حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18932

الإستقواء على .. ؟؟

الإستقواء على .. ؟؟

الإستقواء على .. ؟؟

09-04-2013 03:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد اكرم خصاونه
قد يكون الإستقواء شكل من أشكال العدوان وقد يكون جسميا أو لفظيا أو انفعاليا ، كما تعلمنه في علم النفس، وقد يكون بطرق منها الضرب اللكم الرفس العض، وقد يكون بنشر الإشاعات المسيئة . وقد يصل إلى تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة أو نهبها وسرقتها .
لا أريد الخوض في أسباب الإستقواء والدوافع لذلك وما الذي حدا بهؤلاء للأستقواء على غيرهم في حين قد يكون هؤلاء المستقون قد مورس عليه الإستقواء قبلا ، فأرادوا ، إثبات رجولتهم على من هم أضعف منهم كرد فعل معاكس أو كإسقاط لمعاناتهم .
إن الأستقواء على مقدرات وممتلكات الوطن ونهب المال العام من فئة لا تخاف الله ولا تخشاه ، من خلال المنصب الذي قدر له أن يكون فيه،هذا الفرد الذي وجدها فرصة لأن يعيث في منصبه فسادا بأن أصبح مسؤولا وزيرا مديرا وكيلا ،نائبا أمينا عاما ، أو غيرها من المناصب التي قد يكون له القدرة على الخوض في عرض الوطن وشرفه فيستبيح المحرمات وينتهك المستور ، دون خوف من ضمير ،أو دون وازع ديني يردعه ، ناسيا الأمانة التي وكل بها ، ألا يخشي يوما من قبر سيوارى فيه ولا ينفعه كثرة المال ، ولن ينفعه الجاه والعز ، ولن يفيده من كان يصور له الأمر كما يريد.
فتجده يخالف القوانين والأنظمة المعمول بها ويجيرها لمصلحته ومآربه الشخصية، وقد يعطي من الوظائف ممن لا يستحقها ، فنقول لهذه البطانة الفاسدة المقربة، التي تطبل وتسحج لحضرته ، مشيدة بعظمته ، وإنجازاته ،التي لا يشوبها شائبة كما يتخيلون ويزعمون ،غدا عند رحيله من المنصب ماذا أنتم فاعلون ؟ وعند ربكم يوم اللقاء العظيم ماذا ستصنعون؟.
عشنا في وطن كانت تحوطه وترعاه عين الله رغم قلة الإمكانيات كان المواطن الأردني عزيزا أبيا وما زال رغم هدر ونهب وسلب مقدرات الوطن ممن أبتلينا فيهم في هذا الزمن الذي نعيشه ، بأن جاءنا زمن وجدنا من يتقلد المنصب ممن لا قدرة له فيه ولا معرفة ولا دراية له غير أن يكون الوطن متكئا لفترة إقامته ، وأن يكون الوطن نهرا من المال فيقوم بعمل أفنية لحسابه وكأنه في مزرعة يريد سحب الماء ( المال) لسقي مزروعاته ، فلا يرعوي ولا يتوقف عن السحب والشفط واللهط إلا من رحم ربي ممن ولي المنصب وخاف الله واتقاه .
هل الوطن ضعف لدرجة أن نجد الكل يستقوي عليه ، فيعيث فيه فسادا ، وخرابا ودمارا وبيعا وتدميرا،و سرقة المال العام؟ هل مخافة الله أنتزعت من قلوبكم ؟ هل الجشع والطمع أعمى بصيرتكم ؟ هل حب المال غطى على عيونكم ؟ هل ضاع الضمير أم بعتموه؟ هل ماتت النخوة والرجولة فيكم يا من سلبتم مقدرات الوطن؟ هل التفاخر بكثرة المال والسيجار الفاخر والسيارات الفارهة التي تتباهون بها لحسابكم وكأنكم ورثتموها من آباءكم أو أجدادكم ، وفي الواقع هي من خيرات الوطن التي سربتموها لجيوبكم وحساباتكم؟
سترحلون وتتركونها وستبقى وصمة عار في صحيفة إعمالكم الدنيوية والأخروية ، ولن يكن للعطور الباريسية التي لم ولن تغطي على نتن روائحكم الكريهة وإن جربتم .
إن من يجرؤ ويتطاول ويستقوي على مقدرات الوطن وينهبها ويسرقها لكأنه في نظري الشخصي كمن يتطاول على عرضه وشرفه ، بل كالخنزير الذي يرى العار في بيته وعرضه ولا يتأثر بما يرى ويشاهد .
وما ظهور الإستقواء على الأجهزة الأمنية ممن فتحت أبوابنا لهم ، وأرضنا ، وجعلنا منهم السادة، ونحن الضيوف، فلهو العار عليهم بما يصنعون ،وإنه لأمر مشين بعدم قدرتنا على وضع حد لمثل هذه التصرفات الرعناء غير المقبولة . """؟؟
وأما هذا العنف المستشري في جامعاتنا والإستقواء عليها بالحرق والتحطيم والتكسير وتعطيل الدراسة فإلى متى سيظل مستمرا ؟؟ بسبب هذه العصبية المقيتة والعشائرية النتنة وما تفرزه من إشكالات على ساحات الوطن سوى إستقواء مقيت تافه .
وإلى هؤلاء اللصوص والخارجون عن القانون وسجلات إجرامهم النتنة التي أزكمت الأنوف فإلى متى ستستمرون في غيكم وإجرامكم واستقاؤكم على ممتلكات الناس ونهب وسرقة الوطن ومقدراته؟وإلى القضاء وأولي الأمر أين العقوبة الرادعة على كل واحد تسول له الإستقواء على الوطن؟
أدعو الله مخلصا ، أن يبعد عن الوطن كل فاسد، وكل مارق ، وكل من لا هم له غير جيبه ، في من تقلد المنصب الذي جعله ساحة غناء يعيش فيها أجمل أيام العمر ناهبا سالبا ، والكثير من أبناء الوطن يتضورون جوعا ولم يتبق لهم إلا النزر اليسير من مقدرات الوطن .
فإلى من يستقوي على ممتلكات الوطن ومقدراته بالتدمير والتخريب وإشعال الحرائق والتكسير، فهل هذا دليل بطولة ورجولة ؟ وهل هذا دليل شهامة ونخوة من أجل الوطن ؟ أنه في نظري الشخصي إستقواء في زمن ضاعت فيه المهابة ، وبعدت وانعدمت الكرامة وسادت فيه الهمجية العبثية ؟
وبرغم ذلك ستبقى يا أيها الوطن الكبير ستبقى كبيرا كبيرا، بقلبك الدافق نبعا وحنانا ستبقى وفيا بحبك لأبنائك المخلصين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجلك، ورغم نكران الجميل ممن لم يراعوا مخافة الله فيك وأشعلوا الفتن وخربوا و,..... .
ستبقى عباءتك تظلنا بعطف وحنان ومودة ومحبة ورحمة كبيت واسع كبير رغم سؤ من أساء ورغم فساد المفسدين ، وستنهض يا وطني من كبوتك وتعانق الشمس ، بل ستمدنا بدفء من نبض قلبك الكبير ستمدنا بدفء في صقيع البرد والفقر الذي عشناه وسيرجع الخير عظيما وكثيرا بفضل الله ، وستبقى يا وطني كأم رؤوم ، وكأب حنون يحتضن أبناءه رغم العقوق .








طباعة
  • المشاهدات: 18932
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم