23-03-2013 09:40 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
كالعائلة المشتّتة كل من فيها له احلام واماني ومخطّطات وتحليلات واسباب وافكار وعواطف واحاسيس وكل تلك العوامل وغيرها يبني عليها اولويّات واهداف وخطط ورسائل وبدايات ونهايات وإذا جمعت كل تلك العوامل والمُخرجات لكل افراد الأسرة لكانت بالمئات فكيف إذا كان الشعب بدل الأسرة او إذا كانت الأمّة بدلا منهما فتكون تلك العوامل والمخرجات بالملايين فإذا لم تجمعها إستراتيجيّة واحدة واهداف محدّدة واولويّات متّفق عليها ومخرجات هي حلم الجميع وامنيتهم فسوف تعمُّ الفوضى ويفتح مجالا للفاسدين ويترك الحبل على الغارب ويُقرّب النهاية لا سمح الله .
فاين نحن من كلِّ ذلك هل نسير في طريق بلا نهاية او نحثُّ الخطى نحو طريق النهاية ام نحن واعين لطريق مليئ بالالغام ونحن نتراكض نحو مجهول لا نعرف ما هو او اين هو ومتى يأتي ...... .
وفي هذه الايام نكرم الأم في يومها فقط وننساها بقيّة ايّام السنة هذا لأننا ابتعدنا عن الاخلاق الحميدة وكذلك نحيي ذكرى معركة الكرامة المجيدة حيث استطعنا دحر جيش اسرائيل القوي قبل خمسة واربعون عاما من الاراضي الاردنيّة ولكنّنا كعرب استمريْنا بالإندحار والتقهقر بعد ذلك الى مربّعات هي الاسوأ في حياتنا كما نحيي بمرارة محاولة إسرائيل حرق المسجد الأقصى عن طريق يهودي متطرِّف مدّعيا الجنون فكم مجنون يُجهّزون لتدمير المسجد بالكامل ونحن ننتظر ونستقبلهم وحليفهم الابدي الأمريكي في بلادنا .......فماذا بعد .
وأمّا الإنقلاب الربيعي الذي ابتدأ بألأمس القريب طقسيّا والذي ما زال منذ عامين سياسيّا مدرّجا بدم الأطفال والنساء وبمآسي اللاجئين والمشرّدين المشتّتين في دول الجوار وبدمار لكلِّ ما هو كان جميلا بسوريا من عمار وورود وحتّى صبايا سوريّا العفيفات وكل ذلك بات دمارا واشواكا وبشاعة في المضمون والمظهر .
تُرى هل انقطع العقلاء والحكماء والواعظين والمرشدين والناصحين والصادقين ليحتلّ مكانهم المنافقين والمزايدين والفاسدين والكذّابين فتحوّل معهم حال الامة للاسوأ ومستقبلها أعتم وحكّامها أظلم ومواطنيها أجبن ومترفيها أسخم واصبح السواد عنوانها حتّى جاء الأبدي لعقر دارنا يترحّم علينا وليُعيد الاتراك للحظيرة الاسرائيليّة فنحن بالإسلام مع السلام والحب نحبُّ ان ننعم ولكنهم في الحضيض يريدوننا ان نجثُم .
اصبح هدفنا إرضاء امريكا والدول والصناديق والبنوك المانحة والمُقرضة وغايتنا ملئ جيوبنا ومخطّطاتنا إن كنّا نعلم او لا نعلم هو تطبيق مخطّطات إسرائيل وحلفائها من خلال ما كان وليس ابتداء بل قبل ذلك من إسقاط النظام العراقي السابق بل كان مخطّطا لتدمير قدرات العراق او موجات الربيع العربي الدامي الذي إجتاح ويجتاح العديد من دول العرب وأقساها ما يدور في سوريّا وما يبدو ان الطريق نحو القاع ما زال طويلا ما دام ان الامريكان والاوروبيّون هم من يُخطّطون لنا بما يتوافق مع الخطط الاسرائيليّة وهذا ليس من باب تعشيش فكرة المؤامرة في عقولنا وإنّما ما نراه من تدخّل امريكا والاوروبيّون وحلف الناتو في امورنا وبالجهة الاخرى ما نراه من فساد فينا حكّاما ومحكومين .
ومغناة الديموقراطيّة والعدالة والمساواة والنزهة والشفافيّة ما هي إلاّ اوبريت تتغنّى به الشعوب كحلم وأمنية وكذلك تتغنّى بها الحكومات والقادة كمكزمات تتمنّن بها الحكومات على الشعوب مع انّها وهميّة وكذلك تتباهى بها الحكومات امام المحافل الدوليّة وما استطاعت الانظمة التي تولّدت من رحم الربيع العربي المصبوغ غربيّا إلاّ ان تسير على نفس الطريق فلم يستطع تثبيت اقدامه حتّى الان على ارضيّة ثابتة إلاّ انّه ما زال يرفع يديه لله مستنجدا ويمدُّ يده لأمريكا مُستجديا ....... فماذا بعد .
أمّة اصابها الشلل في دماغها فلا تستطيع التفكير واصابها الزهايمر فلم تعد تذكر شيئا من قيمها ومبادئها واصاب اطرافها الفالج فلا تستطيع الضغط على الزناد للدفاع عن حقوقها امّة اصاب افرادها الشيزوفرينيا فتتعامل بشخصيّتين بل واكثر فضاع تركيزها وتاهت بوصلتها فكيف لها ان تحلم بالنصر وهي لا تملك أيُّ شيئ من عوامله وكيف لها ان تطلب الإستقرار وقد باتت لا تملك أيُّ من ثوابته ودعائمه ولم يبقى لها إلاّ ان تعيش حاضرها كما هو داعية الله ان يُخفّف عنها منتظرة قدرها ان يهبها اجيال لهم عقول تعمل وضمائر تُخلص واياد تُعطي ولا تأخذ وقلوب تحب ولا تكره عندها قد يتحرّر الامل ويتحقّق الحلم .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وحقّق حلم ابنائه .