06-04-2013 10:00 AM
بقلم : عمرعزم القرالة
كما نعلم جميعا أن دوام الحال من المحال , وثبوت النظرية دليل على فقدان العقول ,وقلة المعارضة دليل على الجهل ,والبيئة التي تؤمن بفكرة أن الواقع الحالي مجرد أمر متزامن ومتغير غير ثابت فانها ستستمر ومن لا تؤمن ستصبح وريثة امجاد سيتولى الزمن عملية دفنها في الماضي , ومن يعتمد على القوة التي أنشأته في بناء ما هو قادم بالنسبة له سيكون فردا عابث في زوايا الحياة, يتجرد من أفكار التغيير ويبني سجنه الارضي بنفسه ليسلم بيده مفاتيح بيتنا الاردني لسكانه الجدد ولاهل الكفاءة والعصاميين ,فالانسان المثقف قد يكون على علم كافي بأن القادم من الايام توجب علينا فهم أن التغير أمر مسلم به ,وأنه علينا أن نتجهز لتخلي عن أفكارنا القديمة والانسلاخ عن الفكر القديم , وعن أي قواعد حياتية تقليدية تتعلق في البناء والتطوير وتقيم المجتمع والافراد على أساسها .
وبالنسبة لمجتمعنا الاردني الذي يتغير ظاهيريا ويتخلى عن ما يجب التمسك به , ويتمسك بما يجب التخلي عنه من العادات والتقاليد, فانه يسلك الطريق الاصعب للوصول الى حالة التغير الايجابية ,وسنكون أكثر واقعية في قولنا أن ايجاد الايجابيات تستحق دفع الثمن ,وثمن ما نحلم به من تغير"" ايجابي شامل لحياة الفرد وأكثر واقعية وفائدة للجميع ""هو أن عملية التحول سيصاحبها فقد بعض العادات والتقاليد الايجابية في الجانب الاجتماعي وعلاقات الافراد بعضها البعض , ولكن المشكلة أن المشرف على عملية التغير والمناط به توجيه المجتمع نحو ذلك ,هم شريحة من المجتمع كانت وما زالت قادة له في ما مضى وفي الوقت الحالي ,وبالتالي هم فاقدين لشرعية التقييم والتوجيه , ومتأثرون بارث سلبي بُني في زمن يختلف عن زماننا الحالي ,والذي يحتاج لمنطق وتقيم واضح للامور والاعتماد على امكانيات واقعية معتمدة على مبادىء الديمقراطيه ""الحره"" مثل صوت الاغلبية " الحقيقي "والنظرة الشاملة لمفهوم الوطن ومصلحته العليا على حساب امور فئوية واطماع شخصية أو مطالب عشائرية .
وبمناسبة الحديث عن التغير وذكرنا للامور الفئوية او المطالب العشائرية ,فهناك أفرقة تنادي بأن تكون العشيرة أو النسيج الاجتماعي المنبثق عنها متمتع بالحصانة من هذا التغير , لما لمجتمع العشائر من خصوصيات , وأن على شبابه التمسك بعاداتهم وتقاليدهم ,ولكنهم وبرأيي الشخصي من المؤكد لا يقصدون بالعادات والتقاليد الا ما تجعل للعشيرة هيبة التفاخر بها والانصياع لكلمة الكبير والتقيد باوامر وأسبار العشيرة التي نشأت عندما كان المجتمع يعيش ويتعايش من خلال تواجد العشائر واثرها فقط ,وليس كما هو الحال الان , فالحقيقة والواقع يقول أي نعم بأن العشيرة هي مصدر الهام ومنبع خير نستقي منه صفات الرجولة والطيب والكرم,ولكن أن تكون العشيرة مصدر حماية عند فعل الاخطاء وليس مصدر دعم عند فعل الخير فستكون عبثية نهايتها اندثار مبكر وسريع لدور العشيرة في المجتمع , وسنكون جميعا شركاء وسبب مباشر في انهاء دور العشائر المتمثل في تثبيت أواصر المجتمع وتحفيز أبنائه على المضي في كسب العلم والتعلم ,ورفع اسم العشيرة عاليا , ومن الامور الغريبة والمستغربة حاليا أن العشيرة من السهل لم شملها على عطوة أو صلحة بسبب مشكلة ما ,أو الفزعة لمشاجرة أو الفزعة لاخراج ""هامل "" من السجن بسبب خطأ اقترفه بحق مجتمعه ونفسه وعشيرته ,والوقوف معه مظلوم أو ظالم , بينما من الصعب لم الشمل لفعل أمر خيري الا بعد جهد جهيد وقد يدب الخلاف بين اهل العشيرة الواحدة على القيام بامر ايجابي أو دعم مادي ومعنوي لفرد من افراد العشيرة يخوض تجربة علمية وعملية أو يحاول الوصول الى مرتبة ما , ومحاولة لنفي أي فكر يطالب بالتغير , وحتى انتخاباتنا لا ينجح الا من يمتلك لغة القوة و""العزوة الاكثر "" والمال , وليس صاحب الفكر النير وصاحب المبادىء الخيرة ,ما أتحدث فيه وأنا ابن من أبناء هذه العشائر هو جلد لذات وأنا أول المتتضررين من العنصرية وانغلاق التفكير في الجانب الذي بتعلق بالعشيرة ولكن اذا لم تمنعنا شهاداتنا العلمية و ثقافتنا وفكرنا من أن نغير من اسلوب حياتنا والتفكير نحو عقد قران جديد بين الفكر العشائري والحياة المدنية ,وتحويل أثر العشيرة الى أثر نفسي ومعنوي قبل أن يكون أي شيء آخر فلن تكون لعقولنا وشهاداتنا أي داع.
واننا ومع تأكيدنا باننا منتمين حق الانتماء لعشائرنا ونعلم علم اليقين بأن ضعفها يؤدي لضعفنا , علينا اقتناص الفرصة والقيام بثورة بيضاء ضد الافكار الرجعية , والتي لا تسمن ولا تغني من جوع في حياة تحتاج الى الانفتاح وقبول الاخر ,فلعيش في بوتقة العشيرة و الاعتقاد بأن العشيرة فوق القانون وأنها ستحمينا وستكون بر الامان لنا دائما ,والسبيل لحل مشاكلنا في المجتمع سيتسبب قريبا في الضعف الشديد لتأثير العشيرة , لان المجتمع الاردني بكافة شرائحه يتوسع وأفراده يزدادون ثقافة ووعيا واداركا بأن الحياة تقاس بأمور اكبر و أشمل من اسم العشيرة وعدد أبنائها ,وأقول في النهاية وكوننا في حالة توتر مما يحدث من عنف جامعي وأحداث جامعة مؤتة الاخيرة بأننا عند النظر الى الامور المسببة فأننا نتيقن أنها أتفه من أتكون سبب في اغلاق نافذة سيارة خوفا من العنف وليس اغلاق جامعة كاملة كجامعة مؤته ,ولكنه الفكر الضيق والغيرة الحمقاء .
عمر عزم القرالة