25-03-2013 09:41 AM
بقلم : الدكتور شفيق علقم
غالبا ما تعتبر العادات والسلوك والقيم افرازات طبيعية لنشاط اجتماعي اقتصادي ديني اخلاقي تربوي معين في ضوء ظروف معينة ، وقد نمت وتأصلت لدى مجتمعنا الاردني عادات وقيم واتجاهات اصيلة ، تكونت هذه القيم عبر الزمن في ظلال مناخ عربي قبلي اصيل متآزر، ومنبت حسن خصب التربة صاف المورد، وتربية قويمة رضعها الشباب من اثداء العزة والكرامة والنخوة العربية، وعبق الحرية التي تنفسها من نسائم الصحراء الشاسعة فكانوا رجالا رجالا.
الا ان ثمة سلوكات سلبية ، وقيما دخيلة تسربت إلى اخلاق بعض شبابنا وشاباتنا عبر ثقافة هذا الزمن العربي الضعيف ، والتبعية العربية العمياء الصماء ، والعولمة المقيتة، وتحورت لتستدخل في بناء شخصياتهم، واخذت تلك القيم السلبية تنمو وتترعرع بجلاء ووضوح في ظل هذا العالم الذي يسمونه النظا م العالمي الجديد، اوالمجتمع العالمي المفتوح.
ومن هذه العادات الفاسدة التي تظهر في سلوك شبابنا ، انزال البنطال إلى ما تحت الخاصرة ، إلى قرب عظم الحوض ، وهي صفة الشباب الشواذ الملحقين بقوم لوط ، ممن تفعل بهم الفاحشة ، ومع الاسف فهذه الموضة منتشرة بكثرة بين الشباب والشابات دون ان يعرفوا معناها ، ولم يدروا انها من السلوكات المستوردة من الغرب ، ابتدعها مصمم ازياء امريكي (اندروكونانان) ،وهو معروف بشذوذه الجنسي ، والذي انهى حياته صديق له شاذ مثله برصاصة ، ومن غريب العادات والطباع السيئة استخدام التصفير بالفم للمناداة والاستدعاء ، وهي من صفات قوم لوط ايضا ، كانوا يستخدمونها لاستدعاء الرجل الاخر لفعل الفاحشة معه،ومن العادات والسلوكات الفاسدة تجمع الشباب والوقوف على نواصي الشوارع والدواوير ؛ مما نراه من اكتظاظ الشباب على مفارق الطرق وامام مدارس البنات لمعاكستهن ، وهذه ايضا كانت من عادات قوم لوط وصفاتهم لاصطياد فرائسهم من الرجال لعمل الفاحشة ، كما كانوا يفتحون لباس الصدر للتباهي بانفسهم كما يفعل شباب اليوم بفتح القمصان عن الصدور ، وثمة سلوكات اصبحت عادات ذات طابع معروف لدى شباب مجتمعنا ، منها شهر العسل التي هي عادة سيئة مستمدة من قصة سيئة من الشعب الاسكندنافي في النرويج ، ثم هناك عادة اوظاهرة ما يسمى بعيد الحب المستوردة ايضا من الغرب، او البلدان الناطقة بالانجليزية ،والمرتبطة لديهم بمفهوم الحب والرومانسية، وثمة عادات سيئة اخرى كثيرة ، كقصات الشعر، وحلق بعض الراس وترك البعض الاخر، او اسدال الشعر على الكتفين ، فهناك ما تسمى بقصة الاسد، وقصات باسماء لاعبي الكرة من الغربيين والمطربين ، ولبس السلاسل في الرقبة ، والاساور في المعصمين، تقليدا للبنات، وتمليس الشعر وتنعيمه ، ولبس الملابس الضيقة لابراز اعضاء الجسم للمباهاة ، وثمة ظواهر وعادات اخرى كثيرة غيرها .
كل هذا يحصل في ظل العولمة وآلياتها العاتية ، وثقافتها الغازية ،وتظل فئة الشباب اكثر تأثرا بحكم طبيعته النمائية ، ورغباته الثورية ، وافتقاره للحنكة والدراية ، والرعاية الصحيحة والتوجيه السليم ، ان مسؤولية محاربة هذه الافات وقلعها من جذورها من سلوكات شبابنا ووأدها ، وغرس القيم والعادات والتقاليد والاتجاهات السليمة لديهم ؛ تقع على عاتق الاباء والامهات واولياء الامور والمربين في المؤسسات التعليمية ، والمؤسسات الشبابية، والتنظيمات السياسية والشعبية ،والمؤسسات الثقافية والاعلامية ، والمؤسسات الدينية ، فلكل دوره في ذلك ، ولنتق الله في شبابنا وشاباتنا ( فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)