18-03-2013 09:37 AM
بقلم : غسان صبري عبدالعزيز أبو العدوس
عندما تكون ظروف الحياة التي نعيشها كحالة المصاب بالسرطان الذي يهاجم جسمه بشكل متقطع وخبيث وفي لحظة فرح أو حزن يقوم بخطفه ، في حينها أول ما يجول بخاطر المصاب أن يكرر على مسامعه بأنه لا يزال هناك امل في الله أولا للنجاة من هذا الخبيث وتجد من يصاب بهذا المرض أكثر الناس تفائلا برغم عدم السيطرة على الخبيث الذي هاجمه ...
هنا لا بد من أن نقوم بتشبيه تلك الحالة بوضعنا وظروفنا التي تمر علينا في هذه الحياة عندما نفرح فجأة ونحزن فجأة وأحيانا ندري ما هو سبب الفرح ولا ندري ما هو سبب الحزن ولا بد لنا ان نعترف بأننا نملك كثيرا من العيوب التي تجعلنا نتوقع بأن يكون الحزن هو سيد الموقف الدائم في هذه الحياة وبأن الفراق وما ينتج عنه من توحد مع الذات إنما هو نتيجة ما اقترفت ايدينا ومع كل هذا لا بد من وجود الامل ..
الامل الذي يجعل الحياة عبارة عن خارطة مرسومة على ماء تراها من كل الجوانب بشكل صافي وجميل لا أن تنظر إليها كأنها مرسومة على رماد !!
فإذا كانت العينان هما ما يجعلان المرء يبصر أمامه فالأمل والنسيان هما عيون الروح التي تجعلك تتغلب على كل المصاعب في هذه الحياة التي تشبه لحد كبير أمواج البحر الهائجة التي لا يمكن السيطرة عليها إلا بالسباحة ضد التيار .
هناك دائما تفاؤل وأمل في أن يكون غدا هو الأفضل لأن ما نتخذه من قرارات في هذه الحياة سيوصلنا بالنهاية للأمل الذي اختبئ كثيرا في هذه الحياة ولم يدق بابنا لهذه اللحظة ولم نسمع له صوت أو نراه في صورة خبر سعيد أو شخص بعيد وإنما قصد دائما أن يبعث اليأس بديلا عنه فتجدنا نخر راكعين على ارجلنا من هول ما حملناه من ألم في انتظار الامل ..
بالنهاية قصيرة أم طويلة كانت تلك الحياة فلا بد أن يأتي اليوم الذي نكون فيه تحت التراب وحينها لنا رب يرحمنا برحمته ، ولكن طالما تتنفس وعلى قيد الحياة لا بد أن تجد ذلك الامل رغما عن انفه .