07-04-2013 09:59 AM
بقلم : فواز الحسنات
هذه الحقيقه المرة التي يجب ان نعترف بها ولن ابالغ اذا قلت ان جميع من يعمل في قطاع السياحه من عمالقتهم وحتى اصغر حارس آثار في اي موقع اثري او سياحي يوافقونني على هذا العنوان الصارخ فلعبة السياحة التي بدأت في بداية القرن التاسع عشر ولغاية الان لم نستطع تنظيمها لا بل كل يوم يمر نزداد تعثرا وزحاما وارتباكا افشل سياحتنا واصبح غيرنا من الدول المجاورة يسوقنا ويتحكم بسياحتنا ويمسك بنا من العنق.
ان التخطيط للسياحه وادارتها وتسويق مواقعنا والرقابه على الاسعار ودراستها ومقارنتها مع الخدمات المقدمه للسائح وتحديد حركة السائح واي القنوات المسموح له بالتحرك فيها ضمن اطر تضمن الراحة والاستمتاع للسائح وبطريقه تسويقية مدروسه تضمن القيمه للمنتج السياحي الاردني والعوائد الماليه للوطن والمواطن هو من مسئو لية الحكومه فكيف ذلك؟ وأليكم بعض الاسباب التي اوصلتنا الى الفشل.
اولا - ان من يملك الدينار للاستثمارفي السياحه هو القطاع الخاص ومن يملك القرار هي الحكومة فمن يعرقل من اذا ما عرفنا ان الكثير ممن حمل مسئولية ادارة السياحه في الاردن كان تعيينهم رضائيا او مكافئة لهم على خدمتهم السابقه وليس لديهم اي خبرة في السياحه او المواقع الاثريه او ادارتها او مواقعها ففي فترات سابقه كان من يراد اخراجه من موقعه بسبب انهاء خدمته يكافأ بوزارة السياحه او اي موقع سياحي آخر وكأنها محطات رضائيه وعلى الهامش مع ان السياحه التي تدر على خزينة الدوله 17% يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار الكفائه والخبرة لمن يتولى امرها.
ثانيا - هنالك مجموعه من الاشخاص في الاردن من اصحاب الملائه الماليه او وزراء سياحه سابقين او اصحاب شركات سياحية كبرى او رؤساء جمعيات سياحية كبرى استحكمو في القرار السياحي والعمليه السياحيه في الاردن منذ زمن طويل من خلال مسميات تم ابتداعها وتفصيلها على قياسهم كهيئه او لجنه والمصيبه الكبرى يتم تخصيص الملايين من خزينة الدولة بأمرتهم بحجة تنشيط السياحه او مشاريع مهرجانات كبرى او غيرها وبدون حسيب او رقيب على صرف تلك الاموال وغالبا ما يكون من هو على كرسي وزارة السياحة مسيطرا عليه من قبلهم ولا يستطيع الخروج من دائرتهم ولا يملك الا ان يكون مطيعا لهم او يتم الترويج من قبلهم على انه ضعيف وفاشل مما يجبره على الخضوع لهم.
ثالثا - لمن لا يعلم ان هنالك جمعية اسمها( جمعية المحافظه على آثار البتراء )والتي نصبت نفسها صاحبة القرار الاول في الجسم السياحي والاثري في الاردن وصاحبة الموافقه او الرفض في اي قراراو نشاط سياحي او استثماري بحيث قرارها يعلو على قرارالوزير او اي لجنة ايا كانت ولا احد يعلم من اين استمدت هذه القوه النافذه حيث ان بعض اعضائها من المتنفذين, وحقيقة الامرأن من يقوم على هذه الجمعيه هم بعيدين كل البعد عن المحافظه على البتراء لا بل استخدموا البتراء واهل البتراء قضية وقصة لجلب المشاريع الوهميه وجباية الاموال من جهات عديده في العالم ولا يعرف اين صرفت هذه الاموال وكل المشاريع تم تنفيذها من قبل كوادر المحمية وموظفيها بحكم انهم موظفي دوله ورواتبهم حكوميه ومئات الآلاف والملايين تذهب للجمعية ولا يعرف مصيرها ولمن لا يعلم ايضا قد تم الكتابه سابقا عن هذا الامروهذه الجمعية في الصحافة المحليه والالكترونيه وتم الاجتماع تحت قبة البرلمان مع هذه الجمعيه ولجنة السياحة في مجلس النواب الخامس عشروتمت الكتابه لرؤساء وزراء سابقين الا ان هذه الجمعية تزداد تحكما وتأثيرا حتى اصبحت الوزارة ودائرة الاثار وسلطة مفوضية البتراء ومحميتها مشلولين امام ارادة هذه الجمعيه واصبح المجتمع في البتراء يتململ للتصدي بنفسه لهذه الجمعية المشكوك في امرها سيما انهم يملكون كشوفات بالمشاريع والجهات الدافعه والمبالغ من كل جهة ومواقع المشاريع وما تم تنفيذه على الواقع مقارنة مع الارقام والاغرب من ذلك ان وصلت الامور الى استدعاء من كتب عنهم من الصحفيين ومخاطبته بلغة التهديد المبطن لردعه عن الكتابه .
ورابعا - الكل يعلم ان البتراء درة السياحه الاردنية وثاني عجائب الدنيا السبعه الجديده فمنذ اتفاقية وادي عربه وبدء تدفق السياحه العالميه اوعزت الحكومه لابناء المجتمع المحلي وابناء الاردن بشكل عام للاستثمار في السياحه في البتراء لا بل ذهبت الى ابعد من ذلك وهو دراسة جدوى اقتصادية شاملة للمنطقة بشكل عام وكذلك فتح نافذة اقراضية لذلك وهو بنك الانماء الصناعي سابقا كي تتوافق الخدمات مع حجم السياحه القادمه اليها وبيعت الاراضي وتمت الاستدانه من البنوك وبنيت الاستثمارات وتم التغلب على ثقافة العيب من قبل ابناء البتراءوابدعو في ابتكار برامج سياحيه مما تيسرووافق عليه من ليس لديهم ادنى خبرة في السياحة . وبعد كل ذلك اليكم واقع الحال في البتراء درة السياحة الاردنية.
ا- 45% من سياحة البتراء اواكثر من ذلك اصبحت سياحة اليوم الواحد حيث تزار البتراء في سويعات مما افقد البتراء هيبتها بين المواقع الاثريه في الدول المجاورة وجعل السياح الاوروبيين يتوهمونها اسرائيلية والتي يبقى فيها نفس السياح لثلاثة ايام واكثر مما حرم اصحاب الاستثمارات السياحية الاستفاده من هذه السياحه والمستفيد الاوحد هو خزينة الدوله التي هي بالأصل شريكا للمستثمر بما يعادل 35 % من عوائد الضرائب والتراخيص وغيرها فهل هذه شراكه منصفه ام كما قال بنواسرائيل لنبيهم. قال تعالى ( اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) صدق الله العظيم.
ب- لقد تم استثناء المستثمر الذي يجلب سياحة البواخر التي تزور البتراء في سويعات من دفع رسوم زيارة اليوم الواجد للسائح والتي هي 90 دينارا وتخفيضها له الى 50 دينارا مما اضاع على الدوله الفرق وهو 40 دينارا عن كل تذكرة والذي يقدر بالملايين سنويا .
ج- تم التعاقد فيما بين المستثمر وبعض اعوانه على احتكار هذه السياحه بحيث لا تشتري الا من بازاراته التي بني لها في مواقع محدده على الطريق لاجل هذه السياحه .
د- تم حصر موضوع الطعام لهذه السياحه في مطعم واحد او مطعمين حيث كان واضحا ان الايدولوجية كانت السبب الابرز في حرمان باقي المطاعم المؤهله من الاستفاده من هذه السياحه وأأسف جدا ان اذكر ذلك ولكنها الحقيقه المره وما يتحدث به اصحاب باقي الاستثمارات وحاليا يتم بناء مطعم خاص على الطريق المؤدية للبتراء لتلك الغايه حتى تكون نسبة الاحتكار قد اكتملت.
ه - لقد تم اعفاء جميع السياح من دفع ضريبة المغادرة وبقرار حكومي والهدف منه تشجيع السياحه وتنشيطها والذي لم يمتثل له البعض من وكلاء السياحه ويستوفى من السياح وهذه ايضا خسرتها الدوله ولا رقيب عليها وهي بالملايين ورفعت سعر التكلفة للسياحة في الاردن.
اما فيما يخص مفوضية البتراء فلقد وصل ابناء المجتمع المحلي والمستثمرين الى قناعة بأن الدوله تدفعهم بأتجاه التحرك والاحتجاج والاعتصام والفوضى, والا ماذا يعني ان ترفع اكثر من عريضه لرؤساء الوزراء الحالي والسابقين وابلاغ الاجهزه الامنيه والكتابه في الصحف المحلية والالكترونيه عن ضعف مفوضي السلطه وعدم انسجامهم مع بعضهم البعض وان بعضهم لم ينتج شيئا يستحق عليه راتب شهر واحد طوال فترة عمله التي كلفت الدولة مئات الآلاف وما يتبعها من مصاريف وتذاكر سفر وغيرها ولا آذان صاغية, ولا يعقل ان يستخدم اسلوب المراوغه والتخدير في كل مرة من قبل رئيس السلطه مع المواطنيين وكيل الوعود لهم وتوثق الاجتماعات بمحاضر اجتماعات وتعطى صفة القرار من قبله ولا يتم تنفيذ اي من بنود الاتفاقيات التي هي موزعة وبأيدي المواطنين وبتواقيع الحضور والمفوضين مما تسبب في الكثير من الاستهزاء في هذه الاوراق المتناثره والمتداولة بينهم .
ولا يعقل ان يكون مستوى الترهل الاداري ظاهرا ليصل الى حد الغياب المتكرر يومي الاحد والاربعاء من كل اسبوع بحجة الاجتماعات في عمان ولا ندري مع من هذه الاجتماعات ولايعقل عند حصول اي مشكله في البتراء تشد رحالهم فورا الى عمان ويترك الامر الى عطوفة المتصرف والذي كان الله في عونه نتيجة الخوض في المعاضل التي هي بالاصل من اختصاص المفوضينِِِ وهم من تسبب بها واكبر مثال على ذلك الاحتفالية الكبرى بمرور مئتي عام على اكتشاف البتراء والتي فشلت فشلا ذريعا وألغيت بعدما تم الترويج لها داخل وخارج الوطن وما تكبدته الدوله من خسائر ولم نسمع ان تم تحقيقا لبيان المتسبب الحقيقي بالفشل وأين كان تواجده حينها.
ولا يعقل ان تكون البتراء هذه الدرة الثمينه وملفاتها الهامه في مهب الريح فأين الوعود بحل المشاكل الشائكة داخل الموقع الاثري من استعمال جائر وغير قانوني لبعض المواقع كالمخيمات والمغر والايواء والاطعام فيها بطرق مخالفه وكذلك موضوع الشقق والفنادق المخالفه و بموافقات من السلطه واين الرقابه على الارشيف المتهالك والكثير من ملفاته مفقودا ولا زال تائها بين السلطة ومديرية سياحة معان ودائرة الآثار ووزارة السياحه.
وأين اللجان التي تم تشكيلها لكل حدث اي كان صغيرا او كبيرا احتجاجا او اعتصاما او اي مطالبة واصبحت بالعشرات وكل لجنه تتفرع الى لجان زيادة في التعقيد والتمويه واين نتائجها وأين قصر المؤتمرات الذي تحدث عنه رئيس السلطه مرارا على القنوات الفضائيه المتعاونه معه والتي تكيل المدح له مرارا وتكرارا وهم لا يعلمون من الحقيقة شيئا .
واين اصبح مشروع الاوديه ودراساته والاجتماعات التي تمت من اجله وأين مركز الزوار الذي توقف افتتاحه وما يشوبه من سوء المصنعيه بسبب عدم الرقابه على العمل وما تكشف بسبب الامطار الاخيرة , وأين المتحف الذي سيقام على ارض انتزعت من اصحابها لتلحق تلك الارض بأرض قرية ام صيحون وارض فندق الكراون بلازا والذي اخذه الضمان الاجتماعي ولم يعوض اهل الارض شيئا .
واين مشروع تطوير وسط المدينه واين تكملة معالجة الاختناقات المرورية التي اصبحت خانقة بالفعل واين ذهبت ملايين الدنانير من تكلفة البنيه التحتية التي دمرت بسبب الامطار الاخيرة وهل هنالك لجان تحقيق ومحاسبة وكفالات على المقاولين , واين تنظيم الاراضي وصفة الاستعمال لها الذي نسمع به منذ سنوات واين المخطط الشمولي الذي روج لفوزه بجائزه في امريكا ولم يرى النور وعلى حساب من تكلفته واين المشاريع التي ستقام في ارض الدارة التي اخذت من اهلها ظلما وبأبخس الاثمان مقارنة مع ما يقابلها على الطرف الاخر من الشارع بعد ان منعت السلطه استعمالها من قبل اصحابها لعشرات السنيين سوى للزراعه حتى انهارت معنوياتهم واجبرو على بيعها للسلطه لتسمح لنفسها بالاعلان عن مستثمر سيستثمرها بموجب اتفاقية مع السلطه تم ابلاغنا لاحقا انها بيد القضاء حاليا ولا ادري كيف تسمح الدوله لنفسها ما منعته عن اهل الارض انها لغصة كبيرة, لتلحق بقرية الجي المعطله منذ عشر سنوات وعجزت المفوضيه عن استثمارها او جلب مستثمرلها ولا شرائها ولا حلول ولا اجابه لأصحاب الملكيات الخاصه انها غصة كبرى ايضا.
واخيرا اين نتائج اللجنه المشكله من قبل رئيس الوزراء السابق حول الدراسة لتصحيح واقع الحال داخل محمية البتراء الاثرية خصوصا ان رئيس المفوضية تغنى بها وبمخرجاتها كثيرا على الفضائيات والاذاعات المحليه . وبعد هذا كله الا يحق لنا ان نقول اننا فشلنا في التخطيط والتنفيذ والرقابه على اهم موارد الدوله وهي السياحه!!!
ووعدا مني ان كل من الملفات سابقة الذكر سيكون لها مقالا تفصيليا لقصتها وبالوثائق لتوضيح مكامن التقصير وفشل الاشخاص والمسئولين الذين يجب ان يكونوا بحجم البتراء وحجم مكانتها وحساسيتها والسياحة في الاردن بشكل عام والله الموفق.