بقلم : د. زيد سعد ابو جسار

الحرية حق مقدس للإنسان من الله تعالى ,لم يميز احد من خلقه على غيره ,وجعل دستورها القران الكريم والسنة النبوية و من خلالهما امر الله تعالى القتال من اجل ان ينال الانسان على وجه هذا الكون حريته في التفكير والاختيار والتي لا تكون إلا بما حكم الله تعالى (المفهوم الصحيح لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ), لقوله تعالى (لا اكراه في الدين ),وان كان المطلوب ومقصد الخلق ان تكون العبادة لله تعالى ليعيش الانسان حرا عزيزا كريما وهذه من خلال البراهين والأدلة الكثيرة التي تذكر الانسان العاقل بوجود خالق قائم على هذا الكون,وتذكر الانسان ببراهين الواقع المؤلم عندما يحكم الانسان بغير حكم الله تعالى , وعندما يتجاوز ما حرم ونهى عنه الله تعالى ......

الحرية لا تكون إلا عندا تكون الناس خاضعة لحكم واحد وهو حكم الله تعالى في الحياة الدنيا كما هو الحال في لبس احرام الحج وقبلة الصلاة , وتكون الناس سوية كأسنان المشط فالعدل لا يكون إلا عندما يكون المشرع هو الله تعالى .غير ذلك تكون العبودية لمن يشرع ويكون التشريع والعدل حسب الاهواء ,فتكثر الالهة وتكثر الاحكام فيعم الظلام من خلال انتشار الفساد ,وأمثلة الواقع الذي تعيشه البشرية اكبر برهان على ذلك .
الحرية ان يخرج الانسان من سجن انانية النفس وحب الدنيا ,بان يحب لأخيه ما يحبه لنفسه , وان يضع نفسه مكان من تعرض للظلم وهي الطريقة المثلى لمعرفة الشعور والحق,الحرية ان تنصر الحق وتقتص وتحاسب النفس وبذلك فقط تستمر الحياة,
الحرية ليست مجرد اقوال فلسفية ومصطلحات دستورية تقف عند الحدود المادية ,والتي لا تعتبر ولا تعترف بالشعور والقيم الانسانية اذ نهى الكتاب الكريم والسنة النبوية عن اللمز والهمز وتلقيب الانسان بما يكره ومخاطبته بأحب الاسماء ,والنهي عن النميمة ,ومناجاة الاثنين مع بعضهما البعض في وجود شخص ثالث ..........
وكرم الانسان بدستور القيم الذي يحفظ كرامة الانسان وحريته من خلال ضبط العلاقات الزوجية والأسرة وحفظها من الضياع وحفظ حقوق الوالدين في ان يعيشوا في رعاية الابناء اعزاء مكرمين , وحقوق الجار وصلة الارحام ,الحرية هي دستور الاهي يضمن العزة والكرامة للإنسان , يحمله ويعمل به بوازع ايماني , ومن خلال القصاص الذي تستمر الحياة به...............
عندما تقوم الساعة ويذهب اهل النار للنار وأهل الجنة للجنة يركع اهل الجنة لله تعالى عندما يكرمهم برؤيته ويقول سبحانه وتعالى هذه دار جزاء وليست دار عبادة ,وكان لسان الحال يقول ان العبادة في الدنيا لم تكن إلا لينال الانسان العزة والكرامة والحرية من خلال الدين القيم....