08-04-2013 10:35 AM
بقلم : فيصل البقور
يقول المثل الشعبي : ( البرد سبب كل علة ) ، واكاد اجزم ان الاختلاط في الدراسة الجامعية هو البرد الذي سبب ويسبب كل علة او بلوة في الجامعات الاردنية ، مع ان لفظ ( الجامعة ) له مدلول قد غاب عن كثيرين وهو ان الطالب يلم ويجمع العلم طول فترة تواجده كطالب ، لكن مع الاسف تنازلت الجامعات عن هذا الهدف ( طواعية ) واصبحت فقط تلم وتجمع الطلاب من كل مكان فقط للتعارف ، تاركة نوعا ما مفهوم العلم جانبا .
ومع المزيد من المكارم والاعطيات والمنح الدراسية وغيرها من الواسطات التعليمية الرسمية ( المقبولة ) ، اصبح يؤم الجامعات طلاب كثر لأمور غير العلم وهم ( من كل حدب ينسلون ) ، وان العام الدراسي كما يطلق عليه جزافاَ يبدأ بعد تقسيم ( خريجي كعكة الثانوية العامة ) غير المحلاة على الجامعات الحكومية والخاصة .
عندها يلتقي الطلاب القادمون من المناطق البعيدة والقريبة ، المحافظة وغير المحافظة ، البدوي والمتبدون والمدني والمتمدن ، مع كل خلفياتهم المتناقظة والمتضادة ، يجتمع هؤلاء فيما يطلق عليه الاختلاط المسموح ، بعدها كل واحد من الشبيبه ( يحط عينه على احداهن ) وهكذا .... يبدأ الهمز والغمز واللمز تاركين الكتب والمناهج المطلوبة اما عند امن الجامعة او في احدى الكفتيريات المنتشرة بحمد الله في كل كلية .
طبعا اللي ما كان مسموح له يشوف بنت عمه ، بالقرية صار يشوف اكثر من الوجه ولأشكال واصناف ( بناتية على كيف كيفك )
الكتف بالكتف والكعب بالكعب لكن لن يستوي الصف ابداَ . وكل واحد سواء المدني او غيره شايف حاله على اساس انه حامي الحمى ، متناسي ان بنات الناس اتين للدراسة ولسن في ( غزوة ) ايام الجاهلية وسوف يتعرضن للسبي .
اتحدث هنا ليس من باب ديني وانما من نافذة اجتماعية ، اوقفوا الاختلاط ودعوا من جاء للعلم يكمل دراسته ، ومن جاء لقضاء فترة تعارف يبحث عن وسيلة اخرى بعيداً عن جامعات الوطن التي كانت منارات للدنيا ، وبسبب تصرفات طلبه صارت جامعاتنا مهدده بالأغلاق ، قد يقول قائل ان هنالك طلاب ليس لديهم مشكلة من الاختلاط ويتعاملون برقي ووعي ، صحيح ، وان كان مثل هؤلاء قلة ، الا ان لديهم طرقهم التي اوصلتهم لمقدرة ما على التعامل الحضاري فلديهم نواديهم ولديهم جلساتهم واماكن التقاء تجمعهم وبعلم الاهل ( الله لا يخسر ) اذاً ما في مشكلة لديهم ايضا ان مُنع الاختلاط ، فهم على موعد مع الشلة بالليل .
اما اللي جاي من منطقة نائية ومحافظة فأذا ما وجد نفسه بين اقرانه ومن نفس الجنس فلن يتغير عليه شيء يذكر عندها يدرس وينقطع عن الاخرين على افتراض انه ( سفير) من قريته جاء يأخذ رسالته ويعود بها قبل الحمام الزاجل .
على ان وجود هذا العنف وهذه القسوه ، قد تدلل انه كما بحراكات الشارع ايادٍ خفية من الداخل والخارج فلما لا يكون هنالك ايادٍ هنا ايضا للوصول بالتعليم الجامعي لمرحلة ما قد نخجل من انفسنا اننا اصحاب جامعات خرّجت الاف الطلاب الاردنيين والعرب .
وهنا انا اسأل ما الذي نستفيده كشعب وكمجتمع من موضوع الاختلاط ؟ وما الذي سيتفيده الوطن ممن يتسابقون في لبس الخصر الساحل ، ومن اولئك اللاتي ارهقن اهاليهن بكثرة المطالب من مكياجات والبسة يتبرجن بها امام شباب اعينهم لا ترتقي اعلى من منتصف الجسم ، وامام هذا التبرج والدلع بالكلام والمشي ومع قليل من ( الصهونة )لن يتوانا اغلب ( المسحولين ) بالبصبصة والتعليق السخيف وعمل علاقات مع بنات الناس ، اما اذا حاول احدهم الاقتراب ولو لألقاء التحية على فتاة يعرفها تقوم ثائرة ( عنترة ) ويطلق لحصانه العنان شاهرا سيفه وانه لن يعود الا برأس من اقترب من حمائمه ، والان من طلب منك الدفاع عن بنات الناس .؟ الست انت ومن هم على شاكلة تفكيرك من اوصلنا الى هنا !؟
ان اي مشكلة تقع في اي جامعة ( بشكل او بأخر ) ، سببها شخصين هما
1- ( دنجوان المدينة ) القادم من الصحراء
2- ( ومهند التركي ) القادم من المدينة
اولى لنا قبل ان نتكلم عن وقف العنف الجامعي علينا ان نتخلص من دنجوان المدينة ومهند التركي ، ولن تنخلص منهما الا بوقف الاختلاط الذي اودى بنا الى كثير من الافراط والتفريط بالدراسة اولا ، وبالأخلاق الشبابية ثانيا َ، وبقدرة البلد على التعامل مع هذه الفوضى التعليمية سواء في المدارس او الجامعات فلو لم يكن هنالك اختلاط لوجدنا ان مهند والدنجوان اكملا دراستهم ، وخلصنا من العطوات الامنية والعشائرية وهذا السخف التعليمي وهذا القصور في التفكير بين الكبار والصغار على خلفية الشغب في جامعات الشمال والوسط والجنوب .