20-03-2013 10:33 PM
سرايا - سرايا - حمل وزير الإعلام عمران الزعبي الدول التي سلحت "المعارضة" مسؤولية الجريمة المروعة التي وقعت في خان العسل بحلب اليوم مؤكدا أن قيام إرهابيين بإطلاق صاروخ يحتوي مواد كيماوية من منطقة كفرداعل على خان العسل هو تصعيد خطير.
وقال وزير الإعلام في تصريح للصحفيين اليوم إن الدول الداعمة للارهاب تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في خان العسل وأسفرت عن استشهاد 25 شخصا من المدنيين وإصابة أكثر من مئة أغلبهم في حالة خطرة مشيرا إلى أن هذه الجريمة هي أول مفاعيل قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وأوضح وزير الإعلام أن الجريمة التي وقعت اليوم استخدم فيها الإرهابيون سلاحا محظورا وفق قواعد القانون الدولي وهي برسم المجتمع الدولي أولا والدول الكبرى والتي تسلح والدول الاقليمية والعربية والاسلامية وكل دول العالم مؤكدا أن كل من دفع ثمن هذا السلاح في قطر أو أي دولة أخرى ومن ورده يتحمل مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية وانسانية بشكل مباشر ويجب أن يحاسب كائنا من كان أميرا أو وزيرا أو رئيس حكومة أو أي شخصية في العالم تورطت وأعلنت عن دعم عسكري مباشر وعلني للإرهابيين لأن استخدام هذا السلاح المحرم دوليا يعد تحولا خطيرا في مسار ما يجري في سورية على الصعيدين الأمني والعسكري.
ولفت الوزير الزعبي إلى أنه بإرتكاب الإرهابيين هذه الجريمة يحق للحكومة السورية أن تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه إلى المنظمات الدولية والاقليمية للادعاء والشكوى على الدول التي سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دوليا لمواجهة مخاطر تزويد "جبهة النصرة" الإرهابية بمثل هذا السلاح الذي ترافق استخدامه مع الكثير من التهويل والضغط الإعلامي والاكاذيب والافتراءات عبر شاشات معينة.
وأشار وزير الإعلام إلى أن الغازات السامة والمواد الموجودة في الصاروخ تؤدي فورا إلى الاغماء ثم إلى الاختلاج ثم الوفاة مبينا أن الجميع يعلم أن استخدام هذه الأسلحة وهذا النوع من السلاح ممنوع وفق قواعد القانون الدولي وكل القرارات والاتفاقيات الدولية وأن هذا النوع من السلاح يندرج عادة تحت اسم "الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا".
وأضاف الزعبي إن هذا التحول في نوع ونمط التسليح واستخدام هذا السلاح القادم من خارج سورية عبر حدود بعض الدول المجاورة يعني ان كل المزاعم والأكاذيب التي تبديها بعض الدول وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا ودول أخرى حول دعم المجموعات الإرهابية المسلحة باسلحة غير فتاكة او بدعم لوجيستي غير عسكري هي "مجرد كلام إعلامي".
وشدد الوزير الزعبي على أن هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبت في حلب هي حالة استثنائية مقارنة مع ما حدث في العالم على الأقل خلال الخمسين عاما الماضية بأن يستخدم سلاح كيماوي محرم دوليا علنا بهذه الطريقة ومن منطقة توجد فيها أجهزة مخابرات غربية وتركية وغيرها وعناصر "جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى.
وتابع وزير الإعلام ان الأمريكيين والأوروبيين يتحدثون بمنطقهم الفاشل والكاذب عن وجود سلاح كيماوي في سورية وان القيادات العسكرية السورية تتحضر للاستخدام وما إلى ذلك ولكن لو كان لدى سورية سلاح كيماوي لما استخدمته اطلاقا لاسباب سياسية واخلاقية وانسانية وقيمية مبينا أن هذه الجريمة المروعة تمثل حالة واضحة علنية لا تحتاج الى نقاش او جدل فالادلة واضحة حول استخدام الإرهابيين هذه الأسلحة المحرمة دوليا إلى جانب ما استخدموه من اسلحة وما زودتهم به قطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الاخرى التي هي أساسا تزود "المعارضة" بالسلاح.
وجدد وزير الإعلام التأكيد على أن القوات المسلحة لا يمكن أن تستخدم على الاطلاق لا الآن ولا في اي وقت أي سلاح ممنوع أو محرم وفقا لقواعد القانون الدولي اذا كانت تملك هذا السلاح وأن سورية تلتزم بشكل دائم بما توقع عليه من اتفاقيات وبروتوكولات في هذه المسألة.
وبين وزير الإعلام أن ما جاء به المجلس الوزاري العربي عن "تسليح المعارضة" هو محاولة لتغطية واقع قائم وشرعنته ومنحه الصفة القانونية لان هناك سلاحا يأتي من كل الدول ويتم دفع ثمنه من قبل الحكومة القطرية وكل شيء يجري بشكل واضح.
وأكد الوزير الزعبي أن الوضع الميداني على الأرض جيد ويسير كما يشتهي كل السوريين كما هو معد ومخطط له في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة وفي مقدمتها "جبهة النصرة" الإرهابية وأن معنويات القوات المسلحة في افضل حالاتها خلافا للصخب والأكاذيب الإعلامية المستمرة على مدار الساعة في عدد من المحطات والقنوات الفضائية.
وأشار وزير الإعلام إلى أن الطواقم والأجهزة الطبية في حلب في حالة استنفار كامل وأن اكثر الاصابات موجودة في المشفى الجامعي بينما تقوم وسائل الاعلام في حلب باجراء المقابلات والتصوير لوضع العالم امام حقيقة ما جرى هناك.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الجريمة التي ارتكبتها اليوم المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين في خان العسل عندما قامت بإطلاق صاروخ نتج عنه غازات في المكان جريمة تضاف إلى سجل هذه المجموعات المدعومة من بعض الدول العربية في الخليج والغرب وتركيا بشكل خاص التي تتحمل مسؤولية الجرائم التي تقع ضد المدنيين والدمار الذي يحدث في سورية.
وأشار المقداد في تصريحات للصحفيين عقب لقائه اليوم سفراء الدول المعتمدين في دمشق وممثلي الهيئات الدولية العاملة في سورية إلى أن " هذا العمل الإجرامي يثبت صحة التحليل الذي ذهبت سورية إليه وهو أن كل الدعايات التي تم نشرها خلال الأسابيع الماضية والتي تم توجيه الاتهام فيها للحكومة السورية ادعاءات باطلة وبعيدة عن الواقع وتأتي في إطار التحضير لارتكاب هذه الجريمة".
وأوضح المقداد أن " انفجار الصاروخ أدى إلى استشهاد ما يزيد على 21 مواطنا مدنيا إضافة إلى 10 جنود سوريين كانوا بالقرب من مكان انفجاره" مبينا أن " المواطنين الذين استنشقوا الغازات أصيبوا بإغماء فوري ونقلوا إلى المستشفيات في مدينة حلب".
ولفت المقداد إلى " أن تشجيع الإرهاب ودعمه في سورية يتناقض مع القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي" مبينا أن سورية "ستوجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته ولوضع حد لجرائم الإرهابيين ومن يدعمهم".
وفي رده على أسئلة الصحفيين أشار المقداد إلى أن سورية حذرت منذ وقت طويل من أن كل تلك المزاعم حول إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية كانت لمساعدة المجموعات الإرهابية المسلحة حالما تطلق صواريخها معتبرا أن " ذلك هو بالضبط السيناريو الذي طبق اليوم قبل انعقاد القمة العربية والفعاليات الدولية الأخرى لكي يتم تضليل الرأي العام العالمي".
وأوضح المقداد بأن "الدول التي تزعم بأن سورية يمكن أن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها كانت في الحقيقة تحضر المجموعات الإرهابية المسلحة لإطلاق مثل هذه الهجمات كما حدث اليوم" مبينا أن "السلطات بدأت بإجراء فحص لمكان انفجار الصاروخ والتربة التي تأثرت والمرضى الذين يعانون نتائج هذا العمل الإجرامي وستقدم بكل تأكيد كل المعلومات إلى الجهات والهيئات التي تتعامل معها".
وردا على سؤال حول الاتهامات بأن الجيش العربي السوري هو من أطلق الصاروخ أكد المقداد أن "الصاروخ أطلق من منطقة تسيطر عليها المجموعات الإرهابية وسقط قرب مقر للجيش السوري في منطقة تسيطر عليها القوات السورية والموالون الذين لا يقعون تحت أي نفوذ أو تأثير للمجموعات الإرهابية المسلحة" مجددا تأكيده أن "سورية لن تستخدم تلك الأسلحة قطعاً في حال امتلاكها ضد شعبها وقواتها".
وطالب المقداد المجتمع الدولي " الذي تعرف الآن من خلال جميع التقارير على النوايا الحقيقية للمجموعات الإرهابية المسلحة ورأى بأم العين الاختبارات التي قامت بها المجموعات على مثل هذه الأسلحة وخاصة أنها سيطرت على معمل لإنتاج مادة الكلور ويمكن أن تكون استخدمت هذه المواد لإنتاج مثل هذا السلاح".