بقلم : عبدالرحيم السعايده
لا تمتلك وانت تقرأ خبر الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ اكثر من 230 يوما ورفضه عرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بإبعاده إلى قطاع غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية مقابل الإفراج عنه بعد انتهاء مدة اعتقاله , كون الابعاد ياتي في ظل ما تتعرض له مدينة القدس من تهجيروتهويد , الا ان تقف احتراما واجلالا لهذا الموقف البطولي , وتستذكر معها الرجولة المنقوصة , لاشباه الرجال , الذين امتهنوا بيع الارض والعرض والتاريخ والانسان , وبلغت صراحتهم درجة الوقاحة .
ترى هل قرأ من يطلق عليهم نواب المخيمات , او نواب الحارات , وليس نواب وطن " محمدين " الحجوج والدوايمه ومعهم كثير من المسترزقين والمأجورين والمستأجرين , ممن يسمون انفسهم صحفيون واصحاب مواقع الكترونية ومراسلي صحف اجنبية مشبوهة النشأة والاهداف والتمويل , او من يدعون بانهم اصحاب حقوق منقوصة , خبر الاسير العيساوي ؟؟؟ هل تمعرت وجوههم بحمرة الخجل ؟؟؟ او تعرقت جباههم بعرق الحياء ؟؟؟؟ لا اظن , نعم ... بل اجزم ان شيئا من ذلك لم يحدث , فالفارق كبير بين النضال على شاشات الفضائيات من اجل التوطين والتجنيس , وبين النضال من داخل السجون وتحت الاحتلال من اجل الحفاظ على الارض والانسان , هل شاهدوا شيوخ وشباب واطفال فلسطين وهم يقاومون دبابات وجنود الاحتلال بالحجارة , وباجسادهم , نعم هؤلاء من لم يرضوا عن فلسطين بديلا الا بالجنة , قولا وفعلا , وليس عبر الخطابات الجوفاء , والشخير في المايكرفونات , ببساطة ... نعم ... اللي استحوا ماتوا .
ان دائرة المتابعة والتفتيش هي القلعة الاخيرة بوجه من ينفذون المخططات الصهيونية , ويتلقون تعليماتهم من الغرف السوداء المغلقة , التي تمارس الرذيلة بحق الوطن " الاردن " والاغتصاب بحق المغتصبة "فلسطين " الارض والشعب , ويمارسون الاستجداء على ابواب السفارات المشبوهة , ومنظمات حقوق الانسان , واي جهة تتعهد بالدفع سواء باليورو او الدولار , او الريال , كما يمارسون النخاسة بابشع اشكالها , ويتقنون فن الندب , والذل , والاستذلال , والاستجداء , ويصنعون بطولات ورقية على حساب ابناء المغتصبة "فلسطين " املا بكرسي يحقق ريعا وربحا ماديا , ويعطي الجالس علية مكانة تمكنة ان يكون تاجرا وسمسارا مهما على حساب القضية , قضية فلسطين التي مارسوا على حسابها كل انواع واشكال التجارة , بدءا بالارض وليس انتهاء بالانسان , ويتباكون على الارقام الوطنية اكثر من بكائهم على فلسطين , وتنكروا لابنائهم وطالبوا بمنحهم جنسيات امهاتهم المجنسات , متجاوزين العرف والعادات والدين والقانون , فعلا " اللي استحوا ماتوا ".
لن نسجل عتبا على هؤلاء اللاجئين الذين منحهم الرقم الوطني مقعدا في مجلس التشريع , ولكن عتبنا على مجلس نواب يسمح لكل مارق ان يمارس العنصرية , والارهاب , تحت ستار الحصانة في مجلس النواب , فيهدد بتفجير مؤسسة وطنية يرفرف علم الاردن عليها ؟؟؟ ولهذا التصريح تبعات وتبعات لا تغيب عن بالنا , هل هدد الحجوج بتفجير وزارة الحرب في اسرائيل ؟؟؟ هل هدد بتفجير الحواجز في الضفة الغربية وقطاع غزة ؟؟؟ او وزارة الاستيطان والاسكان ؟؟؟ لا اظن انه معني بذلك ؟ ولا يجرؤ حتى على ذكرها , وهو ينفذ مخططها في تفريغ الارض من اصحابها , ويناضل من اجل تخليهم عن جنسياتهم لصالح اسرائيل , يشطب حق العودة , ويبحث عن التعويض , يتخلى عن حقوقه في فلسطين التاريخية , ويبحث عن مواطنة وحقوق في اردن الحشد والرباط , ويطالب بالمزيد , بدعوى الحقوق المنقوصة , هل يطالب الدوايمة والحجوج ومن على شاكلتهم باعادة النظر بعشرات او مئات الالاف من الجنسيات التي منحت بغير حق , للحفاظ على الهوية الفلسطينية , بدل التباكي على عشرات الجنسيات المسحوبة حسب قانون فك الارتباط ؟؟؟.
اعلم يا من تتجرأ على الاردن انك مهما بلغت , لن تكون في نظر الاردنيين الا لاجئا , ولن تكون تلك العصابات التي تبحث عن التوطين والتجنيس , الا سماسرة قذرين , وانظر كيف يعامل الفلسطيني في سوريا ولبنان , والخليج العربي ؟؟ واعلم ان الاردنيين لا يطالبون بقوننة فك الارتباط وحسب , بل لا يعترفون اساسا ويرفضون الوحدة التي قامت عام 1950 وما نتج عنها من جنسيات وتجنيس .
ان ما يجري من هذه الاصوات النشاز , الناعقة تحت حماية الحصانة المزعومة , هو جزء من مخطط كما اشرت سابقا , يهدف الى تشكيك الاردنيين بمؤسساتهم , لاضعافها , تمهيدا للانقضاض عليها , كما انها اثارة للنعرات الطائفية التي تعيد الاردن الى عشرات السنين , ودعوات للمحاصصة كما تفعل " دون حياء " احدى الكتل النيابية التي ترتبط على اسال المصالح والمال والتجارة , لتحويل الاردن الى لبنان آخر , وهو ما , ولن , يحدث , فالاردنيون يتقنون الافعال , ولا يتقنون الشعارات , والبطولات الخرقاء , وللتاريخ شهود وشواهد , ومن لم يسمع او يقرأ , فليسأل , ومن يتجاوز على ثوابت الوطن , فهو تماما كمن يجلس على فوهة البركان .
نعم لن نسجل عتبا على هؤلاء , ولكننا نسجل عتبنا على حكومات جعلت من الاردن ارضا مشاعا ومرتعا لكل من هب ودب , وآخرها رئيس الحكومة المكلف الذي سمع هذا الكلام , فالاولى به بدل ان يبحث عن ثقة من لا يثق به الشعب , ان يبدأ باجراءات رفع الحصانة عن هذا النائب , او يستقيل حفاظا على هيبة الوطن المباح والمستباح , وان استهجن البعض هذه الدعوات فان المطلوب ان تسحب جنسيته ويرمى به الى خارج الحدود , الم تسحب الدول الجنسية من بعض مواطنيها ؟؟ فكيف بلاجئ ؟؟؟؟ ونسجل عتبنا على رئيس مجلس النواب , والنواب , اليس فيكم من يستطيع ان يوقف متهورا عند حده ؟؟ الم تغلي الدماء في عروقكم من اجل الوطن ؟؟؟
نعم ... نسجل عتبنا على مؤسساتنا الامنية التي تسمح بالتطاول , والتهديد , والارهاب , والخراب .
ان كان هذا المستوى الفكري والاخلاقي والاداء الهابط الذي يمارسة النواب , فماذا سنقول اذا لعامة الشعب ؟؟؟ ان كان هذا الحقد الاعمى البصر والبصيرة يصدر ممن مهمتهم المحاسبة والتشريع , فماذا سيفعل من لا يميز بين الشرع والشارع ؟؟؟.
ان كان الكاتب خالد المجالي الذي يدافع عن الاردن الوطن , وفلسطين الهوية , عنصري , فماذا يكون اللاجئ الذي يسعى لاحتلال الوطن الذي آوى , واطعم , وآمن , واعطى ؟؟؟ بل ماذا يكون المتاجر بالقضية على حساب القضية , من المأجورين والمستأجرين , والمترزقين والمسترزقين ؟؟؟؟
الشعب سيحاسب يوما من تطاول او تهاون في منح جنسية الوطن , لمن لا يستحق ,, من اجل نيابة او تجارة , او ثقة , او ترشيح ووزارة , وسيسحق بنعاله الطفيليات والديدان التي لا تعيش الا في المياه الآسنة القذرة , وسيبقى الاردن كما كان عصيا على كل المؤامرات , يخلد للرجال مواقفهم , ويرمي بالخائنين الى مزبلة التاريخ .

الكاتب :