بقلم : هاشم الخالدي

قبل اربعة وعشرون عامأ من الأن ...كان رئيس الوزراء الحالي الدكتور عبد الله النسور يقف في وسط مدينة السلط بين ناخبيه مخاطبأ إياهم بالقول "احملوني الى عمان لأحاكم اللص ابن اللص" ,وصل عمان وحمله ناخبوه فلم يحاكم احدأ !! وبقي اللص ابن اللص حتى وقت قريب على اهم منصب حكومي.؟؟

وبالعودة الى التاريخ ....فيبدو واضحاً ان النسور اقتبس هذه العباره الشهيرة من خطاب الزعيم السوري شكري القوتلي الذي قال ذات خطاب ناري له في عام 1945: " احملوني الى ساحة المعركة لاواجه هؤلاء المستعمرين الهمج".

قبل ايام كان رئيس الوزراء يزور محافظة الزرقاء والضليل والهاشمية والرصيفة واطلق هناك وعوداً يتجاوز تنفيذها مئات الملايين من اجل ان يحصل على ثقة نواب المحافظة وأقضيتها و ألويتها ,فهو وعد بعشرة مطالب أتمنى ان تكون حقيقة وان لا تذهب كما ذهب غيرها ادراج الرياح بعد حصوله على الثقه التي اصبحت بجيبه نتيجة إفراطه في صرف الوعود والاحلام والأمال.

من حقي كصحفي وكاتب أن أتابع واتتبع وعود الرئيس في تلك المناطق فهو وعد بفتح طريق موازي للطريق الرئيسي في مخيم حطين ووعد بإنشاء جسر الفوسفات, و وعد باعادة بناء سيل الزرقاء لمسافة تصل ما بين 15-20 كيلو متر و وعد بحل مشكلة تلال الفوسفات ووعد بانشاء متحف عسكري ووعد بانشاء مقبرة اسلامية ووعد بايجاد قطعة ارض لإنشاء متصرفية الرصيفة و وعد بإنجاز مستشفى الزرقاء الجديد قبل نهاية العام ووعد بإنجاز عطاءات التأهيل شبكات المياه والصرف الصحي. .

ووعد بجر 100 مليون متر مكعب من مياه الديسي للمدينة
ووعد ...ووعد ...ولم يبقى وعداً إلا قطعه على نفسه, ثم غادر الى عمّان بعد أن رود في نفسه في صبيحة اليوم التالي عبارته الشهيرة "احملوني الى الزرقاء لأعالج كل مشاكلها.".

ربما يظن احدنا انني اقسوا على الرئيس واصطاد في الماء العكر لكنني سأوضح الامر من وجهة نظري لكم أن تاخذوا بها ولكم ان ترفضوها.

من حيث المبدأ فأنا ضد اي جولة مثل هذه الجولات لأي رئيس وزراء قبل ان يأخذ الثقة، لأن المغالات في الوعود التي لا تنفذ من اجل الحصول على الثقة تحت قبة البرلمان سيكون لها ارتدادات عصية وسلبية على سكان المنطقة الذين هللوا وزغردوا لوعود الرئيس ..فاذا مضت الاشهر ولم يروا نتائج هذه الوعود سيبدأ هؤلاء بلعن "سنسفيل الدولة" و "سنسفيل الحكومة" ورئيسها بعد ان يشعروا.


ان ثمة من "ضحك على ذقونهم" الأمر الأخر الذي اعترض عليه هو انني لا اريد ان يتكرر مشهد رئيس حكومة متهالك ,شكل حكومة مطلع هذا القرن و كان يحتاج الى ثقة النواب فمارس اسوء انواع الخرق القانوني في تعيينات ابناء النواب و اشقاءهم ومارس افظع انواع الخرق الدستوري لمجرد إرضاء النواب و وعد بمشاريع و عطاءات تقدر قيمتها بــ600 مليون دينار لم تنفذ منها على ارض الواقع سوى 10% بعد حصوله على الثقة.

أرجوكم .. أحملوني الى قبة البرلمان لأحاسب الرئيس على وعوده الطائشة.

ملاحظة : أرجوا ان لا تفهم العبارة الاخيرة انني أنوي الترشح للبرلمان فالإنسان العاقل لا يقبل ان يتراجع خطوة في حياته السياسية و المهنية .. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .

الكاتب مؤسس موقع سرايا 
hashem7002@yahoo.com