23-03-2013 10:00 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
سألملم أحزاني وحدي , وسأرفق برزنامة أيامي زمن الدحنون والزعتر ... وسأرسم لذكرياتي مخبئ على حافة الطريق القديم , بجانب احجار الصوان التي ملئت ذاكرتي بأحرفي يوم كنت أكتب شيء من آمال تبخرت منذ أن أزفى ( الدحنون ) وما عاد يأتي كل عام كما كان ....
يا أمي يا صفحة كتاب في أول العمر ...
ويا قصيدة أخبار لملمت تضاريس أحلامها في كل سهل ( كان يحمينا ) الريح , وأحيان الجوع ( وبقايا من طعم ) الراحه ومذاقها القديم , يرحلون , يغيبون , يكتبون , ينامون , يستيقضون في أول ( المشوار ) ويمسكون بمصباح ( الكاز ) ويغلقون نوره القادم في آخر الليل ويمزجون من سحر القمر ( في أوسط الشهر ) توفير للكاز ( والدخنه ) !!
فيضيء بساط الريح التي كانت تحمل أحلامنا ( الصبويه ) فنركض بحمراء الارض بلا ألم, وبلا حزن وبلا فراق , وبلا معنى لأرزاق تكابدنا الطريق كل يوم ومشقه من أسفار في بحور الدنيا نقطعها ( وأرواحنا على كفة الموت ) تجافينا ( صحراء الجنوب ) فلا نعرف منها غير مضارب يسودها ( الجوع والعطش والسراب الذي يظنه العطشان ماء فيخيب الرجاء بوحشة الصحراء ) !!
يا أمي ليتني ما جئت من رسم التكوين !
وليتني يا أمي غشاوة العين البيضاء التي تسكنين فيها كلما أمطرت وجهي لحقائبك القديمه والهندام وأحذيه مطرها ريح ( السماء ) فعلق بها تراب من باطن القدمين يتنفس في كل ملاكي بأمتعه تزينين برائحة القيصوم هندام أزمنتي !!
يا أمي ليتني ما جئت من رسم التكوين !
وليتني صفحت جهات قلمي ومحاجر أزمنتي بمصابيح لا ينضب كازها , وشموع لا تسقط مياهها , كي لا أكون وحيداً بين أرسمة الزمان ومآسيم الشرود في عالم ليس فيه صديق كصداقتك , وحنون كحنانك , وملهم لسفري بين صباحات أحتاج فيها الدعاء على أسفار الوحشه بالطريق التي يغيب فيها الأنيس !!
يا أمي سلاماً على وجهك الذي يرسم في صوري ودفاتر مذكراتي أحزان لم تنتهي منذ اعتقال فرحتنا بعمان الهاجنه على كل أشياء لنا بسيطه يأخذونها منا بلا موعد ولا ميقات
يا أمي والله من بعدك لا طعم ولا لون لمعنى خضار يملئ أمكنتنا
فكلما مررت بسهل رأيت صورتك
وكلما قبلت جمانه وهاشم وعبدالرحمن رأيت صورتك تلزمني الدموع ..
يا أمي كل عام وأنت بخير من الله
غفر الله لكِ ولأبي وأسكنكما الجنه