11-04-2013 10:18 AM
بقلم : فراس الطواهية العبادي
إلى دولة رئيس الوزراء الأفخم لعل وعسى
في الذكرى السنوية الأولى لاعتصام ساحة النخيل الذي نفذه موظفي أمانة عمان الكبرى، والذي طالبوا من خلاله بجملة من الحقوق والمكتسبات التي كانت وفقهم قد حجبت وأُنكرت طويلا فتعالت أصواتهم مطالبين بقدر بسيط من العدالة والمساواة التي طال شتائها و لم يزل ... فكان من نتائج اعتصامهم الفتات القليل من الحقوق والقليل الآخر من المكتسبات .... ساد حينها الرضى ليس لما منّت به إدارة الأمانة، بل لتفهم الموظفين حينها كون الإدارة جديدة فساد التفائل بها خاصة وأن الأمين الجديد هو من ابنائها الذين عاشوا الظلم والغبن من اداراتها السابقة ... و للأسف تحولت الضحية إلى جلاد ينتقم من هذا ومن آخر دون رحمة، منتقما من كل معاني الحرية والإنسانية والكرامة والعدالة والمساواة فأصبح يضرب بصوت ملئه الحقد والغل يرافقه الجهل وبدلا من الأخذ بيد المظلوم أخذ يشد على يد الظالم حيث اخذه الانتقام الى ابعد من ذلك فاعتبر نفسه دون تشبيه الاله الاوحد لهذه المؤسسىة الوطنية.
دولة رئيس الوزراء، ان السياسة التي ينتهجها رئيس لجنة امانة عمان المحترم حاربت بانفسنا كل معاني الولاء و الانتماء و المواطنة الصالحة و الكرامة والانسانية فمن يعمل ويجتهد ويخلص و يكد بعمله يحارب وتمنع عنه حقوقه الوظيفية .... سيدي دولة الرئيس، ان هيكلة الرواتب التي روج لها رئيس لجنة امانة عمان المحترم ليست كما قرأتم، سيدي ان الهيكلة تلك هزيلة و بالية ... سيدي أيعقل ان موظف رسمي له اكثر من خمسة عشر عاما في الامانة لا يتجاوز راتبه ثلاثمائة دينارا بعد تلك الهيكلة.
سيدي دولة الرئيس، وانتم تعلمون بما يقال عن زمن هارون الرشيد و حاشيته ... اتعلم سيدي ان زمنه موجود في اردننا الغالي حيث ان رئيس لجنة الامانة له من الحاشية المقربة الكثير ممن يتحدثون باسمه ويغتصبون حقوق الاخرين باسمه ويوزعون الاعطيات لهذا ولاخر بإسمه وبعلمه الكثير من العقبات التي ادعاها رئيس اللجنة المحترم وبررها بنقص الامكانيات ... سيدي ان تلك الادعاءات باطلة فسابقا كانت الادارات تقوم بواجبها تجاه العاصمة عمان على اكمل وجه فكيف ذلك الا ان تلك الادعاءات هي اعتراف صريح بنقص الخبرة وعدم الكفاءة .
سيدي دولة الرئيس، اكتب الى دولتكم وانا على علم اكيد انه سيلاحقني ويضرني برزقي ولكن الى متى ساصمت؟ فلست بالشيطان الاخرس ... انا مواطن اردني له كرامته ككل الاردنيين وله من الحقوق وما عليه ... اعلم سلم الوظيفة والمرجعية ولكن الهم قد فاض فلا من ملبيا للنداء او سامعا للشكوى ... سيدي وانا اعبر عن الكثير الصامت اننا فقدنا ما تبقى من ثقة في مؤسسة امانة عمان التي حولتنا عبر رئيسها الى اناس غير فاعلين الا بالاعتصامات والاضرابات ليأتي اضرابنا هنا واعتصامنا هناك فيعطل طريقا هنا او يوقف خدمة هناك، فاصبحنا بعد ان كانت مطالبتنا بحقوقا وظيفية الى مطالبين بكل امتياز يضمن لنا حريتنا فارتفع سقف مطالبتنا بامورا اخرى فانشأ حراكا هنا واخر هناك باعتبار ان اي طرح لمشروع الاصلاح السياسي لدولة الاردن هو كلام بدون مضمون كالدايت خالي من الدسم ... كلام لا يتعدى شفاه قائله .
اكتب لكم سيدي وانا اقف في ساحة النخيل ساحة العزة والكبرياء .. اكتب اليكم وانا اعلم حقد المعنيين لي بعد ان تتكرموا وتتطلعوا على رسالتي و انا اشعر برغبة شديدة وصادقة تجاه نفسي و تجاه وطني بأن اقطع شريان وريدي ليروي هذه الساحة العظيمة كما كل الاردن بدمي لعل و عسى ان يأتي التغيير.