حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29390

أحذية تحلق فوق حاجز الخوف ..

أحذية تحلق فوق حاجز الخوف ..

أحذية تحلق فوق حاجز الخوف  ..

06-04-2013 10:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أيمن موسى الشبول
وكأنني أرى الظلمة المستبدين في يوم القيامة واقفين بين يدي ربهم وهم يتوسلون إليه ويسوقون الاعذار ، عسى أن يخفف عنهم العذاب ، وكأنني بهم يقولون : ربنا لقد خدعتنا البطانات بنفاقها والشعوب بصمتها ، ربنا إنهم لم يقدموا لنا نصح صادق يرشدنا ، ولو نصحونا مرة” لأستفقنا ، ربنا اإنهم لم يذكرونا بما يصلحنا ، ولو ذكرونا مرة” لأهتدينا ، ربنا لا تؤاخذنا وقد وجدنا أنفسنا بين شياطين خرساء تصفق ولا تنطق ، وكلما نظرنا الى وجهوهم كانت تتبسم ولا تتكلم ، قد أضعنا بسببهم السبيل وضللنا الطريق ، لذا فاننا نتوسل اليك اليوم صاغرين مذعنين ، عسى يارب أن يطالنا عفوك وأن تشملنا رحمتك ، ربنا إننا قد لمسنا اليوم النار فوجدناها لهيب وأبصرنا اليوم وعيدك فوجدناه شديد ، فعسى أن تتجاوز وأنت الغني القوي العزيز ، وقد عرفنا اليوم يا ربنا حجم قدرك وسلطانك وقدرتك .... لقد خدعنا والله المنافقون بكثرة الاطراء والثناء والتهليل والتبجيل ، حتى استقر في نفوسنا بأننا المنزهون عن كل زلل ، نرى ما لا يراه الآخرون ونعلم ما يجهلون ...
هذا بعض مما سيقوله الظالمون والمستبدون في يوم الموقف العظيم ، وسيدافعون باستماتة„ عن أنفسهم طمعا” في تجاوز العذاب حيث النار المستعرة وحيث اللهيب ...
فحتى لا يوغل الظالمون اليوم في ظلمهم وحتى لا يتمادى المتجبرون في طغيانهم ـ كان أساس دين الاسلام هو النصيحة ، وحتى لا يبتعد السلطان في ظلاله ويمضي في غيه وطغيانه ـ كان أساس دين الاسلام هو النصيحة ، ولكي لا تسلب حقوق البسطاء ولا تسفك دماء الأبرياء ـ كان دين الاسلام هو النصيحة ، ولكي يتم وأد الفساد وصون العقيدة وحقوق العباد ـ جعل دين الله في النصيحة ... إن أقرب الطرق إلى الجنان هي في دفع الظلم والطغيان وتذكير السلطان ، وقد جعلت النصيحة الصادقة هي المقياس الحقيقي للايمان ؛ لانها كلمة الحق التي ستزلزل أركان الطغيان وتحطم غرور السلطان ، وهي الكلمة التي ستخالف جموع المصفقين والمهللين لتفضح نفاقهم ، ولتنزل بعدها كالصاعقة على كل من المستبد والظالم لعله يصحو فيبصر أو يعقل ويسمع ، أو يتوب إلى الله ويرجع ، إنها كلمة حق يقولها المسلم بكل ثبات وعزيمة وايمان : يا فلان ، إنك ظالم ... فإن قتل المسلم بعدها فقد مات وهو في ذروة ايمانه ، ونال أعلى المنازل مع النبيين والشهداء والصديقيين ، وإن عاد الظالم عن ظلمه واستفاق ؛ فللناصح بما قدم عظيم الأجر والثواب ، بعد أن نطق بالحق الذي غيبه خوف وجبن الناس ...
لقد كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يحثون الناس في كل خطبهم على مداومة تذكيرهم والصدق في نصحهم وارشادهم لما فيه صلاح الأمة وخير الاسلام والمسلمين ...
ولكن وقد وصلنا الى آخر الزمان فقد غطى العمى قلوب الكثيرين ممن يتظاهرون بالورع وصدق الايمان ، بينما هم يمارسون كل أنواع الدجل والكذب والنفاق ، فان قلت لهؤلاء : سارعوا الى ربكم وعودوا الى ايمانكم ودينكم ، أخذتهم العزة بالإثم ، ثم ساقوا لك الحجج الشيطانية” الواهية والتي ليس لها أساس في مقاييس الرجولة والعروبة والكرامة والايمان ، ومن أقاويل هؤلاء الجبناء : الكف ما بتناطح المخرز ، اليد اللي ما بتقدر عليها بوسها ، حط راسك بين الرؤوس وقول يا قطاع الرؤوس ، إمشي الحيط الحيط وقول يا ساتر ، بوس الكلب على ثمه لما توخذ غرضك منه ، والهزيمة ثلثين المراجل ... إلخ
بعد الحصار الاممي الجائر والظالم للعراق العربي الأبي والذي استمر لمدة ثلاثة عشر عاما” ، شعر بوش الابن بأن اللقمة العراقية قد أصبحت اليوم سائغة وجاهزة للبلع وللقضم ، فاتخذ قراره الانفرادي والاستبدادي لغزو العراق المحاصر والجائع والمنهك ومن ثم احتلاله والتحكم في كل ثرواته وإبتلاع كامل خيراته ، وأقدم بوش الابن على ذلك الغزو الهمجي دون انتظار إذن أو تشريع من أحد„ ، وأدار في ذلك الوقت ظهره لكل الشرائع السماوية والدنيوية وحتى للامم المتحدة ولمجلس الامن الدولي ، ثم قال جملته الفرعونية الشهيرة : أنا ذاهب الى هذه الحرب ومن ليس معي فهو ضدي !!!
وفي تلك الحرب التي جرت في العام ٢٠٠٣م لم يتورع ذلك المجرم عن استخدام كل انوع الاسلحة الفتاكة والثقيلة والمدمرة ، واستخدم كذلك القنابل الضخمة والفسفورية والعنقودية واليورانيوم المستنفذ ، ليحقق بواسطتها أهدافه الاجرامية الخبيثة وبأقل الخسائر ...
وانتصر الامريكان الغزاة في تلك الحرب بسهولة وسرعة لم يتوقعوها من قبل ، فجيش العراق هو جيش مجرب ومحنك وخاض من قبل المعارك الطويلة والحروب المريرة ، ولكنها كانت ومازالت دائما” هي عنوانا” لهزيمة العرب وهي الخيانة ؛ تلك السلاح الذي أسقط أعتى الجيوش وفكك أقوى الدول في كل زمان ومكان ؛ وبنفس سلاح الخيانة فقد تمكن الغزاة من تحييد ثلثي العراقيين من الأكراد والشيعة عن هذه الحرب ، بعد أن أوهموهم بأنهم الفاتحين الرحماء والمخلصين الأوفياء !!!
بعد احتلال الامريكان لعاصمة الخلافة ولقلعة العروبة بغداد ؛ قام وزير الدفاع الامريكي ديك تشيني بزيارة للعراق المحتل ثم راح يتبختر هناك متفاخرا” ومتباهيا” بنصره السريع والسهل ، وبعد فترة تبعه رئيسه ـ بوش الابن ـ بزيارة أخرى والتي مشي خلالها بزهو„ وغرور„ كأحد رجال الكاوبوي الامريكي متباهيا” ومختالا” هناك ، وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده في بغداد حاول بوش الابن تخويف قادة العرب ومن بعدهم قادة العالم بالقول : نحن الامريكان أسياد هذا العالم دون منازع ، ومن فكر في معاداتنا يوما” أسقطنا ملكه ودمرنا بلده وشتتنا شعبه ...
كان كثير من الجبناء وبعض من الرؤساء يكتمون الأنفاس وهم يستمعون بصمت لما سيقوله ذلك الرئيس المستبد والمستكبر .... ولكن وفي أوج ذلك الصمت الفاضح والخوف الجامح كان للصحفي العربي العراقي البطل منتظر الزيدي قوله وفعله عندما قطع ذلك الصمت وكسر ذلك الخوف بصرخته المدوية في وجه ذلك الرئيس الامريكي المتغطرس والمجرم وأتبع صرخته بنعلين عابرين قذفهما اليه وفشل المالكي المجاور في اعتراضهما ... صحيح بأن تلك النعال لم تصب وجه الرئيس بعد خفضه السريع لرأسه ، ولكنها تمكنت من تحطيم كبرياءه ولجم غروره وتحجيمه وبيان ما هو وزنه وقدره ... لقد نطقت تلك الأحذبة بما اختلج في قلوب الملايين من المظلومين والمستضعفين والمسحوقين في هذا العالم الواسع ، ورفعت تلك النعال الصحفي من قدر منتظر الزيدي البطل وحطت من قدر بوش الابن وجعلته من الصاغرين ...
يا ليت تلك النعال الطائرة ظللت تحلق في الفضاء الواسع ولم تسقط أبدا” ، لتظل الناطقة بالحق إن صمت الناس ونافقوا ، والرادعة للباطل إن خنس الناس واستسلموا ، ولتلاحق الظالمين المستبدين لتصفع وجوههم أينما كانوا وذهبوا ...








طباعة
  • المشاهدات: 29390
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم