13-04-2013 12:20 PM
بقلم : منال العبادي
تتميز الأردن بشكل خاص بظاهرة غسيل الشخصية على طريقة ( غسيل الصحون ) فكلما اتسخ اسم شخص ما بالمال القذر سواءا بالسرقة أو الكومسيون .... وبدأت الرائحة تفوح منه !!! .... حتى تسارع الدولة بإيجاد موقع وظيفي له أو تجدد له منصبه حتى تغسله وتلمعه لتزيل عنه تلك الرائحة العفنة التي علقت به .
وبعد ذلك يكمل مشواره ( القذر ) ولكن بمستوى أكبر ( وألعن ) فهو يتمتع بحصانة المنصب التي تكفل له الإستمرار بسلاسة ويسر طالما انه إلتزم ( بسياسة التنفيع ) والتي هي شرط لبقاءه "زميلا ومواليا" لأحد النوادي التي تتحكم بإقتصادنا ومن ثم سياستنا منها الديجيتال،الليبرال،الشد العكسي والحرس القديم ، والذين يكفلون له تلك الحصانة وإستمرارها طالما هو إلتزم بقواعد ( اللعبة ) .
خير مثال هو " عرّاب الخصخصة " الذي هبط علينا "خاوا" ، وبمجرد بدئه القفز بين المناصب واكبه التلميع والإصرار الغير مسبوق وعلى كافة المستويات ، فإعتقدنا بأنه المخلص الجهبذ ، وأنه الذي سيريحنا دهراً الى الأمام ، فباع وخصخص ولم يبقي ولم يذر ، فأصبح إقتصادنا كالعصف المأكول ونحن على "حديدة صدئة" !!! .
ماءنا وكهرباءنا وإتصالاتنا وفوسفاتنا وميناءنا والآن مطارنا ( والمخفي أعظم ) هي بيد الأجانب الذين يتربحون على ظهورنا ولم يبقى إلا أن يقولوا لنا ( حااااااااااااااا ) .
ومجلس النواب الحالي مثال آخر لنهج ( غسيل وتلميع ) الشخصيات ، كراسيه ومداولاته ، مؤامراته وإتصالاته في الكواليس هي خير شاهد !!!!!! فبعضهم أذناب،متسلقون،إنتهازيون،طماعون، وآخرون هم حديثي سياسة على وزن (حديثي نعمة) وها هم قبضوا ويقبضون ثمن (تمرير) الرئيس وسياسته "البوهيمية" .
أما المناصب الحكومية فحدث ولا حرج ، فإما أُعطيات وإما ترضيات وإما توصيات ، ومن حاد عن الدرب وحاول عرقلة تجارة ( الهوامير ) الذين يتربعون على حساب صحة العباد ، فسيستأصل ويُبعد ويمنع من الإستمرار ومثاله "عبداللطيف الوريكات" أقلها أمام أعيننا ، وآخر شاهد ( البروتينات المدعّمة التي ملأت القمح الروماني ) .
مثال آخر هو ( عراب الأحلام ) الذي يستنزف أموال الدولة ( أو بالأحرى أموال الشعب ) بالدراسات والأحلام الخبيثة لإنشاء مفاعل يخدم إسرائيل ويوفر عليها المضاعفات الخطيرة ، فمركزه مُصان وعلمه يطغى على كل التقارير والأبحاث الممانعة لإكمال مشروعه ( الإستحماري ) للعباد .
ولعلنا لسنا ببعيدين عن ذلك طالما أننا ما زلنا ( نطبل ونزمر ونرقص ) لجميع أنواع الغسيل ( العادي والأوتوماتيك ) فالذين يغسلون المال .... سواءا هنا في الأردن !! نقول عنه " رجل أعمال محترم" وللذي يغسل ما سرقه منّا في بلاد الضباب ... نقول عنه "حوت كبير لا تطاله الأيدي" !!!! نحن بكل سذاجة نقدر "الشخصية المغسولة" نحترمها ونحسب لها الحساب ونفتح لها الأبواب ونساعد على تلميعها والمحافظة على بريقها ..... ببساطة نحن شعب نغضب ممن تغضب عنه "الأجهزة المعنية" ونحترم ونوقر من ترضى عنه تلك الأجهزة ، والتي تغير إتجاهها "بكبسة زر" حسب توجيهات ( ديناصورات المال العام ) .
ثم لمزيد من الحصانة ولضمان نظافة الشخصية أثناء وبعد "الغسيل" وأثناء وبعد "النشر على الحبل" تركز الحكومة على تفعيل وتقوية قانون ( إغتيال الشخصية ) لإحاطة من تريد بساتر ( المنصب ) لكي تضمن طمس الأنظار أو إسكات وقطع لسان من تسول له نفسه أبراز الإختلال أو فضح المستور وكشف تلاعب عليّة القوم بباقي الشعب تماما مثل ( اللعب بالبالون ) فيتقاذفون البالون بينهم ونحن بداخل ذلك البالون لا ندري أين نحن أو أين نقف .
إعلامنا وللأسف في الوقت الحالي كذلك أيضا ، قد إختلط فيه الحابل بالنابل ، فما بين حريص على خدمة الوطن ، وحريص على خدمة ( وطن ) أو أجندة أو حتى مال رخيص يتكفل به أرباب الفساد ، ضاع الإعلام وتاهت بذلك آراء وتوجهات الناس ، ولم يعد أحد يعرف الخبيث من الطيب ولا الغث من السمين ، ففي الوقت الذي تتهم فيه شخصية معينة بالفساد أو المحسوبية وما حول ذلك ، فتجد أن الكثير من الناس يدافع عن تلك الشخصية ، وهنا تهنا ( تيه بنو إسرائيل ) ولم نعد ندري من يخدمنا ممن يضحك على ذقوننا .
فنحن لن نتوب عن غسيل الشخصية ولن نستمر في بناء وتحسين وطننا طالما بقوا هم (غصّةٍ) في حلق الإصلاح ، يحملون ألقاب الدولة والمعالي والسادة ، يتربعون على عرش "عليّة" القوم في بروجهم الدابوقية والعبدونية ، ونحن لا نعرف سواهم ونخاف من البديل عنهم ، فقد إعتدنا على سياسة فرض الشخصيات وهذا "جبن" نعم ، فمن الواجب علينا كشفهم وفضحهم وتبيان زيف إدعاءاتهم وسوء سياساتهم أمام الناس جميعا ، ثم محاكمتهم والقصاص والخلاص منهم ، ثم بعد ذلك ندعوا الى الإصلاح ما إستطعنا إليه سبيلا .... نحو أردن خالي من العوالق !!!! .