23-03-2013 09:38 AM
بقلم : ياسر الزيديين
تفشت الامراض في العالم بسبب الجراثيم فكانوا لها بالمرصاد فبحثوا لها عن الدواء للقضاء عليها أو السيطرة و الحد منها فكان لهم الفخر بالنجاح لاكتشاف الداء والدواء , أما نحن في البلاد تفشت جرثومة الفساد التي صنعت في مختبراته و بدعم من رموز ظاهرةٍ ومخفية لتصيب كل عضوٍ في جسده حتى نخرت العظام ليبحث بعد ذلك عن العلاج بإنشاء مختبر هيئة مكافحة جرثومة الفساد التي استهلكت الحبر و الاوراق وصرفت مئات الآلاف للبحث عن الجرثومة لكن دون جدوى , ثم جاء التصريح اننا على طريق اكتشاف الترياق , ليعلن بعد ذلك وصول البلاد الى غرفة الانعاش ويطلب من المواطن دفع فاتورة العلاج لإنقاذ البلاد من حالة الانهيار , ثم خرجنا الى الشارع سيراً على الاقدام ونادينا بأعلى الاصوات أن أحذروا جراثيم الفساد , فيخرج الينا أصحاب القرار وبهمة سحيجة البلاد اننا الخراب والدمار وسبب الانهيار . ثم تمر الايام و أنا متفائل ان الشباب سينقذون البلاد , حتى وجدت ان أكثرهم بحالة لهو وسبات ليصير الحال من سيء الى اسوء , انتشار جرثومة فساد الاخلاق في اجساد الشباب كانت المصيبة , لأنها صنعت في أكبر مختبرات انعدام الاخلاق لتنتشر بالقرى والأرياف حتى سيطرت على العقول والأجسام , خمر وحبوب وحشيش للتخدير , مقاهي و ملاهي و نوادي للترويج , أموال و أجساد وسرقات وتكييش لدفع الحساب , لتبدأ الاجساد في الشارع والأعراس تتراقص و الرؤوس تتمايل و ألسنتهم تتثاقل ورائحة أفواه قذرة ليفتخر مجتمعهم الفاسد بفساد اخلاقهم , حتى اصبح فخر التعاطي حديث الصغير فيهم قبل الكبير بدلاً من الافتخار بالعلم والإيمان , ثم وضعت يدي على وجهي لأمسح دمعي بسبب حال شبابه الغارق بملذات الدنيا الزائلة المبتعد عن القيم و الاخلاق والرجولة محدثاً نفسي متى سيتغير حال شبابنا الذين انعدمت أخلاقهم , خطب في المساجد ودروس ونصائح في المدارس و المجالس ان احذروا أيها الاباء أولادكم بأعظم خطر , أباء ينظرون الى فساد أخلاق أبنائهم لا يحركون ساكن و عندما تقدم لهم النصيحة البعض يقول لا رجولة لنا عليهم و آخرون لا علاقة لك بهم , ليصبح بعد ذلك فساد الاخلاق أقوى من فساد المال والذي هو جزء منه . ورسول البشرية يقول : - "إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق" وشوقي يقول : - و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما و عويلا
" ولسان حالي يقول متى سيعود الشباب الى رشدهم و رجولتهم لتنتصر الامة , ونصيحتي الى الآباء عليكم بمراقبة أولادكم وحثهم الابتعاد عن رفاق السوء " اللهم أصلح حالنا و أحوالنا .
ياسر الزيديين