06-04-2013 10:17 AM
بقلم : محمود العايد
في العام المنصرم وقعت مشاجرة في جامعة مؤتة ، حيث كنت شاهد عيان على معركة مؤتة بالصبغة الجاهلية الأولى ، حيث استخدمت قنابل الملتوف ، وأحرقت أشجار ، وكسر زجاج المباني ، حتى بلاط المكتبة خلع من مكانه ، وبدأت المعركة بين كر وفر ، أصيب من أصيب ، وتأثر من تأثر ، وأختنق من أختنق ، وهرع من هرع ، وعلقت الجامعة دوامها إلى إشعار آخر ، ثم باشرت أعمالها ، ولم تتخذ موقفا جريئا بفصل أو نقل أو معاقبة المتسببين .
في ذلك الوقت خرج علينا علماء النفس والخبراء والمنظرين وشخصوا لنا أسباب حدوث المشاجرات ، ولم يضعوا لنا الحلول ، وقبل أيام عادت من جديد معركة مؤتة بصبغتها الجاهلة العشائرية الضيقة ، ولكن هذه المرة عادت على نطاق أوسع ، حيث قتل فيها شاب في مقتبل العمر نسأل الله له الرحمة ، ولأهله الصبر والسلوان ، ولوالديه خاصة خالص العزاء ، ترى من السبب ؟ ومن المحرض ؟ ومن الذي أعد لهذه المعركة ؟ ولماذا لا نتعلم الدروس من الأخطاء السابقة ؟ وكيف ستباشر الجامعة دوامها يوم الأحد في ظل ظروف غامضة ؟ وكيف تمر هذه الكارثة الإنسانية دون محاسبة المنسبين ؟ وإذا بقي الحال على المحال ... فان في العام القادم ستكون غزوة مؤتة بشكلها الجاهلي أكثر ضررا وأكبر صدمه ، وذلك لعدم تفعيل القوانين بحق المتسببين ، ليس في مؤتة فحسب بل في كل مفاصل الدولة ، ثلاث أسباب رئيسية لأي مشاجرة أو قضية فساد ... هي ... 1- الهاتف 2- التعصب 3- المسؤول ... إذا قضينا على هذه الأسباب الثلاث ، ستصلح البلاد ومعها العباد ... العلة فينا وليس في غيرنا ...