23-03-2013 09:40 AM
بقلم : جميل السعايدة
ان للتاريخ حقائق وللماضي السياسي ثوابت واثار سلبية وايجابية والعرب يفرحون باستقبال سادة اللوبي الصهيوني ويستمطرون رحمتهم في حل قضياهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ويقيني وكغير من ابناء الاردن ان معظم قيادات الامة العربية في الشرق الاوسط على قناعة تامة بما ستؤول اليه برتوكولات حكماء صهيون في الشأن العربي وكما نصت حرفيا على سيادة الدولة اليهودية للعالم .
ففي عام 1916 اصدر بلفور وزير خارجية بريطانيا انذاك مرسوما ملكيا بريطانيا موجه لزعيم الحركة الصهيونية – حاييم هيرتزل – وبعد انهيار الدولة العثمانية وهزيمتها وحلفاؤها في الحرب العالمية الاولى ينص على ان حكومة جلالته – والمقصود ملك بريطانيا انذاك جورج الاول – ان حكومة جلالته تنظر بعين العطف والشفقة لليهود المشتتين في شتى ارجاء العالم وقد ارتأت حكومة جلالته ان تقيم لهم وطنا قوميا في فلسطين – وان تتولى بريطانيا تنفيذ هذا الوعد - بينما صرح اوباما – امس الاول في القدس الغربية وبالحرف الواحد – على العرب ان يفكروا جيدا ويعترفوا بالدولة اليهودية – وان تفتح منافذ التطبيع العربي الاسرائيلي بكل اشكاله المعروفة - -هذان تصريحان رغم مرور مايقرب من مئة عام بينهما – يؤكدان للعرب والعالم بان اسرائيل ستبقى الخنجر القاتل في خاصرة الوطن العربي وستبقى ناشرة ومشجعة للفوضى والاضطراب في الدول العربية التي تجاور اسرائيل . كما ان ماسمعته في احد المؤتمرات قبل عدة شهور من ساسة اسرائليين بانه يستبعد قيام دولتين في فلسطين بل دولة واحدة بشعبين شعب اسرائيلي بامتيازات خاصة وشعب عربي اسرائيلي وما سوى ذلك فباب التهجير والوطن البديل مفتوح لمن لايعجبه ذلك وقد استمع لهذا الكلام ساسة فلسطينيون واردنيون شاركوا في المؤتمر ورغم وضوح الموقف الاسرائيلي الا ان العرب لازالوا يتعلقون بالزبد على امل الوعود الاعلامية من ساسة الغرب وحماة الصهيونية وحراسها .
وهنا لو قارنا مابين تصريحات اوباما في اسرائيل وتعهد بحماية امنها واستقرارها ومابين تصريحاته في رام الله وعمان لوجدنا تناقضا واضحا في الموقف الامريكي الرسمي . ان اسرائيل مطمئنة لتدهور الموقف العربي وتشتت الاراء وانشغال القادة العرب وشعوبهم بما سموه الربيع العربي الذي اتى على كل مكونات الامة العربية منذ عدة قرون كما ياتي الجراد على الارض المعطاء فيحيلها جدباء مقحلة خلال ساعات .
هذه حقيقة المواقف الغربية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني اولا وبالعرب ثانيا
ولكن ورغم اعتراف معظم دول العالم بفلسطين كدولة الا انها لازالت تفتقر لمقومات الدولة الفلسطينية التي قرأنا عنها قبل عام 1948 فالحدود بيد اليهود والفلسطينيون محرم عليهم وصول نهر الاردن المحاذي لدولتهم الحديثة وتاشيرة دخولهم مرتبطة بموافقة الحكومة الاسرائيلية ومصادر تمويلهم تحت تصرف اليهود وغيرها الكثير من هزلية الدولة الفلسطينية التي لاتحقق طموحات ابناء فلسطين الذي تكالب عليهم الاستعمار على مدى قرن وافقدهم وطنهم ... فهل يعقل ان اوباما وبزيارته هذه سيسلم معابر جسر الملك حسين والشيخ حسين ووادي عربة والامير محمد للفلسطينيين ام ان ذلك مجرد وعد يذهب ادراج الرياح كغيره من وعود التعاطف مع الشعب الفلسطيني .
اعتقد ان معاهدة السلام الفلسطينية الاسرائيلية تنص صراحة على ان الحدود الفلسطينية ملك لاسرائيل ولن ولم تسمح للامن الفلسطيني التدخل على هذه المعابر فيما يتعلق بتدقيق الجوازات وختمها .
العرب بسطاء وربما بلها ء مثلهم في السياسة كما مثل الرجل الجائع واطفاله في خريف احدى السنين وبدأ يمهل اطفاله بان الموسم المطري على الابواب وسنزرع الذرة والحنطة وعندها ستأكلون ايها الجياع بعد ستة اشهر من نبت الزرع وحصاده ولكن مأيأمله الفلسطينيون والعرب في الشأن الفلسطيني سيطول ويطول وحتى اجيا ل الرضع لن ترى اثرا لما وعد به قادة العرب وساستها