06-04-2013 10:40 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
علينا أن نعترف جميعا أن دائرة (العنف الجامعي) بدأت تتسع في جامعاتنا الحكومية والخاصة شيئا فشيئا , حتى بات الأمر يدعو إلى القلق , ولقد شاهدنا العديد من الحوارات والمناقشات الإعلامية حول أسباب (العنف الجامعي) , وللأسف الشديد لم يضع المتحاورين حتى تاريخه أصابعهم على الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة الخطيرة , فمنهم من قال قبل عدة سنوات كما اذكر وكلي استغراب , أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك هو أزمة الخليج , والقضية الفلسطينية , ومنهم من قال بعد ذلك وكلي دهشة أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك هو الجنس الناعم , وانخفاض معدلات القبول لهؤلاء الطلبة , أما هذه الأيام فيطلع علينا البعض وكلي حيرة قائلين : أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك هو التمترس وراء العشيرة ... لقد اخطأ هؤلاء جميعهم عندما طرحوا مثل هذه الأسباب .
أن التأخر في عدم تحديد الأسباب الحقيقية وراء (العنف الجامعي) , أدى دون ادني شك إلى اتساع هذه الدائرة في مؤسساتنا التعليمية العليا , هذه المؤسسات التعليمية وأقصد هنا الجامعات الحكومية والخاصة والتي توزعت على كافة محافظات المملكة لتراعي أماكن سكن هؤلاء الطلبة , وتوفر عليهم الأعباء المالية , هذه المؤسسات التعليمية قد كلّفت الخزينة الأردنية ملايين الدنانير لبنائها , هذه المؤسسات التعليمية كلّفت الخزينة الأردنية ملايين الدنانير لإرسال البعثات التعليمية , ليعودوا أساتذة مؤهلين يحملون الدرجات العليا , في هذه المؤسسات التعليمية كلنا في هذا البلد الطيب نرفض أن تكسر فيها نافذة , أو تذبل فيا وردة , أو أن يراق فيها قطرة دم من أي طالب من طلبتنا الأحبة , لا احد فينا يقبل أن تكوّر شمس جامعاتنا , وأن تنكدر نجومها , في هذه المؤسسات التعليمية , لا احد فينا يقبل أن تروّع زهراتنا الصالحات القانتات . أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك ليس أزمة الخليج , والقضية الفلسطينية , وليس الجنس الناعم , وانخفاض معدلات القبول لهؤلاء الطلبة , وليس التمترس وراء العشيرة , أقولها بكل صراحة أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك هو فقط ضعف (إدارة الجامعات) والمتمثل في : ضعف إدارة شؤون الطلبة من حيث التخطيط لبرامج تهدف إلى تنمية تفكير الطلبة , من خلال لقاءات ونقاشات حوارية ومناظرات دورية , تتناول مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية , تشرف عليها لجنة مشتركة من الجامعة وزارة التعليم العالي والمجتمع المحلي للجامعة , كذلك من خلال لقاءات ونقاشات حوارية ومناظرات دورية , بين الجامعات , تشرف عليها لجنة مشتركة من الجامعات وزارة التعليم العالي والمجتمع المحلي للجامعات , من اجل تفريغ وتوجيه الطاقات الفكرية لدى الطلبة , إلى مواضيع وقضايا مفيدة , تكسبهم مهارات عالية في تقبل الآخر , واحترام رأيه , ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع الذي يعيشوا فيه , إذن القضية هي قضية اختيار رؤوساء جامعات لديهم القدرة على إدارة الجامعات بطريقة تختلف تماما عن طرق إدارة الجامعات التقليدية الحالية , رؤوسا جامعات لديهم القدرة على تطوير أنماط المحاضرات والامتحانات والأنشطة التقليدية الحالية , بأنماط جديدة تمتص الطاقات الفكرية لدى الطلبة وتوظفها .