي يرن فتناوله بسرعة ومباشرة فتح الخط وإذا بصوت شخص غريب عنه يقول له مبروك حضر نفسك للقسم لقد تم تعينك وزيرا في الحكومة الجديدة وأعطاه المكان والزمان وأغلق الخط , وبسرعة حضر نفسه وذهب إلى المكان المحدد وقبل الوقت المحدد...وبعد ذلك انخرط صاحبنا في عمله كوزيرا في الحكومة , وكان يتأمل أن يحقق شئ لنفسه أكثر من لقب معالي لكنه تفاجأ بعد أيام من عمله بان الوزير هذه الأيام ليس كالأيام السابقة حيث أصبح الوزير كما يقول المثل ((من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله ))
لقد اكتشف بان وزارته قد اعتراها الفساد , ونهشت مفاصلها الواسطة والمحسوبية وأصبحت من أولويات مطالب الحراكات الشعبية ,وجاء هو في زمن التقشف حيث أصبحت القهوة في مكتب الوزير على نفقة الوزير الشخصية , وتحمل صاحبنا ذلك على أمل أن تحين فرصة مناسبة لكي يغتنمها فيحسن وضعه ويحقق بعضا من أماله التي بناها في خياله ,
ومع أول جلسة للحكومة أمام مجلس النواب لنيل الثقة , وإذا بصوت يرتفع داخل مجلس النواب ثم تحول الصوت مباشرة إلى شجار وعراك نال منه صاحبنا الوزير منفضة سجائر ((مكته)) أصابت رأسه وادخل على أثرها إلى العناية الحثيثة في احد المستشفيات ....ومن شدة الألم أفاق على خطى شخص يتجه نحوه وإذا بزوجته تقف فوق رأسه لتوقظه من نومه ليناول الغداء ,وإذا بالعرق بتصبب من وجه وهو يصيح بصوت عالي خلص ما بدي وزير ...ما بدي وزير ...فقالت له زوجته وحد الله يا رجل الحكومة تشكلت وأنت نايم ....مبروك أنت مش وزير