02-04-2013 09:48 AM
بقلم : فيصل البقور
يبدو ان الحياة الاردنية كغيرها من الحيوات في العالم تمر بمراحل ، لكن ما يميز الاردن انه عادة ما يمر بمراحل اكثر من الكل ، ولعل اللافت انها دائما مراحل دقيقة يعني حساسة ( كما يدعي ) اصحاب المراحل غير المنتهية ، لذا اصبح جلياً ان كل مرحلة يلزمها خطاب يناسب ويواكب كل فترة لوحدها ، على أن الناس اصبح لديهم تخمة من تلك المصطلحات مع وجود عسر فهم لأغلبها ، ولعل ما يميز هذه المصطلحات انها تُفصّل عادة اما في مخيطة الدوار الرابع او مخيطة المجلس .
وعند الحديث عن هذه المصطلحات لا بد من الاشارة الى ان غالبية الشعب قد تختلف في تفسير محتواها ، ومن هذه المصطلحات التي يتداولها الشارع اضع (على ماكينة الخياطين اياهم ) بعضاً منها حتى يعلموا كيف يفهم الناس ما يحيكوه ،
ولأن الوطن يمر بمرحلة دقيقة ( على رأيهم ) سيكون من المفيد استعمال المصطلحات التالية ، حتى نعبر الى ضفة المرحلة اللاحقة بكل يسر اذاً :
ستقوم الحكومة ( باستمطار ) ما يمكن استمطاره من لحظات الحزن والدمع السياسي للدول المانحة من اجل زيادة الدعم الموجه لمشكلة النازحين السوريين في المخيمات الزعترية ، وداخلياً ان فكرة ( استنفار ) سكان المحافظات الشمالية حتى تتم المؤاخاة بين المهاجرين والعاطلين عن العمل ليتشاركو بكل شي متاح من قطف لثمار النجاحات البرلمانية ، وعملية خصخصة الخيام والشوادر ومساحات استنشاق الهواء المجاني وغيرها من الشراكات المقبولة وغيرها ، وكأردنيين امتازوا بالكرم على حساب النفس فلا بد من ( استخفاف ) رسمي بحاجات المواطن الاصيل حيث ان ( كردل ماء ) يكفي الاسرة بينما الاسرة المهاجرة فأنه لا يكفيها (برميل ) لغايات العطش اثناء العبور من الحدود ، كما ان ( استعطاف ) الحكومة للشعب عاديا اذا كانت النتيجة ( بياض الوجه ) امام الجيران ، ولا يغيب عن البال ان الزحف السوري سيصل الى الزرقاء بمخيم جديد ( تم استنساخه ) باسم مريقيب الفهود ، لذا ( فاستنهاض ) سكان محافظات الوسط سيكون على المحك وهذه المرة سيكون الزرقاويين على موعد مع ( استصراخ ) الحكومة لهم بقدوم اخوة مهاجرون جدد ، وان عهد ( الالهام) الحكومي سيكون من نوع جديد خصوصا مع وجود وزارة تعنى بأنات المهاجرين القادمين من الشمال وعلى رأسها القادم من الجنوب ، ( فاستملاك ) مكان للمخيم سيكون سهلاً اذا ما كان هنالك ( استمزاج ) لأصحاب الوجاهة من الشيوخ من اجل اعمار ارض الواجهات العشائرية هناك بمخيم يغير من لون الارض واللغة والبشرة وطبعا ستقوم الحكومة ( باسترضاء ) الكثيرين ممن يجدون في كلمة ( لا اوافق ) ولا اقبل سبيلا للظهور ، ولأن رحيل دولة الى دولة وشعب يرحل ليسكن فوق شعب ادى الى ما يسمى ب (الاستحمار العام ) الناتج عن استقواء القوي على الضعيف ،الامر الذي سيؤدي الى ( انتفاخ واستنفاخ ) الشارع والحقل والبيت مرورأ بقلوب من يمرون هنا وهناك ، بسبب ( استحواذ) الخطر القادم من الشمال على كل الموجود من ماء وسماء وتراب .
بحقيقة الامر السؤال الذي يطرح نفسه بقوة صباح مساء ...الى اين المفر ، فأن كان السوريون هاربون من الموت ، فكم من سبب يجعل الاردنيون يفرون !!! لكن الى اين ؟، فلما لا تفتح العراق حدودها من اجل المخيمات ، او السعودية مثلا او اي دولة يمكن ان تشعر بنا كشعب يتم استهلاك ما يملك من فتات على يد شعب ضيف ، ...ام ان العروبة فقط هي للأردنيين ، والكرم نحن اهله فقط حسب شهادة الايزو الممنوحة من اوباما .
فهل تنبتُ العروبة وسط صحراء الرمال المتحركة ؟
وهل يتحمل الكرم رائحة النفط المتبخر الى بنوك سويسرا ؟ .
ومرة اخرى للعلم ان مساحة وطننا صغيرة ، وبئر ماءنا قاربت على النضوب ، وكيس قوتنا صغير لا يعتاش منه الا اولاد من يحملونه ، اضافة الى ان أحباطتنا كثيرة الأنواع منها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ،....... فمن يشارك اهل بيت طعامهم.... وهم على الحصيرة؟
لذا فأن على الحكومة الاكتفاء بحصتها وعلى الاخرين تناول حصصهم ، قبل ان نغلق صنابير الكرم وننشف شواطئ العروبة ، وندربس بأحكام ابواب حدودنا على اولادنا ، ونكتفي بصحن واحد وكأس واحدة وفانوس امل يعلن ان الفرج ات ....