بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
الكرامة كلمة يعرف معناها من قاموس الجهاد الاكبر في محاربة النفس الدنية لترقى لمستوى الروح وسموها ورفعتها التي تلتقي من خلالها وتتوحد الامة فتصبح المنية عبارة عن شهادة جهاد اصغر بعدما اجتاز مراحل الجهاد الاكبر وتثاقل الانسان وانجذابه للحياة الدنيا يقام لمن فاز بها الاحتفال والفرح .كونه قد ترقى وتوصل لأعلى درجات الانسانية التي لا يمكن ان تموت.قال تعالى(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).وقال الشاعر(من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد)...

الحديث عن معركة الكرامة هو الحديث عن الانسان وحياته وثقافته وانتسابه وتربيته في تلك الفترة والذي نتج عنها الفوز بكرامة الانسان (الجهاد الاكبر) التي تأهل الانسان للشهادة والفوز بها(الجهاد الاصغر). والحديث عن هذه المعركة هو الحديث عن كل المعارك في حياة الامة التي انتصرت فيها والتي هي نتيجة الانسان وثقافته وانتسابه وتربيته ,وهذه ايضا نفس الاسباب التي لا بد من الاخذ بها عند البحث عن كرامة الامة المفقودة,في كل قطر من اقطار هذا الوطن الذي ورثه هذا الخلف من ذاك السلف قال تعالى( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا)..ضاعت القيم فضاعت الكرامة ومن ثم ضاعت الارض..........
انني اذكر الكلمات والأهازيج التي يرفعها ابناء الجيش الاردني في كل معارك الكرامة وعندما توجهوا لنصرة اخواننا السوريين في معركة 73 ...المنية ولا الدنية...كلمات فطرية تعبر عن روح وخلاصة هذا الدين والعقيدة .تقف لها شعور الرؤوس وتظرف لها دموع الفرح ...