17-03-2013 10:07 AM
بقلم : ابو راكان
عندما كنا في مراحل الدراسة الاولى ابتداءًا بالمرحلة الابتدائية ومرورًا بالاعداية وانتهاءًا بالثانوية كان من اهم الجوانب التي شكلت ثقافتنا تركيز المناهج الدراسية آنذاك على ترسيخ مبادئ القومية العربية في حياتنا فكانت " بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان" وكان ذلك الجزء المغتصب من بلادنا هو نواة هذه المبادئ حتى انه لم يكن لدينا القدرة اطلاقا على التمييز بين شرق الاردن وغربه فكانت ولم تزل " فلسطين داري ودرب انتصاري" وكانت قصيدة " اخي جاوز الظالمين المدى وحق الجهاد وحق الفدا فجرد حسامك من غمده فليس له بعد ان يغمدا"
هذا هو شكل ثقافتنا ومبادءنا التي نشأنا وتربينا عليها فنشأت معنا ونمت في نفوسنا حتى اصبحت نهج حياة لأجيالنا وللأجيال القادمة من بعدنا فالقدس هي شريان عمان التاجي ونابلس وريد للسلط والخليل مرآة للكرك ووجع جنين ورام الله وطولكرم وغزة تأن لها اربد والمفرق وجرش والطفيلة ومعان.
وعندما جاء قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية عام 1988 في عهد صاحب الجلالة المغفور له الحسين بن طلال والذي يعتبر ترجمة لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره على الضفة الاخرى من الاردن وقامت الدول الفلسطينية وكان الخيار للمواطنين من اصول غرب اردنية في حرية العيش شرق النهر او غربه كان لا بد من صدور تعليمات منظمة لآلية تطبيق قرار فك الارتباط انيط تنفيذها بدائرة المتابعة والتفتيش التي حملت على عاتقها منذ نشأتها رسالة سامية تمثلت في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من الضياع والاندثار والحفاظ على المواطنة وحق العودة وافشال المخططات الصهيونية الرامية إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وطمس معالم الهوية الفلسطينية غرب النهر، هذه الدائرة التي حملت على كاهلها على مر السنين هم المواطن من أصول فلسطينية وحثه على التشبث بالأرض وعدم التنازل عن شبر من ترابه الطاهر، هذه الدائرة التي ساهمت بإعادة المواطنة والهوية الفلسطينية للألوف ممن اعتقدوا أنهم قد فقدوا حق المواطنة في الضفة الغربية، هذه الدائرة في كل يوم ترسل الى من اغتصب الارض رسالة مفادها أن هناك شعبا له حق في الأرض ويريد حقه في كل ساعة تبلغهم بان الهواء الذي يتنفسونه والماء الذي يشربونه والأرض التي ينعمون بخيراتها هي حقوق اغتصبت ولا بد أن تعود لأصحابها ولو بعد حين، هذه الدائرة برسالتها العظيمة وبأهدافها السامية وبكوادرها العملاقة وبقدراتها الخلاقة والتي يعد المساس بها وبالتعليمات السيادية الصادرة عنها مساس بسيادة وهيبة الدولة تتعرض هذه الأوقات لموجة من النقد اللاذع ولهجمة غير مبررة وتساق يوميا إلى المذبح على أيدي أناس لمن يكونوا يوما أصحاب قضية، أناس مأجورين من قبل أيادي مغرضة هدفها التفريط بالأرض والقضية ودعم المخططات الصهيونية بدلا من تمكين صاحب الحق من استرداد حقه، وكانت آخر هذه الطعنات في صدر هذه الدائرة على يد سعادة نائب البرلمان الأردني محمد الحجوج وذلك من خلال ما صرح به لدولة رئيس الوزراء عبدالله النسور وتم نشره على المواقع الالكترونية يوم الخميس الموافق 14-3-2013 ؛ حيث صرح سعادته بأنه يجب تفجير دائرة المتابعة والتفتيش بالديناميت، ولا اعلم ماذا جنت هذه الدائرة وما الذنب الذي اقترفته لتستحق عقوبة التفجير، فهل هي دائرة قائمة على ممارسة أنواع التعذيب على مراجعيها؟ فهل تكليف حامل الهوية الفلسطينية بإضافة احد أبناءه ممن هم في سن يسمح لهم بالإضافة ( دون 16 سنة) حتى يتمتعوا بحق المواطنة في الداخل جريمة ام هو هدف نبيل؟ وهل تكليف حامل الهوية بفصل احد أبناءه في هوية مستقلة ليمنحه المواطنة الدائمة في الضفة هو جناية تستحق العقوبة أم غاية يجب احترامها والانحناء لها؟ وهل تكليف حامل الهوية للتقدم للحصول على لم الشمل للأبناء الذين تجاوزت أعمارهم السن الذي يسمح بالإضافة إلى الهوية ذنب ام جهد يستحق الشكر والثناء؟. وهل الطلب ممن فقدوا مواطنتهم بالضفة بسبب انتهاء تصاريحهم محاولة إعادة مواطنتهم وفتح تصاريحهم هو ذنب يوجب اقامة الحد ام هو ام هو عمل يستحق الأجر والثواب .
لا اعلم من منح سعادته حق التصريح لتفجير هذه الدائرة وهل هذه هي رغبة ناخبوه ولا اتصور ذلك من قريب او بعيد ام هوتحقيق لاهداف شخصية تخص سعادته فقط
لا اعلم هل تمنح الحصانة البرلمانية النائب الحق في التطاول على مؤسسات الدولة ومقدرات الشعب لحد رغبته في تفجيرها، وهل يستحق من يتجرأ على مؤسسات الدولة ومقدرات الشعب الاحتفاظ بحصانته البرلمانية . وهل جاء أصحاب السعادة النواب الى مجلس الامة لتفجير مقدراتها.
ما هو مطلوب من سعادة النائب هو إشعال شمعة في سماء هذا الوطن العزيز الذي قدم الغالي والنفيس وقدم التضحيات تلو التضحيات لخدمة القضية الفلسطينية لا إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.....
المطلوب من سعادة النائب هو تشريعات تضع الأجيال القادمة على الطريق السوي وليس المطلوب بث هذه السموم في المجالس العامة والمقاهي الشعبية......
المطلوب من سعادة النائب قوانين وأنظمة قلبها على هذا الوطن وعينها على القضية الفلسطينية.......
المطلوب من سعادة النائب وبشكل فوري هو الاعتذار وعلى كافة وسائل الإعلام ليس لمؤسسات الدولة التي ينوي تفجيرها أو لكوادرها فحسب وإنما الاعتذار للرابضين هناك غرب النهر والصابرين على أمل استعادة حقوقهم التي يتم المساومة عليها لتحقيق أهداف شخصية.