بقلم : هاشم الخالدي
ما سأكتبه يصل حد الفضيحة ويوجب المحاسبة
هي رواية حدثت معي شخصياً ولا يمكن التشكيك بصحتها لأنني أجزم بأن جميع الإتصالات الواردة والصادرة من الديوان الملكي الهاشمي وعليه ... مسجلة ومأرشفة .
فما الذي حدث ؟

ذات سنة خلت ، وأجزم أنها ليست ببعيدة جداً ، نشرت سرايا قضية تتعلق بإثنين من أبناء عشيرة بني حسن قاما بالإعتصام أمام الديوان الملكي بعد أن عجزا من إستجابة الديوان لهما على إثر وعد جلالة الملك بحل قضيتهما .

المواطنان كانا قد إلتقيا جلالة الملك بمناسبة زيارة قام بها للعشيرة قبل سنوات
" ودخلا عليه " وهو مصطلح عشائري يعني أنهما طلبا معونته وفزعته معهما... وهل يوجد اقوى من فزعة ملك ؟

سيد البلاد وبعد أن إستمع لمطلبيهما قال لهما ما حرفه :إبشروا.... وهي كلمة عزيزة جداً عند الأردنين وتعني الوعد القاطع ، ثم أوعز لرئيس الديوان الملكي انذاك بالتنفيذ .

لم يبيت هذين الشابين ليلتهما ، واستمرت أمالهما تتجد يوماً بعد يوم يحدوهما أمل بتنفيذ كلمة : إبشروا .

مضت الأسابيع .. تلتها الأشهر وهما يراجعان الديوان الملكي .. دون فائدة .

لم يجدا طريقة سوى الإعتصام امام بوابة الديوان الملكي ورفعا لافتات إحتجاج على معاملة " التطنيش " التي إنتهجها الديوان معهما .

بعد ذلك نشرت سرايا القصة... وفوجئت بعد أقل من ساعة أن رئيس الديوان الملكي يهاتفني :
: مرحبا أخوي هاشم
: أهلاً معالي الرئيس
: إنتو كاتبين عن هذول المعتصمين باب الديوان
: نعم .. قرأت قبل قليل القصة وهي مؤلمة لأنني أعتقد بأن الديوان الملكي عليه تنفيذ أوامر جلالة الملك .. ألا تعتقد ذلك ؟ .
: إنتا بتعرف هاشم إنه سيدنا بيزور أماكن كثيرة وبلتقي بالناس ومش معقول كل ما قال الملك لحدا : إبشر إنه أنا كديوان أدفع له ؟؟

: إستوقفني هذه الكلمة ... صعقتني .. ولم أعرف حتى الآن كيف إنتهت المكالمة ، لكنني أدركت حينها كيف يبتلي الله بعض الملوك بحاشية لا تطلعه على الأمور ... ولا تنفذ أوامره ؟.

بعد عام إلتقيت مدير مكتب الملك عماد فاخوري بحضور المستشارالإعلامي خالد دلال .

أمسك فاخوري بقلمه وكان يسجل بكل إهتمام وقلت له حرفياً:

إن عدم تنفيذ الديوان الملكي لأوامر جلالة الملك عندما يعد الناس بكلمة "إبشروا" تقلل من هيبة الملك امام الناس والعشائر وهذا أمر لا يجوز مطلقاً ، ويجب أن يعي كبار موظفي الديوان الملكي ان رغبات الأمير .. أوامر ، فكيف إذا كانت رغبات الملك شخصياً ؟

اللهم إنك تعلم أنني لا أبغي منفعة شخصية مما كتبت وما أكتب ، وتعلم أن جهاد الكلمة تعادل جهاد السيف .

اللهم أرزق جلالة الملك البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه .. إنك سميع مجيب .

الكاتب مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com