23-03-2013 10:03 AM
بقلم : المهندس هايل العموش
ان كل معاني الوفاء والاحترام المحبة والاخلاص والرحمة لا توفي امهاتنا حقوقهن التي امر بها الخالق ويجلعنا نشعر بنعمة الحنان العطاء والمحبة التي جعل الخالق اسرارها في قلوب الامهات .
إن معنى الأم الذي يجهله الناس , جمعه القرآن في أمر ونهي , فأمر بالإحسان إلى الوالدين , ونهى عن أبسط أنواع العقوق وإن كان بلفظ من حرفين ( أف)،
وما أمرُ الله للإنسان بخفض جناح الذل للوالدين من الرحمة إلا بيانا من الله بأن عطاء الأم والأب الذي يجهله الأبناء لا ينبغي أمام عظمته إلا الإقبال عليهما بأعلى مراتب الرحمة وهي الذل, ليكون الولد في أوج قوته أمام الوالدين في كبرهما وضعفهما متواضعا ذليلا, وهذا أفضل حالات الاعتراف بالفضل , وأعظم ترجمة للبر , هذه حالة لا يدرك أبعادها إلا الله سبحانه .
إن كانت الأم حبا فهي أجمله , وإن كانت عطاءا فهي أفضله , وإن كانت احتواءا فهي أكمله, الأم هي الثوب الذي تلبسه فيمنحك الحياة بكل معانيها .
إنها الكائن الضعيف الرقيق الذي يتحول إلى بركان ثائر ووحش كاسر إذا مس أولادها مكروه أو أرادهم أحد بسوء , عطاؤها لا يعرف قانونا , ولا يرتكز على نظام , ولا يركن إلى منطق , عطاء يوقف إعمال العقل وأسبابه , فهي معك دائما ..
أماه .. دعيني أنظر في وجهك لأرى عقوقي وصبرك , وأنظر في عينيك لأرى جحودي ونكراني وعظيم حلمك , دعيني ألمس يدك لأرى دفْ عطائك وروعة وصالك , ماذا أقدم لك اليوم لأقر بتقصيري وعقوقي ؟ وماذا اقرأ في كتابي غير جهلي ورحمتك ؟ وماذا أرى فيه إلا أسبابا من عطائك وأسبابا من جحودي ؟ أمي .. كلمة تعطر أنفاسي وتملأ خاطري نورا وأمنا , أمي .. كلمة جمعت من كل شيء جماله , ومن كل معنى جلاله , ومن كل وصل وصاله , إنها الرحمة والرَّحِم .
دعيني أنظر إليك لأرى النور الباسم بإشراق نفسك , ودعيني أحلق في السماء بروعة إقبالك واستقبالك , دعيني أقبل يديك وراسك , يا رائحة الشمس وعفو الظل وبر النور , يا باقة الحب يا رواء الروح , يا أبهى عطاء الرب .
أسأل الله أن يبارك في عمرك على الصحة والعافية والطاعة, وأن أكون لك نعم الولد كما أنت لي نعم الأم،واسال الله ان يحفظ امهات الاردنيين ويمتعهن بالصحة والعافية وان نكون جميعا ابناء مخلصين اوفياء لامهاتنا وان يرحم كل من فقد امه وان يجعل الله الجنه مواهن والله اسال ان يحمي الجميع لكل ماهو خير وكل عام وكل يوم والامهات بالف خير انشالله .
hayeljo@yahoo.com