حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22908

سوريا يا عرب

سوريا يا عرب

سوريا يا عرب

02-04-2013 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رضا مومني
كنا ولا زلنا نريده حراكا شعبيا سلميا على طول الوطن العربي وعرضه لاخراج الامة من عصور الاستبداد والفساد والتشرذم القطري الى عالم الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والى عالم النهوض القومي ولم الشمل وبناء مجتمع الكفاية والعدل,هكذا كان الاندفاع الجماهيري العربي الى الشوارع والميادين عفوي الطابع سلمي الوسيلة نبيل الغاية والهدف ,حراك للاصلاح والتغيير حيث ساد الفساد والاستبداد وقد أغلقت الانظمة العربية كل الآفاق وسدت كل الطرق الديموقراطية المدنية لتغيير منهجيات وآليات وعقليات ادارة شؤون البلاد والعباد , فكان الحراك السلمي الجماهيري تعبير منطقي لما يعتمر في النفوس وتفيض به قلوب الملايين من الشيب والشباب توقا قديما جديدا ومتجددا للنهوض بالامة نحو الرفعة والتقدم ولكي يعيش الانسان على أرضه وفي وطنه مصان الحقوق محفوظ الكرامة شأنه شأن المواطن في الدول المتقدمة التي بنت نفسها بنفسها بعرق أبناءها وتضحياتهم وجهدهم الدائم الموصول .
هكذا ومن أجل هذا تحرك الشارع العربي من تونس الى سوريا وكأننا كنا على ميعاد لا بفعل الموأمرة و اثارة الفوضى الخلاقة كما قيل, لم تخرج الملايين من الناس الى الشوارع والميادين وقد ملأت جيوبها بالدولارات والريالات لأثارة الفوضى وحرق الممتلكات وتخريب المنشآت الخاصة والعامة ,خرجت الملايين تطالب بالاصلاح والتغيير لأن حياتها وأوطانها كانت ولا زالت بحاجة ملحة للقيام بذلك.أما نظرية الموآمرة فقد أشاعتها وتصرفت حسبها كل قوى الشد العكسي التي تغولت وأمسكت بكل مفاصل الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وحتى دينيا ,هذه القوى الغاشمة نفسها هي التي سرعان ما أخذت زمام المبادرة وأخذت تتفاوض مع الاجنبي للخروج من المأزق,وهنا كان للآلة الصهيوأمريكية الباع الطويل حيث أختارت ان تضحي وتتخلص من الانظمة التي استنفذت ما كان مطلوب منها وانتهت فترة صلاحيتها وما عادت قادرة على حمايتها أمام شعوبها ,وقد حدث ذلك في كل من تونس ومصر , وقامت هذة الآلة بحماية ومساعدة الانظمة القابلة للأصلاح ودفعتها لتقديم بعض التنازلات بعضها حقيقي والكثير منها شكلي وقد حدث ذلك في كل من اليمن والبحرين والمغرب والاردن, ولكن هذة الآلة الصهيوأمريكية كانت ولا زالت تقدم الدعم والحماية لدول الخط الأحمر في الجزيرة العربية بل وتستخدمها للقيام بدور الوسيط في ما يحدث بأقطار عربية أخرى.
أما العراق وسوريا فقد رأت الآلة الصهيوأمريكية ان تتقاسم الادوار فيها مع روسيا وايران , ولحد الآن لا زالت العراق تدين بولاء مزدوج معقد لكل من ايران وأمريكا ولا زالت سياسات الحكومات العراقية تخدم الآلة الصهيوأمريكية بنفس القدر التي تخدم فيها الدورالايراني . بنفس الطريقة يتم التعامل الآن مع الوضع في سوريا ,حيث يقوم النظام بأداء دور مميز في خدمة الدور الايراني تحت شعار الممانعة والمقاومة ,هذا الشعار المستهلك والمبتذل, شعار الحق الذي يراد بة الباطل , هذا الشعار الذي يجمل النظام به وجهه أمام الشارع العربي, ويستخدمه بطريقة لا ضرر منها تلحقه بمصالح العدو الصهيوني المحتل للارض العربية . الآلة الصهيوأمريكية تدرك تماما ان النظام السوري وطوال الستين عاما الماضية كان يقدم خدمة لا بأس بها من حيث الحفاظ على الكثير من الاستقرارفي المنطقة وامتصاص ارادة الناس وطموحاتهم الوطنية والقومية عبر الشعارات البراقة والوعود الواعدة, هذة الآلة تدرك ايضا بأن هذا النظام قد استهلكت امكانياته وانتهت صلاحيته وآن له ان يرحل ولكنها تفتش وتعمل ليل نهار على ايجاد البديل القادر على الاستمرار في أداء الخدمة حفظا لمصالح اسرائيل بالدرجة الاولى ومصالح الغرب عامة بالدرجة الثانية.
وحتى يحين الوقت ويتم ايجاد بديل للنظام السوري سيبقى الشعب السوري المنكوب يدفع المزيد من الضحايا يوميا ,والمزيد من الدماء سوف تراق والمزيد من القتل والتدمير والتهجير ,النظام لن يتراجع حتى ولو تم تسوية كل المدن السورية بالارض سوف يبقى يراهن على امكانية البقاء بالحكم وتصفية المعارضة جسديا طالما استمر الدعم الايراني والروسي له وطالما تمكن من اقناع الآلة الصهيوأمريكية بأن البديل للنظام سوف تكون القوى المتطرفة التي سوف تكون وبالا على المصالح الاسرائيلية والغربية معا, والمعارضة لن تتراجع طالما وجدت لها قواعد شعبية واستمر الدعم الذاتي لها وطالما استمرتدفق المساعدات الخارجية غير البريئة لها من دول النفط .
أن ما يجري الآن في سوريا هو عملية للتدمير الذاتي مدعوما من القوى الخارجية تريد لهذا البلد, قلب العروبة النابض ان يتحطم ويتمزق كما حدث للعراق ,ان سوريا الوطن والشعب والارض تتمزق وتسيل دماءها ونحن نرى ذلك ونشاهده ليل نهار.ان السكوت على ما يجري الآن في سوريا غير جائز وشيء معيب ومخجل ولسوف يدفع المتفرجون والساكتون على ما يجري ثمنا باهضا عليهم وعلينا وعلى الاجيال القادمة وعلى مستقبل المنطقة بأسرها. على العقلاء في الامة ان يقولوا كلمتهم :يجب ان تتوقف الحرب تماما ,يجب ان يتوقف تدفق المقاتلين من ايران ولبنان والعراق والسعودية وتركيا والاردن وعبر قطر, يجب توقف الدعم اللوجستي بالمال والسلاح من كل مصادر الامداد الخارجية لكل الاطراف ,الحل العسكري لن ينجح ,وان نجح فسوف يكون على ارض محروقة مدمرة , الحل الممكن الذي قد يبقي بعض ما يتبقى من سوريا هو الحل السياسي, يجب دفع كل من تهمه سوريا الى طاولة الحوار ويجب الوصول الى حل توافقي دون املاءآت خارجية مهما كان مصدرها .








طباعة
  • المشاهدات: 22908
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم