25-03-2013 10:20 AM
بقلم : رجــا الــبـدور
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القارئ الجيد المنصف للتصريحات الملكية الأخيرة يصل إلى نتيجة ولا غيرها مفادها ان قائد البلاد حفظه الله اراد بهذه التصريحات والرسائل أن يشرك الجميع وخاصة الشباب من أبناء الوطن بالمسؤولية في الداخل الأردني , ورسالة أخرى إلى الزعماء العرب وصانع القرار الدولي .
رسالته للداخل الأردني تقول :
إن هناك من الحرس القديم من لا يريدون أن يتركوا الساحة للشباب الأردني الواعي المنتمي المثقف وهم دائماً يدخلون من باب أن أجدادهم ساعدوا بتثبيت النظام الهاشمي وعزروه ونصروه ... الخ وهذا صحيح وقد شارك بذلك جميع العشائر الأردنية ولا فضل لأحد على أخر بذلك , لكن لسان حال النظام يقول لهولاء القلة القليلة , هل انتم لنا اليوم كما كان أجدادكم لإبائنا بالأمس وقد اخذ أجدادكم كلاً حظه من سمعة وشهرة , لماذا لا تريدون الاعتراف إن أجدادكم كانوا سبباً في رفعة الوطن وإنكم ولا غيركم كنتم سبباً مباشراً فيما آلت إليه الأمور بالحاضر من فساد وضيق حال على المواطن , أين كنتم عندما عم الفساد بالبلاد الم تكونوا في منطقة المسؤولية , لماذا لم تساءلوا لماذا كنتم تباركون الخطوات , أم إنكم كنتم مشاركون في عمليات الفساد , لماذا الآن انتم تحملون النظام كامل المسؤولية ؟.
إن جلالة الملك لم ينتقد العشائرية أبدا لأنه احد أبنائها , لكنه فعل في حق شخوص قليلة انتقدهم وسماهم ديناصورات وأنا لا أخفيكم الرأي لم أرى بهذا التوصيف شيئاً جديدا سوى أن الرسالة منه تقول يجب أن تتركوا المجال يا من انقرضت أفكاركم وأصبحت لا تلائم الوضع الجديد , بحيث أنكم لم تفهموا ما هو المقصود العالمي من مصطلح شرق أوسط جديد .
إن جلالة الملك وبهذه الصرخة السياسية الإعلامية للداخل الأردني أراد أن يقول :
يا شباب الوطن من جميع الأصول والمنابت أن الحمل والهم ثقيل _ وهو كذلك والله _ وان هناك من يعيق التقدم بفكره المنقرض لأنه لا يريد أن يفهم أن مرحلته قد افلت وذهب نجمها ولم تجلب لنا مرحلته إلا ما نرى من واقع يعيشه الوطن والمواطن , فشيخ العشيرة أو ابنه مثلاً لا يريد أن يكون على ما تؤهله مقوماته الإدراكية والثقافية هو لا يريد ألا أن يكون نائباً ووزيراً وقد تسوقه أحلامه إلى كرسي الرئاسة ! لا يريد لغيره حتى من شباب عشيرته المحترم المثقف القادر, من الممارسة العملية ويمنعه حتى من أن يحلم بها, وهذا واقع نراه ولا ينكره إلا معاند وجاحد للحقيقة .
هذه الرسالة لشباب البلد والداخل الوطني .
الرسالة للزعماء العرب ولصانع القرار الدولي :
إن جلالة الملك يفهم كسياسي مخضرم عاش في أكناف الأستاذ الأول للسياسة الدولية _ الراحل العظيم الحسين رحمه الله _ أن هناك استحالة للحل السياسي للقضية الفلسطينية القائم على أساس الدولتين وان إسرائيل تقول كلاماً حالماً للعالم , وفي نفس الوقت تبني المستوطنات على ارض الواقع لتمكين اليهود وطرد الفلسطينيين للأردن بما يسمى الوطن البديل وهو ما يرفضه جلالته رفضاً قاطعاً وقولاً واحداً .
وأنت أخي / أختي لو لاحظت كلام الرئيس الأمريكي اوباما بالأمس القريب بالمؤتمر الصحفي عندنا بعمان , تعرف أن الرئيس اوباما أعطى مؤشراً مفاده أن لا حل على السطح يقوم على أساس حل الدولتين فقد قال اوباما في إجابته على احد الأسئلة __انه يجب أن يكون الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لديهم الرغبة بالحل على أساس الدولتين __ وهذا مؤشر خطير أن الرغبة غير متوفرة أبداً وخاصة عند الاسرائيلين وهذا ما يعرفه جلالته بحنكته السياسية قبل أن يقوله الرئيس الأمريكي , فكانت الرسالة إلى زعماء الدول العربية وصانع القرار الدولي بتصريحات مفادها يجب أن لا يترك الأردن وحيداً .
أخي / أختي يا أبناء الوطن الغالي :
يجب أن ندرك أن قائدنا يريد لهذا البلد التقدم للإمام وعلى مراحل للوصول إلى ديمقراطية يفهم كل منا فيها ما له وما عليه , حتى لو وصل الأمر إلى انه إذا ثبت بالقاطع من الأدلة أن ابنه وولي عهده قد ارتكب فساداً فيجب أن يعاقب , ماذا نريد أكثر من هذا , وهذا مطلب كل إنسان حر من أن تثنى يد الفاسدين من العبث بمقدرات الوطن .
يا شباب الأردن :
وجب الآن علينا جميعاً أن نضع يدنا تحت يد قائدنا وان نعرف أن الخطر ما زال يحدق بنا من كل جانب وان الضغوط العالمية الهائلة المنادية بالتوطين والوطن البديل والتي تتلاقى وتتقاطع مع بعض الابتزاز الداخلي قائمة وتزيد يوما بعد يوم .
يجب أن نعرف أن كل أبناء الأردن من أبناء العشائر جميعها , قد تحمل جزءاً معيناً ويجب أن لا يمن أحداً على الأخر بشيء من هذا القبيل , والذي يفعل هو إنسان تقليدي وغير متفهم المرحلة ولهذا انتقدهم جلالته كما انه انتقد إخوته وبعض الأمراء ولم نسمع أن أميراً واحداً قال لماذا... , فهل هولاء القلة التي عفا عليها الزمن أفضل وابعد عن الانتقاد.
فلماذا الكفر بهذه التصريحات ولماذا الصيد بالماء العكر, فكلنا مع قائدنا وهو ينطق بلسان جميع الأردنيين ولا نريد لأحد أن يترجم لنا مقاصد كلامه , هذا ما فهمناه من بعض التصريحات الملكية الأخيرة والله اعلم .
وأخيرا هذه بعض الأبيات التي قد تنطبق على البعض
والله لو صاحب الإنسان جبريلا .....
لم يسلم المرء من قالا وقيلا ........
قد قيل في الله أقوالا مصنفةً ........
تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا ..........
قد قيل أن له ولداً وصاحبةً .........
زوراً عليه وبهتاناً وتضليلاً ........
هذا قولهم في الله خالقهم ...........
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا.....
حمى الله الأردن
حمى الله القيادة الهاشمية
والله الموفق
rajaalbedoor@ yahoo.com