حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29446

العنف الجامعي والديمقراطية المبتورة

العنف الجامعي والديمقراطية المبتورة

العنف الجامعي والديمقراطية المبتورة

03-04-2013 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.علي خالد طوالبة
قد نكون وفقنا في الكثير من المرات في الحديث عن هذا الموضوع، وقد نكون أشبعناه تنظيرا وتنظيرا لكننا لم نلمس أي تقدم يذكر لا في القضاء ولا في التخفيف من هذه الظاهرة المؤلمة، وما نشهده هذه الأيام يؤكد حجم وكبر التخاذل في التعامل مع هذه الظاهرة التي استفحلت وأصبحت عنوانا لندواتنا ومؤتمراتنا وأبحاثنا وأبحاث طلابنا.
وما زلنا لليوم نسأل عن الأسباب ونعزي جلها لضعف في إدارات الجامعات الرسمية الأردنية.
ولم يتجرأ أحد منا إلى اليوم أن يقدم رأيا متزنا ومنسجما مع الواقع لا منسجما مع المأمول تحقيقه من دون أن نقدم لحاضرنا شيئا، كي يصير المستقبل المنظور ، واقعا يتحقق.

إن العنف الجامعي جاء نتيجة لممارسة خطيرة لديمقراطية مجزوءة، لديمقراطية تقدمت فيها النتائج على المقدمات، فجاء وقت جني الثمار مبكرا جدا، في فصل تجاوز دوران الفصول، فجمعنا الثمار ولكننا لم ندرك بعد أن الثمار تجنى من على الأشجار، وهذه الأشجار لم تزرع بعد.

إننا لم نزرع الأشجار بعد!!!!!!

لقد قدمنا ومن خلال تراكم كبير من تجارب غير مفيدة،لأبنائنا في مدارسهم وفي جامعاتهم دروسا في الديمقراطية المختزلة فصلا من فصول طوال، وصولا إلى آخر سطر فيها يؤكد أن الترشح حق ضمنه القانون للجميع.
علمنا أبنائنا أن الفصل الأخير من الديمقراطية هي خاتمة كل شيء، لأننا أساسا لم ندرك أن الانتخابات، وإجراءاتها هي ناتج الممارسة الديمقراطية لاختيار من تؤمن به فكرا ومبدءا وموقفا، معبرا عنك، عن واقعك، وطموحاتك، عن أرائك، ومعتقداتك،لم ندرك ان من ثمار الديمقراطية حسن الاختيار لأشخاص سوف يقررون عنك معظم القرارات.

لكن لما تغيب باقي فصول الديمقراطية عن شعب بأكمله، هل تعتقد بأننا قادرون على توجيه أو إرشاد أبنائنا لقراءة السطور من أولها ونحن لم نقرأها بعد، ولم ندرك رغم شدة ذكائنا اننا غير قادرين على حل عقدة فيها رغم وصولنا للخاتمة.وأن معظم استنتاجاتنا جاءت كمن لا يجيء.

ما نمارسه من ديمقراطية مجزوءة؛ في ممارسة حق الانتخاب لا في صناعة المواقف التي تُمحص فيها نفوس الرجال على اقل تقدير؛ نقدم وقدمنا فيها أنفسنا قدوة لأبنائنا، بل ومحرضين لهم بالتمسك والاندفاع جريا وركضا بحق ترشحهم بلا مقدمات وبلا مهارات وبلا كفاءات وبلا حقوق تكسبه حق الترشح الموصل به إلى استحقاق النجاح.


فلماذا نطلب اليوم منهم من خلال ممارسة مبتورة،و ضمن قراءة مجزوءة،أن يقبلوا بالفشل، لما كان الهدف ذاته هو النجاح بالانتخابات، لما علمناهم من خلال ممارساتنا وأقوالنا، أن الترشح حق والنجاح حق، وعلمناهم أنكم تستطيعون أخذ ما تريدون من دون أن تقدموا شيئا.
فكيف سيقبلون بنتائج انتخابات أتت بعكس المتوقع منها وبعكس ما وعدناهم به في آخر فصول ديمقراطيتنا.









طباعة
  • المشاهدات: 29446
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم