بقلم : جلال الذنيبات

في نظره معمقه في ما جرى بجامعة مؤته مؤخرا وماجرى من قبل في مؤته وفي غيرها ومايجري الان في جامعاتنا ومدارسنا وحتى شوارعنا من عنف غير مسبوق وغير مفهوم ..فانك تقف حيرانا متألما... في الاحداث الاخيره يزداد الجرح الما ذهاب شاب بمقتبل العمر ضحية لهذه الاعمال والاحداث المتخلفه .........
و مايزيد الجرح ايلاما عندما تعلم من هو "اسامه"؟؟؟؟؟؟؟؟
انه اسامه ابن عبدالهادي الدهيسات....
ذلك الرجل الذي احبطه مجتمعنا واعياه بعد ان حارب وحارب بالكلمه والقلم كي يجعل المجتمع اكثر رقيا الا انه وصل الى حالة الياس والاحباط التي اصابت العديد من قبله "حالتنا ميؤوس منها" هي النتيجه التي وصل الكثير من الشباب المتحمس للتغير ....وهنا اعني تغيرا اجتماعيا ثقافيا تربويا والذي لا يمكن ان يتأتى بالثوره والانقلابات .....
كان عبدالهادي الدهيسات "ابو عمر" مديرا لي في مدرسة الياروت الاساسيه كان مدهشا ومفكرا وعميق في تحليلاته في جميع المجالات ........ فلطالما شدّني هذا الرجل بعمق تفكيره وثقافته العاليه ورقي اسلوبه في التعامل والحوار.... كنت انتظر على شوق اجتماعاته بنا كمعلمين تعلمت منه الكثير الكثير
ابو عمر الذي كان رئيسا لاتحاد الطلبه العرب بجامعة موسكو كمثل الكثير لم يعطى جوازه السفر ولم يعين الا عام 1989 .....
كان ابو عمر مختلفا تماما عن كل من تعاملت معه وخدمت معه في جميع المدارس التي نقلت لها وهي كثيره تصل الى 15 مدرسه .........
فعندما كان يختلي بي كان يسر لي انه قرر ان يعيش فقط ليربي ابنائه تربية بعيدة عن تربية مجتمعنا"المتخلف"..
هل ياترى كان يعلم ان هذا المجتمع بتخلفه سيقدم له ولده قتيلا ضحية لتخلفه؟؟؟؟؟؟؟؟
فلكم قال لي انه نادم على مجيئه الى هنا وانه يتمنى انه لو بقي هنالك واكمل حياته ......
كان مختلفا بتعامله مع معلميه ومع طلبته ... اذكر انه خلى باحد الطلبه وسأله :لماذا يابني لاتريد الذهاب في الرحله المدرسيه ؟؟؟؟؟؟ اجاب الطالب وهي يبكي :ابي رفض يعطيني ايجار الرحله ... فقال له اذهب وسجل اسمك ودفع عنه خمسة دنانير .... حادثه تؤشر لكم عن بعض ما يتصف به هذا الرجل الكبير .......
ابا عمر قدم للمجتمع عملا ادبيا عظيم حيث ترجم روايه ضخمه من الادب الروسي الى العربيه اخذت من وقته خمس سنوات فكافئه المجتمع وقدم له "ابنه ذبيحا"...
ومع مقتل اسامه اعتقد جازما ان احداث مؤته ستنتهي وهنا اتذكر بالضبط عندما قرر الحارث ابن عباد ان يبعث ابنه جبير الى الزير سالم ان اقتله وانهي الحرب معتقدا ان ذلك سيسجل شرفا له .....
وسبحانك الله فقد انهى مقتل نجل ذلك الرجل الكبير الراقي ابو عمر احداث مؤته لكنها نهاية قاسية مؤلمه .....
انا لله وانا اليه راجعون ....... رحمك الله يااسامه والهمك الصبر والسلوان ياابا عمر..........