07-04-2013 12:49 PM
بقلم : ديما الرجبي
سرايا - اللاعنف يقوًض جدران الكراهية ويمدُ جسور السلام والمحبة .... هكذا ترجم ثورته غاندي عندما قرر أن يقوم " بمسيرة الملح " لم يؤيد غاندي العنف المباشر وكان من مؤيدي العنف السلمي وهو بترجمته الخاصة أن ينهض الفرد بنفسه ويُطالب بحقه ويرفض تهميشه ويُعترف بحقوقه .
لم يكن غاندي يومآ من الأيام إلا عبقرية سياسية إنسانية على أعلى الدرجات , العنف من وجهت نظر غاندي هو مبدأ يعبر عن حقيقة البشر . عندما يعتقد بشري أنه يمتلك الحقيقة فمن المؤكد أنه سيدافع عنها من " الأشرار" وقد يلجأ للعنف للدفاع عن هذه الحقيقة .
وهنا يقع الخطر وهنا تبدأ الصراعات النفسية الداخلية لدى البشر لإثبات من أقوى ومن له الحق ....
المعضلة التي يقع بها حراكنا هي أنهم لا يوحدون نصوصهم ولا أهدافهم ؟!
عندما يغيب السبب الرئيس لللإصلاح . هنا يكن الإصلاح متناقض ومُبعثر ولا يصل كما يجب . بمعنى إن أرادت الحراكات أن تُسمع بشكل صحيح ونظيف وبعيد عن النفاق , يجب أن تقوم تلك الحراكات بخطوات جدية أولها , أن لا يكن عنف ولا بأي شكل من الأشكال , ولا تجاوزات , كان غاندي يحترم خصمه لأنه يعلم بأن السباب والشتائم تُضعف موقفه ولا يُرد الأمر عليه إلا بخسارة موقفه .
ثانيآ . إحترام جميع الأطراف ما بين معارض ومُتفق وإعطاء المساحة المسموحة لكلا الطرفين حتى لا نقع بما يُسمى " الإنقسام العشائري " في نهاية الأمر كلكم أبناء هذا الوطن وأخوة بدمٍ واحد لن يتجزأ ولن تستطيعون تغيير هذا الأمر .
ثالثآ وهو الأهم . القوة الخارجية " الدرك . الأمن العام . مراكز الأمن " ليست من ستُلبي طلباتكم , بمعنى انهم ليسوا العدو بل هم العين الساهرة والصدر الرحب , مهمتهم الإشراف على أحداثكم للإحالة دون وقوع مشاجرات أو حوادث كما سمعنا مؤخرآ , يجب أن لا نتجاوز حدودنا معهم . فهم " إنسان " يشعُر ويغضب وله ردة فعل !!
لا يستحق الأمر أن نضرب وندهس ونشتم هذه القوة حتى لا نوسع تلك الفجوات التي أبت إلا أن تتوسع .......
تلك المسيرات والحراكات تفتقد لأهم العناصر منها الشجاعة الكبيرة والقدرة على الحوار الثقافي الحضاري وإحترام الخصم ..... وإلا لن تٌسمع تلك النداءات ولو وصلت تردداتها عنان السماء .
أنا كمواطن شهدت على إنهيارات الدول وتفسخها وتمزقها أصبح الخوف سيدي ومولاي , عندما أسمع بهتافات تجاوزت كل السقوف . وإعتداءات من المواطن لأخيه وتخريب وتدمير لمقدرات الوطن , ما الذي سيحفزني للخروج إلى تلك الساحات ؟؟
لا شيء نحن كبشر نميل للسلمية حتى وإن أردنا القتال ,دائمآ عندما نشاء إستمالة طفل للتفاعل في درس . لا نقوم بإفزاعه بل نقوم بما يسمى " ترغيب " كي يستشعر الأمان , حينها فقط سيندفع من تلقاء نفسه كي يشارك في هذه الدروس .
هناك رهانات كبيرة وثقيلة وليست بهينة , على هذا البلد الصديق , وإن شئنا جعلناهم " الخاسر الأكبر " وإن لم نشاء فهنا " الخسارة الكبرى "
إبن بلدك ليس عدوك وإن إختلفتم في وجهات النظر والحزبيات والإنتماءات . لن يستطيع أن يفعل لك شيء ولا أن يُحقق مطالبك .
فقط التنظيم والإنسانية والحوار الثقافي واللاعنف سيكونون جسرآ تصعدون إليه للوصول إلى ما نريد وتريدون " الإصلاح " ..........
قلت وطني نغمات نهاوند ... لأنني أرى تفريقآ بين محبين ووداع وطن وشكوى الآم مبرحة وصوتٌ من أعماق نفسٍ حزينة .......... كفانا نهاوند يا وطني ولترجع ليالي الصبا .........
والله المستعان