06-04-2013 10:22 AM
بقلم : هشام عبد الفتاح الخريسات
دعا أحد النواب الإسلاميين السابقين قبل أيام الى مقاطعة إذاعة (حياة اف ام) بسبب استخدامها للموسيقى وخاطبها قائلا: (يا حياة اف ام عودي كما بدأت) .. لأن الموسيقى كما يذكر (محرمة بإجماع المذاهب الأربعة) .. وختم بأنه (سيقوم بحملة لجمع آلاف التواقيع لهذه المقاطعة) ..
وأقول: إن الأمر لا يعدو أن يكون إما ملاحظة فنية وذوقية بزيادة نسبة الأناشيد أو عدم مناسبتها للمقام والمقال وهذا أمر اجتهادي وفني وإخراجي لا يستحق معارك (جمل) و(صفين)، وإما أن يكون شرعيا وفقهيا والتزاما بالحلال وبعدا عن الحرام واتقاء للشبهات، وفي هذه الحالة وبناء على ما تفضل به الأستاذ الكريم من استدلال شرعي فيجب علينا شرعا مقاطعة العديد من القنوات الفضائية الأردنية والعربية إسلامية التوجه والتي نحترمها وجلها ونشهد بما قدمت على الصعد الشبابية والتربوية والثقافية والسياسية، أمثال قناة اليرموك الفضائية الأردنية التي تتحدث بلسان حال الحركة الإسلامية في الأردن، وقناة اقرأ الإسلامية الشهيرة، وقناة الرسالة التي يشرف عليها الداعية المعروف د.طارق سويدان، وقناة مصر25 الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأناشيد معظم المنشدين الإسلاميين وفرق النشيد البارزة على الساحة الأردنية والساحات العربية والإسلامية والعالمية، فكلهم يستخدمون الموسيقى أيضا!
نقطة أخرى هامة جدا -وهي مربط الفرس- منذ متى كانت (حياة اف ام) بلا موسيقى ثم فجأة "تغيرت وانحرفت عن البوصلة" وأصبحت بموسيقى تستحق المقاطعة؟! فهي منذ اللحظة الأولى لبثها التجريبي وهي تبث الموسيقى .. فلماذا الآن بالذات؟!
ومثال شيخنا مثال الذي أقذع في التقريع على من يتعامل مع البنوك الإسلامية بدرس فقهي بعد صلاة الفجر في المسجد مسهبا في سرد الشبهات الفقهية التي تحوم حول تعاملاتها ومستنتجا أنها أشد حرمة من الربوية، فخرج المصلون بعد الاعتكاف إلى شروق الشمس وأداء صلاة الضحى وذهبوا فورا لفتح حسابات في البنوك الربوية العريقة الأعلى فائدة والأكثر انتشارا والأيسر من حيث التسهيلات والإمكانات، فهل يدعو شيخنا الفاضل جمهوره للتوجه إلى الإذاعات الأخرى المليئة بالصخب الراقص والمطربات الغانيات والدعوات إلى مواجهة الحركات الإصلاحية بالعنف الذي يصل حد "تفريغ عشر رصاصات في رأس كل متظاهر"؟!
هل يملك شيخنا -حاليا- البديل الأمثل والأكمل والأفضل والأرقى لينافسنا وننافسه؟!
وعودة للسؤال مرة أخرى لماذا الآن بالذات؟!
hishamkhraisat@gmail.com