02-04-2013 10:17 AM
بقلم : فيصل تايه
ها هم الرجال المخلصون ..جاءوا لينثروا أكاليل الزهور والعطاء بالأرض التي خطوا فيها .. ليفوح منهم عبق الخير والعمل .. فهم من زرعوا البذور الطيبة المثمرة أينما حلوا ونزلوا .. فكان مجيئهم كالمطر الغزير في مواسمه .. يروي الأرض وينبت الزرع ويضفي الدفء والسرور ..
.. إننا ونحن نتحدث عن شيم الرجال ممن هم أهلا للعطاء والوفاء في أردن الخير والبركة يقفز إلى أذهاننا تربوي أحب الوطن وأحب العمل .. وقضى عمره في خدمة المؤسسة التربوية الأردنية.. فكان أهلا لحمل المسؤولية التربوية .. انه معالي الدكتور محمد جمعة الوحش .. ابن مؤسسة التربية .. الذي سطّر أغلى معاني العطاء .. وترك بصمات واضحة لن تنسى أبداً من العمل التربوي الدؤوب والمخلص خلال خدمة الطويلة في مدرسة التربية والتعليم .. بل وبقيت بصماته تلك في ذاكرة كل من عمل برفقه معاليه .. فهو رجل يحمل الأفكار الكبيرة التي تخاطب العقول الخيرة الجاهدة بالعمل .. مجيئه كان بقرار صائب .. لان في جعبته الكثير .. ما يشفي به صدورنا وتسمو به نفوسنا وترتاح معه أروحنا .. جاء ليحرك أنامله ويخط القرارات الصائبة .. ويسطر لنا ما يغيب عن أفهامنا وتنار به عقولنا .. جاء بهمة الرجال وفي مخيلته الأعمال التي يمكن لها النهوض بنظامنا التربوي التعليمي .
نعم .. جاء ومعه كل القيم والفضائل والأمانة .. وما أعظمها من أمانة .. إنها أمانة التربية والتعليم.. لذلك كان الانتقاء الواضح .. فالوطن يحتاج لكل مخلص أمين صاحب فكر ورأي وإصلاح .. ليكون ذخراً لكل معلم .. وأملا لكل طالب .. إننا نطمح ومعنا كل الخيرين في هذا الوطن الغالي أن ترتقي وزارتنا العتيدة إلى السمو في سياسة التعليم.. وان يكتمل مشوار التحديث والتطوير .. لأننا وبالتأكيد بحاجة ماسة إلى فكر تربوي عميق يلبي طموحنا جميعا .. ويصلح من شأن التعليم ويرقي به .. نسأل المولى عزّ وجل أن يوفقه ومن هم من حوله في موقع المسؤولية ..في إعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم وتحديد مكامن القوة والضعف في البناء المؤسسي فيها .. وتحديث القدرات للقيادات التربوية وفقاً لاحتياجات الميدان التربوي .. مع أهمية أن يلبي البناء الهيكلي للوزارة التوجهات الحالية والمستقبلية وبما يتواءم مع الواقع الحالي ..
إننا في المؤسسة التربوية فخورون بمجيئه ....لأننا واثقون انه سيعيد تشكيل البيت التربوي الأردني وفق رؤاه التربوية الإصلاحية الفذة .. فكل من عرفه وخدم بمعيته يتذكره بالخير فتاريخه المهني لا يسابقه به أحد .. وتجربته التربوية الخالصة التي لا ينافسه فيها أحد .. ذلك ما سيمكنه من وضع كل خبراته لإعادة هيكله القطاع التربوي وتحديثه بكل همة وعزيمة .. فالمسؤولية كبيرة والتحديات جسام وأهل مكة أدرى بشعابها ..
معالي الدكتور محمد الوحش معروف عنه الشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تلتمس الحاجات الضرورية للميدان التربوي عبر السياسات التجديدية المؤملة والقائمة على التقليم إلاثماري الضروري والنظرة للتبديل الفوري في المواقع من اجل نقل النجاحات وصولا الى القضاء على مواطن التعثر التي باتت ظاهرة متفشية في العديد من المراكز .. بعيدا عن الخوف من التجديد للمضي قدما وبكل همة ومسؤولية في عملية إصلاحية شاملة تلقي بظلالها على الميدان التربوي في خطوات هامة وجادة للقضاء على تراكمات الماضي وارثه الثقيل وكمه الضخم .. منتهجا بذلك القرارات المدروسة القادرة على تنحية بعض الرؤوس التي حان قطافها ممثلة ببعض المواقع التربوية الهزيلة التي تتخذ من بعض المواقع غطاء يبعدنا عن الأهداف التربوية السامية في خطوة جادة لاستبدالها بشخصيات تربوية تمتلك من الكفاءة ما يمكنها من أن تأخذ دورها الطليعي في العملية التعليمية التعلمية وفق مقتضيات المرحلة .. بعيدا عن قوى عكسية الشد صاحبة الأفكار الديناصورية المحنطة التي تخالف الرؤى الملكية السامية الداعية الى النهوض بالعملية التعليمية من خلال الخطوات الإصلاحية الجادة وصولا إلى تحديث النمطية التقليدية وإرساء دعائم العمل المنظم بشكل يمكننا من تجاوز كل الصعاب .. في خطوة هامة وجادة من شأنها ترميم منظومتنا التربوية واسترجاع ثقة المجتمع الأردني بها في مبادرة إصلاحية جادة تُمثل خطوة ايجابية وهامة لإصلاحات تربوية فاعلة من شأنها النهوض بمؤسساتنا التربوية نحو أداء فاعل .
اسأل الله لمعاليك التوفيق والسداد في مهمتك الجليلة الكبيرة وأنت من خيرة رجالات الوطن وارفعهم أدبا وخلقا .. قلوبنا وعيوننا تتعلق بك .. فما أنت إلا ذاك الشهم الهمام الذي لن يتراجع .. فسر على بركة الله، وعين الله ترعاك ..
مع تحياتي