حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19952

منوعات يا خسارة

منوعات يا خسارة

منوعات يا خسارة

18-03-2013 09:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة
عندما نمعن النظر في النسيج المجتمعي الأردني نقول يا خسارة. وعندما ننظر إلى اقتصاد يتهاوى في بئر الفساد نقول يا خسارة. ومديونية تحتاج إلى معجزة كي نتعافى منها يا خسارة. وتعليم أصبح تجارة، وحقول تجارب يا خسارة. يا خسارة. مصطلح ينقض ليلتصق بمعظم قطاعات البلد بلا منقض أو مفرج. إلى أين سنصل بهذا البلد الحزين؟
لقد خسرنا أشياء كثيرة ومن الصعب بمكان تعويضها أو إعادة إنتاجها من جديد فالتشاؤم أضحى سلاحا يشهر في الساحة الأردنية دون رقيب أو حسيب، فأول الخسائر التي أراها من الأهمية بمكان التحدث عنها هي فتنة النسيج المجتمعي في الأردن فلو تطرقنا إلى هذا الموضوع سنجد أنفسنا أمام كابوس يظهر جليا في الجرائم الاجتماعية من قتل للنفس ومشاجرات طلابية في الجامعات فنحمد الله إذا مر أسبوع واحد ولم تحدث فيه مشاجرة طلابية أو عشائرية. والسبب تافه وغير مقنع يمكن أن يحل بالتفاهم والحوار، والذي أصبح عادة يعتبرها البعض تعبيرا عن الضعف وقلة الحيلة، فلا تحل الأمور عندنا إلا بالقتل وإشهار السلاح.يا خسارة.
موقف آخر يتمثل بظهور ما يسمى عبدة الشيطان. من أين جاءوا؟ ومن غذى أفكارهم ليصبحوا بمثل هذا الانحدار والجهل، الم يبقى إلا الشيطان ليعبدوه. فهنا نقول يا خسارة.
ولم تمضي إلا أيام حتى يخرج إلينا احد النواب بتصريح حول قضية حساسة تمس الوحدة الوطنية ومفادها طلب حصص لأبناء فلسطين في تشكيلة الحكومة القادمة ضاربا بعرض الحائط مطالب الشعب الفلسطيني بحق العودة إلى فلسطين، محققا بذالك فكرة الوطن البديل. والطامة الكبرى هي الصمت الغير مبرر من مجلس نواب فتى يجب أن يكون شعلة من الحماس، ليدافع عن القضايا الوطنية بكل ما أوتي من القوة.
وقبل أيام تبرز وسائل الإعلام على صفحاتها خبر مفاده: نية الحكومة استبدال دعم الطحين بما يسمى بطاقات الخبز ليصار إلى توزيعها على المواطنين بحجة توفير 130 مليون دينار لصالح الخزينة. هل وصلنا في الأردن إلى هذا الحد من الاستهتار بقوت المواطن؟ وهو رغيف الخبز. وهل ستتحول الأسر الأردنية إلى اسر تمد يدها لتتسول رغيف الخبز من بطاقات الحكومة المدفوعة مسبقا. والى متى ستبقى الحلول الاقتصادية في الأردن حلول (ترقيع) تعيدنا إلى الوراء بدل التقدم إلى الأمام؟ يا خسارة
وخسارة أخرى في المضي قدما في تطبيق إرث جهوي ثقيل، ولا أراه إلا من مخلفات الاستعمار، وما يزال يطبّق رغم انقضاء سنوات طويلة وهو مبدأ توريث المناصب العامة في الأردن، وانحصارها في عدة عائلات بعينها لتولي المناصب السيادية،وتهميش قاعدة عريضة من المجتمع دون أي مبرر لذلك، حتى بتنا نسمع عن مناطق جغرافية في الأردن لم يتولى منها شخص واحد منصب عام إلا في سبيل الترضية. إضافة إلى التعامل مع أبناء المتنفذين بأسلوب المحاباة، وعدم تطبيق القانون عليهم ، وسرعة تنفيذ طلباتهم، وكأنهم وحدهم من يحمل الهوية الأردنية. يا خسارة

خسارات بالجملة لحقت بمجتمعنا الأردني وبالأردن بشكل عام بحاجة إلى إعادة تفكير بثوابتنا الوطنية والتي اعتراها الخلل وبحاجة إلى سياسات شجاعة تعيد الأمور إلى نصابها قدر الإمكان. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.








طباعة
  • المشاهدات: 19952
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم