13-04-2013 11:35 AM
بقلم : احمد محمد قاسم الخلايلة
المِسْكِينُ الفقير وقد يكون بمعنى المذلة والضعف يقال تَسَكَّنَ و تَمَسْكَنَ كما قالوا تمدرع وتمندل من المدرعة والمنديل مثل تشجع وتحلم وفي الحديث { ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان وإنما المسكين الذي لا يسأل ولا يُفطن له فيعطى } والمرأة مِسْكِينَةٌ و مِسْكِينٌ أيضا وإنما قيل بالهاء ومفعيل ومفعال يستوي فيهما الذكر والأنثى تشبيها بالفقيرة وقوم مَسَاكِينُ ومسكينون أيضا (مختار الصحاح)
من خلال التعريف السابق وبالرجوع ايضا الى الكثير من معاجم اللغة العربية وورود هذة الكلمة في الدين الاسلامي في القران الكريم والحديث النبوي الشريف واشعار العرب, فأن معنى كلمة مسكين لها معنيان رئيسيان هما الفقر( والذلة والخنوع والضعف ).
وفي الاستخدام اليومي المتداول بين الناطقين باللغة العربية في هذة الايام وفي الاردن بالذات اذا ما قلت لاحد ما انت مسكين فأنك تكون قد اخطأت بحقه , وقد يتطور هذا الموقف الى شجار لفظي او جسدي وفي اقل الحالات قد يكون الرد بأنك انت المسكين وابن المسكين .
والان عودة الى ذي بدء هل الشعب الاردني مسكين ؟ كما يصفه نواب ومسؤؤلي الاردن فيا اخوتي القراء الأفاضل لقد لفت انتباهي وأثر في نفسي استخدام هذا المصطلح من قبل النواب ممثلي الشعب في انتخابات حرة ونزيهة !!!!!!!! (كما يقال) ومن خلال استماعي الى نقاشات النواب منذ الجلسة الاولى وقد ظهر ذلك جليا ومتكررا خلال الجلسة العاصفة !!!!!!(كما وصفت !!!!!؟؟؟؟؟) التي نوقش خلالها رفع اسعار المحروقات مؤخرا .
وقد قام عددا كبيرا جدا من النواب بأستخدام هذا المصطلح وكنت اقرأ بين اعينهم وبين سطورهم بأن هذا الشعب يتمتع بالذل والخنوع والضعف والانكسار فوهب الله لهم هذة الثلة المباركة الشجاعة غير المسكينة من النواب الشجعان الذين خرجوا من اصلاب وارحام هؤلاء المساكين والمسكينات في نقطة تحول كبرى من تاريخ الاردن الحديث ,ومن ادلة ذلك ان بعضا منهم فازوا في الانتخابات وهم في غياهب السجون بسبب المال القذر .
لا يا سادة يا كرام انتبهوا جيدا وكفوا عن استخدام هذا المصطلح انتم ومن يديركم بالريموت كنترول من مسؤؤلي هذا البلد الذين ابتلينا بهم ,حتى عندما تنتصرون الى هذا الشعب الطيب حسب ادواركم المرسومة سلفا تقولون عنا الشعب المسكين .
مسؤؤلي البدان العربية الاخرى دأبوا على وصف شعوبهم بالجبارين والشجعان واحفاد الفراعنه( رمزا للقوة ) والطيبون والاذكياء والنبلاء والمثقفين والبناة ونحن نجمع كل هذة الصفات وغيرها الكثير .
لم نكن مساكين سابقا ولن نكون مساكين لا حاضرا ولا مستقبلا ولكن كانت تمنع اصواتنا ان تسمع خلال من خلال ابواق الاعلام الرسمي لمدة تسعين عاما مضت ولم يكن مسموح له ان يسمع الا المطبلين والمنافقين والمتزلفين والمعارضين الممثلين حصلوا على اعلى المناصب فيما بعد بادوار مرسومه سلفا .
اما الان وقد حبانا الله بفضله بهذا الاعلام المفتوح وصحفنا الالكترونية الشجاعة التي لا تنتظر الدور للحصول على الاعلانات الحكومية لدعم موازناتها ,كما كانت تفعل غيرها من قبل لتملأ جيوب منافقيها ,فها نحن نكتب بحرية ودون واسطة او محسوبية او معرفة سابقة وقد خاب ظن كل من يعتبر الشعب الاردني مسكينا كائنا من كان .
ومن هذا المنبر الحر ادعو جميع النواب والمسؤؤلين في هذا البلد الكف عن التباكي علينا باستخدام كلمة الشعب المسكين , وادعو جميع الكتاب والمفكرين والحراكيين الى تعرية من يتباكى علينا من باب الشفقة والذلة والخنوع ,خصوصا ونحن مقبلون فصل جديد من مسرحيات طلب الثقة .