25-03-2013 10:24 AM
بقلم : فيصل البقور
عندما تُذكر الافاعي في الاوساط الشعبية يقفز فوق سطح الذاكرة القروية تلك الشخصية التاريخية المسماة ( عمران ) حيث اشتهر عمران بقتل كافة انواع الافاعي التي تصادفة او يُحكى له عنها حيث يأخذ سلاحه ( القدوم او الشاكوش) ويذهب باحثا عن تلك الافعى ولا يعود ادراجه الا بخبرها ، فهو لا يخاف اي نوع منها على الاطلاق حتى لو كانت شديدة السمية ، وخلال حياة ( عمران الافاعية ) فقد مر عليه الكثير من انواع واشكال واطوال الافاعي المحلية وغير المحلية ، فلقد خلّص القرية من افاعي مثل الحية الرقطا والزعرا والصحراوية وذات الراسين ولم يسلم منه ايضا ولا حتى ( حنيش ) واحد طول مدة خدمته في تخليص الناس من شرور الافاعي التي كانت تبطش بالاطفال والرجال والنساء ولم تكن تفرّق بينهم بل كانت تعتبر ان بني الانسان كلهم اعداء لها .
وفي اواخر ايام ( عمران ) المهنية فقد قام بقتل معظم الافاعي المستوردة سواء الكوبرا ...الاناكوندا وغيرها من الافاعي التي كانت تقطع الحدود بين البلدان بحثا عن الفريسة السهلة والتي لا يستطيع اهلها الدفاع عنها .
ومع عمران فلقد ارتاح الناس من الافاعي وصار ذكر افعى في مكان قريب او بعيد لا يخيف حتى اصغر الولدان ، معتمدين بعد الله على عمران , وكلما ذُكرت افعى قيل ( ما يقتل الحية غير عمران ) ، وحقيقة انا لا اتصور كيف لقرية بكل سكانها ان يتركوا الافاعي تنهش بهم سنوات عجاف دون ان ينبري احدهم للدفاع عن نفسه وعن اهل قريته ، وللعلم فقط ان اكثر ما يخيف الافعى هو الانسان وهذه معادلة تقاس من الطرفين حيث اكثر ما يخيف الانسان من الحشرات والحيوانات هي ( الافعى ) .
تماما مثل الحرامي الذي يتربص بالناس حتى يسرقهم فمع كل حالة الخوف التي يعيشها قبل واثناء السرقة الا ان المحترف منهم فقط لا يظهر عليه الخوف بعد اتمام عملية السرقة ، وما وقوع اصحاب السوابق بأيدي رجال الامن الا من خلال الخوف الذي ينتاب الحرامية ، حيث يقعوا بشر اعمالهم ، اما الجماعة اياهم اللي يسرقوا دون ان ينكشفوا فهم يسيطرون على مخاوفهم من الظهور وبالتالي لم تنكشف حقائقهم حتى اليوم .
لكن والحمد لله بما ان عمران موجود بين ظهرانينا فلا خوف من افاعي بشرية او غيرها ، ذلك ان عمران ( محّوي ) ضد السموم التي تنفثها الافاعي عند اللدغ ، ولعل من المناسب القول ان على تلك الافاعي اما الخروج والظهور حتى يراها كل من تأثر بلدغها او ان عليها المكوث داخل جحورها حتى يأكلها النمل جراء عدم قدرتها على الحركه كونها تقاعدت عن بث سمومها بين الناس ،.
على ان تشكيل الحكومة القادمة يجب ان يأخذ بالحسبان موضوع الافاعي بجدية اكثر ، حيث يجب ان يكون طاقم الوزارة ( محّويين ) ضد لدغ الافعى وليس فقط دولته ، على اعتبار ان كل الوزراء سوف يتعاملون مع تلك الافاعي بقصد او دون قصد فمن باب اولى الخوف على دم هؤلاء الوزراء ان يصل لهم سموم تلك الافاعي ، وتنتقل لهم عدوى مص الدماء البريئة من اجساد الناس .