25-03-2013 09:59 AM
بقلم : ياسمين الزغول
في أثناء تجوالي المعتاد بين أزقّة وشوارع بعض الأحياء السكنيّة في محافظة عجلون ، أذهلني... بل وأراعني ما رأيتُ ، فالمشهد يتكرر يوميا وفي أماكن مختلفة ، فاشتعل رأسي بالكثير من الأفكار حتى دخلتُ مُجبرةً في متاهات الحيرة والقلق والخوف من الآتي ، فالأمر جدّ خطير ، وهو يضع المستوى الصحيّ لأبناء عجلون على المحكّ ...
فكثيرا ما كنتُ أرى حفرة امتصاصية لأحد منازل حيّ من الأحياء السكنيّة النائية وقد فاضت مياهها على جنبات الطريق، ذلك ان هذا المنزل وهذا الحيّ لم تصله شبكة الصّرف الصحيّ "المجاري" بعد .
حقّا إنّها لمَكرهة صحيّة كفيلة بنشر عدد كبير من الآفات و الأمراض ، فتلك الحفر كما نعرف عُرضة للفيضان في أيّ وقت ، بالاضافة الى ان عمرها الافتراضي لا يتجاوز 20 عاما . عندها ستنبعث منها الروائح الكريهة ، وتتغلغل في الهواء الجويّ ، ممّا يؤدي إلى تلويثه ، وإفساد ما يتمتّع به هواء عجلون من نقاء .
كما أنّ المنظر ذاته غير حضاريّ ، بل ولا يمتّ للتحضّر بأيّة صلة ، وهو يشوّه المنظر الرائع لطبيعة عجلون الخلّابة .
وإذا ما تسرّب جزء من المياه العادمة إلى باطن الأرض فإنّه سوف يلوث مياه الينابيع ، عندئذ ستخسر المحافظة موردا هامّا من موارد مياه الشرب . ونحن في امس الحاجة الى كل قطرة ماء .
وممّا زاد الطين بِلّة بالنّسبة لي هو عندما قرأتُ أنّ عدد البلديات في عجلون 5 بلديات ، وهي : بلديّة عجلون ، ، والعيون، الشفا، الجنيد وكفرنجة . وهذا عدد لا بأس به مقارنة بالمساحة الصغيرة نسبيّا للمحافظة ، فلماذا إذن نرى كثيرا من سكان هذه المناطق نفسها يعانون من نقص في الخدمات وخصوصا من عدم وصول شبكات الصّرف الصحيّ إلى منازلهم؟
إنّ المسؤولية الكبرى تقع على عاتقكم أنتم يا رؤساء هذه البلديات ، نحن لا نريد خُطبا وهُتافات ، ولا ذرائع أو مُسوّغات ، نحتاج فقط إلى ضمير حيّ حتى تكتمل الوصفة التي ستُعيد الانتعاش من جديد إلى هواء عجلون ونسائمها .