11-04-2013 06:03 PM
سرايا - سرايا - كشفت مصادر كورية جنوبية الخميس أن الشمال يعمد إلى تحريك عدة صواريخ عند ساحله الشرقي في محاولة منه التشويش على المراقبة الاستخباراتية، فيما حذرت واشنطن بيونغ يانغ بضرورة التوقف عن "الاستفزازات".
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن المصادر المطلعة قولها ان كوريا الشمالية حركت صاروخي (موسودان) متوسطي المدى، كانت قد أخفتهما داخل مخبأ في المرفأ الشرقي لمدينة وونسان، من وإلى المنشأة.
وأوضحت ان 4 أو 5 آليات متحركة، يعتقد انها مركبات إطلاق صواريخ متنقلة (TEL)، شوهدت تتحرك حول مقاطعة هامغيونع بجنوب البلاد.
وذكر مصدر استخباراتي طلب عدم كشف هويته ان "ثمة مؤشرات على ان الشمال قد كلث صواريخ موسودان في أي وقت قريباً، لكنه يحرك الصواريخ فيخرجها ويدخلها إلى المخبأ ما يتطلب مراقبة مشددة".
فيما قال مصدر آخر ان خطوة الشمال الأخيرة هذه تهدف إلى "إتعاب" المسؤولين الكوريين الجنوبيين والأميركيين أكثر فأكثر، لإعاقة جهودهم لالتقاط الصاروخ فور إطلاقه.
وكانت السلطات العسكرية الكورية الجنوبية والأمريكية رفعت مستوى الرقابة لتحركات كوريا الشمالية، بعد رصد بوادر تشير إلى احتمال قرب موعد إطلاق الشمال صواريخاً.
وتتوقع السلطات الكورية الجنوبية قيام بيونغ يانغ القيام بتجربة صاروخية في 15 نيسان/ أبريل احتفالاً بذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ.
ويقوم مسؤولون في مجال الاستخبارات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة برصد تحركات كوريا الشمالية ويعتقدون ان صاروخ (موسودان) سيطلق من مركبة نصب صواريخ متحركة، وبإمكانه قطع مسافة تتراوح ما بين 3000 إلى 4000 كيلومتر وضرب القاعدة الأمريكية في غوام في المحيط الهادئ.
من جهة أخرى، حملت كوريا الشمالية الرئيسة الكورية بارك كون هيه مسؤولية أزمة مجمع كيسونغ الصناعي، مهددة بأنه إذا تابعت الحكومة الكورية المواجهة، "فلن يظل المجمع موجوداً".
وقال المتحدث باسم الادارة العامة لمناطق التنمية الخاصة التي تشرف على مجمع كيسونغ، رداً على أسئلة صحافيين من وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، "ان سلطة الدمية وجماعة أنصار الحرب في كوريا الجنوبية تتعقب إجراءاتنا الهامة واصفة إياها بالأمر مخيب للآمال أو أمر مؤسف، بدلاً من تقديم اعتذارها على ما قامت به من جرائم ضد شعبنا".
وانتقد المتحدث الرئيسة بارك قائلاً إن "صاحبة القصر الرئاسي تزعم بأننا أوقفنا نشاط مجمع كيسونغ الصناعي الذي كان يسير بصورة سلسة واننا انتهكنا القوانين الدولية وطالبتنا باتخذ القرار الصحيح"، واصفاً تصريحاتها بأنها "تصرفات وقحة مثل تهجم اللص على صاحب الدار".
ورأى ان "الوضع العام يوضح أنه من يجب أن يتوقف من تصروفات خاطئة واتخاذ خيار صحيح هو صاحبة القصر الرئاسي وان الحاكم الحالي في كوريا الجنوبية لن يكون حراً من تحمل المسؤولية عن دفع الوضع الى ما قبل إغلاق مجمع كيسونغ الصناعي الذي ظل يعمل حتى في ظل حكومة الخائن لي ميونغ باك".
وجدد تهديد الحكومة قائلاً "على جماعة الدمية الانتباه إلى تحذيرنا لأن إجراءنا هذا هو قرار مؤقت، أما ما يحدث فيما بعد سيعتمد اعتماداً كاملاً على تصرفات حكومة الجنوب".
وكانت كوريا الشمالية هددت بتوجيه ضربات "انتقامية" ضد اليابان، مشيرة بشكل خاص إلى المنشآت النووية اليابانية.
ونشرت صحيفة (رودونغ) التابعة لحزب "العمال" الحاكم في كوريا الشمالية مقالة تحليلية تلمح للتفجير النووي في كل من هيروشيما وناغازاكي في أربعينات القرن الماضي.
وزعمت كوريا الشمالية في المقالة تحت عنوان "المؤامرة ضد كوريا لن تحدث إلا انهياراً"، بأن اليابان تسرع وتيرة استعداداتها لحرب جديدة ضد الشمال، مشددة على ان "جميع الأراضي اليابانية لن تتمكن من تجنب ضرباتنا الانتقامية في حرب حديثة تركز على إصابة على المديين المتوسط والطويل".
وهددت قائلة "هناك العديد من القواعد العسكرية النووية الأمريكية ومنشآت الطاقة النووية، واليابان لن تتمكن من تجنب تعرضها لكارثة نووية جسيمة لا تقارن بما تعرضت له في أربعينيات القرن الماضي".
ومضت بالقول إنه "في الحرب الماضية ضد كوريا الشمالية، لم نكن مجهزين بالقدرات على الهجوم الانتقامي على القواعد اليابانية الغازية، غير ان جيشنا الشعبي الآن مجهز بالقدرة بما فيها الكفاية لضرب اليابان والقواعد الأمريكية الغازية في آسيا والمحيط الهادئ أيضاً".
ويذكر ان بيونغ يانغ صعّدت لهجتها ضد سيول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى أنها هددت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى بحر من نار بحال مضت أمريكا بما سمّته سياسة التخويف التي تعتمدها ضدها، وها قد توجهت بتهديد مباشر الآن إلى اليابان.
ومن جانب آخر، حذرت الولايات المتحدة بيونغ يانغ بضرورة التوقف عن "الاستفزازات" والعدول عن عملية اطلاق صاروخ تبدو وشيكة رغم العقوبات الدولية ومخاطر ان يؤدي ذلك إلى تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وظلت القوات الاميركية والكورية الجنوبية في حالة تاهب عالية الخميس ازاء "التهديد الحيوي" على حد تعبيرها الذي تمثله التصريحات النارية للنظام الكوري الشمالي والتحديات التي يواصل القيام بها في الاشهر الماضية.
وكان وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل صرح الاربعاء أن "كوريا الشمالية ومن خلال خطابها العدائي، انما تلعب بالنار ولا تساعد في احتواء وضع غير مستقر"، مضيفا ان الولايات المتحدة "مستعدة لمواجهة اي احتمال".
واضاف هيغل "بلادنا مستعدة تماما لمواجهة اي احتمال، واي عمل يمكن ان تقوم به كوريا الشمالية، واي استفزاز يمكن ان تنجر اليه".