بقلم : هاشم الخالدي

نعود إلى المربع الأول والخطير .

هنالك من يحرص على أن يبقى الأردن مزبلة الغذاء العالمي ، ليدخل إليه شتى أنواع وأصناف الغذاء الفاسد تحت حجة دعم الإستثمار والمساعدات الدولية .؟؟

قيل .. وأنقل ما سمعته .. قيل .. بأن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور عندما إتصل معتذراً من إستمرار وزير الصحة السابق عبداللطيف وريكات من منصبه قال له ما حرفه - على عهدة الراوي طبعاً - لا أريد وزيراً يقول لي : لا .

لم يعرف ما اذا كانت ال"لا" التي قالها وريكات للرئيس النسور مرارا تعني قوله " لا " لمن توسط لإدخال شحنة القمح الرومانية الفاسدة مخبرياً والفاسدة غذائياً ، فقد جاهد وما زال – وزير الصناعة والتجارة حاتم الحلواني- بكل ما أوتي من قوة وسلطة لإدخال هذه الشحنة بعنابرها الخمس التي تحمل مئات الأطنان من القمح الفاسد قد تصل إلى 500 طن جاهد الوزير لإقناع وريكات والمؤسسة العامة للدواء والغذاء بإدخالها .. لكنه فشل ... فطار وريكات ؟!

أعتقد الحلواني - قدس الله سره – أن عقدة الرفض قد أزيحت لكنه لم يعلم أن شرفاء الأردن سيقفون له بالمرصاد ولن يسمحوا له ولأمثاله بإطعامنا غذاءاً فاسداً يربى فينا السرطان .. ويقتلنا الواحد تلو الآخر .

قصة شحنة القمح الفاسد تتلخص بقيام شركة رومانية يملكها مستثمر أجنبي بشراكة فتاة أردنية تبلغ من العمر ( 27 ) عاماً – قيل أنها قريبة لأحد متنفذي الوزارة – ولا أجزم بذلك . قامت بإحضار سفينة مليئة بالقمح من رومانيا وتبين أن ثلاثة عنابر من هذه السفينة التي تحمل مئات الأطنان غير صالح للإستهلاك البشري .

وزارة الصناعة والتجارة – عبر وزيرها الموقر – قاتل وجاهد وناضل من أجل إحباط محاولات وزارة الصحة منع دخول هذه الشحنة التي تعتبر شحنة من أصل شحنات قادمة للمملكة لكنه حين أسقط بين يديه وعجز عن إقناع وريكات والمؤسسة العامة للدواء والغذاء لجأ للشكوى لرئيس الوزراء .

الوثائق موجودة وتؤكد بأن الشحنة فاسدة ولم نسمع حتى الآن من وزير الصحة الجديد أي تصريح يؤيد ما ذهب إليه زميله السابق الدكتور عبداللطيف وريكات أو المؤسسة التابعة له وهي المؤسسة العامة للدواء والغذاء ، فلماذا هذا الصمت يا معالي الوزير ولماذا يصر الحلواني على إدخال هذه الشحنة ويمارس أقسى أنواع الضغوطات لإطعامنا قمحاً فاسداً .

ألا يفترض بالنواب واللجنة الصحية فيه أن تتحرك وتطالب بالتحقيق في هذه القضية الخطيرة وتطالب بإقالة وزير الصناعة وتحويله لمكافحة الفساد لإثبات تورطه أو براءته من القضية .

متى سنصل إلى أن نكون دولة مؤسسات وقانون يحاكم فينا الوزير قبل الفقير ، ويسجن من يثبت تورطه بفساد غذائي قبل أن يسجن من يثبت تورطه بتهريب السلاح والحشيش .

دعوني أهدي قبلة على جبين وريكات الذي ضحى بمنصبه لأجل ان يأكل ابناؤنا غذاءاً سليماً.

سيان عندي ... من يهرب المخدرات بهدف " تسميم " أبناء الشعب ... ومن يهرب القمح الفاسد بهدف " سرطنة " قلوب الأردنيين .

حاكموا وزير الصناعة ... قبل أن يهدم " واسط الخيمة " ... اللهم إني بلغت ... اللهم فاشهد ؟!