حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48764

ماطن اردني من اصل عربي

ماطن اردني من اصل عربي

ماطن اردني من اصل عربي

31-03-2013 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

بدأنا نسمع كثيرا عبر وسائل الإعلام تصريحات هنا واقتراحات هناك عن رغبه بإلغاء دائرة المتابعة والتفتيش .......وعن الرغبة في تجنيس أبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين و أنا هنا كغيري من الكثيرين الغيورين على الهوية الوطنية الأردنية، فأنا أدرك أن ما أكتبه سيزعج الكثير وسيحاول البعض أن يتهمني بالعنصرية لأنهم سيكونوا قاصري الفهم ....فأنا أقول للجميع لنتحدث بصراحة وبعيد عن أي هدف أخر سوى السعي للمحافظة على الهوية الوطنية الأردنية، لأني أكاد اجزم بان الأردن هو الوطن الوحيد الذي تجد فيه مختلف الجنسيات العربية ويتمتعوا بحقوق المواطنة الاردنيه بخلاف الدول العربية الأخرى ، إلا أننا في الأردن نسمع دائما مصطلح أنا أردني من أصل فلسطيني .....أنا أردني من أصل يمني .....سوري... سعودي.... عراقي ...الخ ،لكننا لم نسمع في أي وطن عربي مصطلح أنا سعودي من أصل سوري أو كويتي من أصل أردني مثلا ،حتى بدأنا نشعر بان الهوية الوطنية الأردنية بدأت تذوب أو أن هناك من يسعى إلى إذابتها لتحقيق أهداف إما سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .
وهنا أقول أننا لوعدنا لسنوات قليلة مضت وسألنا عن عدد سكان الأردن من الأردنيين الأقحاح وقارنا الرقم باليوم ،فأننا سنجد أن الرقم قد تضاعف كثيرا ولكنه تضاعف ليس بسبب كثرة الإنجاب (التكاثر الطبيعي ) فنحن من أوائل الدول التي تنادي دوما بتنظيم النسل ....ما سر هذه الزيادة ؟ الكل يدري ولكن لا حد يريد أن يتكلم .
وعند الحديث عن منح الجنسية لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين ، فانا أقول ما ذنب الوطن وهويته أليس المنطق أن يحمل الابن جنسية والده ، أم إن الزواج من أردنية أصبح وسيلة لمنح الجنسية الأردنية وكأنها سلعة تباع وتشترى, أنا حقا لا ادري .
أما على الصعيد السياسي فمنح الجنسية مطلب سياسي يسعى إليه بعض الساسة لإذابة حق العودة ...وهذا موضوع يدركه الجميع والحديث عنه يطول .
ما لفت انتباهي هو أن أي مواطن عندما يحقق انجاز وعلى أي مستوى ورغم انه ولد ونشأ وتعلم في الأردن إلا انه وعند تفوقه في أي موضوع وسؤاله سرعان ما يقول أنا أردني لكني من أصل .....وكأن الأردن بالنسبة له ممر ،وهو أصلا لم يعرف ولن يعرف بحياته وطنا غير الأردن .
ما يجعلني أتحدث عن هذا الموضوع هو الخوف على الهوية الوطنية الأردنية ، فالظروف السياسية التي تعصف بالدول العربية, وكون الأردن هو الوطن الذي استقبل اللاجئين من هذه الدول سابقا وحاليا ،اضافه لأسباب أخرى كثيرة نجد في الأردن مختلف الجنسيات العربية ، وهذا مدعاة لدق ناقوس الخطر .
واستذكر هنا ما تناوله البعض على سبيل الفكاهة إثناء زيارة الرئيس الأمريكي أوباما الأخيرة للأردن انه كان ينوي زيارة أكثر من دولة عربية في جولته في المنطقة، لكنه فضل الاكتفاء بزيارة الأردن لوجود مختلف الجنسيات العربية في وطن واحد ......إن من أطلق هذه الدعابة وتناولها يعلم كثيرا ما هو الهدف منها لأنه كما يقال وراء الأكمة ما ورائها .
أخيرا أنا أدعو أصحاب القرار والمعنيين في هذا الموضوع أن يدقوا ناقوس الخطر وان يحدوا الطريق السليم للحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية بعيدا عن العاطفة أو كسب الشعبيات الرخيصة ، فالأردن وطن المهاجرين والأنصار عبر التاريخ, يستحق أن نحافظ عليه وعلى هويته الوطنية حتى لا يأتي يوم نبحث به عن مواطن أردني من أصل أردني ولا نجده بسهولة ، لان ما يجري قد يقودنا إلى الوصول إلى مصطلح لن نجده في وطن غير الأردن وهو أنا أردني من أصل ....عربي .....اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .








طباعة
  • المشاهدات: 48764
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم